icon
التغطية الحية

الأكاديمية الذكية السورية.. أول مؤسسة تعليمية سورية مرخصة في مصر

2023.08.19 | 06:44 دمشق

آخر تحديث: 21.08.2023 | 13:49 دمشق

الأكاديمية الذكية السورية.. أول مؤسسة تعليمية سورية مرخصة في مصر
طلاب ومدرسون في "الأكاديمية الذكية السورية" في مصر، الإسكندرية (الأكاديمية)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

​​​​​​ملخص:

  • "الأكاديمية الذكية السورية" أول مؤسسة تعليمية مرخصة للسوريين في مصر.
  • تقدم الأكاديمية العديد من الخدمات بالإضافة إلى التعليم، منها الرياضة والصحة والترفيه.
  • يلجأ السوريون في مصر إلى تسجيل أبنائهم بمدارس خاصة ولكنهم يقدمون الامتحانات بالمدارس الحكومية في نهاية العام.

انطلقت "الأكاديمية الذكية" السورية في مدينة الإسكندرية قبل ثلاث سنوات كأول مؤسسة تعليمية للسوريين في مصر، وتزامن انطلاقها مع فرض الحكومات قيود الإغلاق والحركة لتفادي الإصابة بفيروس كوفيد-19 (كورونا).

أنشأ الأكاديمية طارق السويدان لتوفير خدمات التعليم للتلاميذ والطلاب السوريين في مصر، في البداية كانت تقدم دروساً "أونلاين" بسبب قيود كورونا ولاحقاً تحولت إلى مدرسة يرتادها الطلاب.

جرت العادة في مصر أن يتم تسجيل الطلاب السوريين بالمدارس المصرية الحكومية، ولكنهم يذهبون إلى مدارس سورية خاصة يتلقون فيها المنهاج المصري إضافة إلى مناهج قريب من البيئة السورية، وفي نهاية العام يقدمون الامتحانات في المدارس المصرية.

كانت فكرة طارق الأولى هي التواصل مع مدرسين، وبدء التعليم الإلكتروني للأطفال عن طريق تطبيق "الزوم" وبعض تطبيقات الإنترنت الأخرى، في محاولة اللحاق بالمناهج وعدم توقف الطلاب عن الدراسة.

ولكن بعد انتهاء الوباء، وفتح المدارس، قرر طارق افتتاح أول مركز تعليمي سوري مرخص "أكاديميا" في الإسكندرية، يضم طلاباً من مرحلة رياض الأطفال وحتى التعليم الثانوي.

وعلى مدار الثلاث سنوات والنصف استطاعت الأكاديمية أن تضيف البرمجة للأطفال من سن الرابعة، واللغات، والحساب الذهني، إلى المنهاج الذي يدرسه الطلاب.

جانب من نشاطات "الأكاديمية الذكية السورية" في مصر

نشاطات الأكاديمية 

في ظل غياب التنوع، وطرق التدريس الثابتة التي تتبعها المدارس على مر السنوات، تعتبر هذه الأكاديمية نموذجا متطورا للتعليم.

يدرس في الاكاديمية نحو 300 طالب، وتضم طلابا من جنسيات متعددة، غالبيتهم سوريون، بالإضافة إلى طلاب من مصر والسعودية واليمن والأردن.

في مصر يتم تسجيل الطالب بالمدرسة المصرية من أجل الحصول على القيد الدراسي، ويقدم امتحانات الفصلين الأول والثاني فيها، ولكن يقضي يومه الدراسي في الأكاديمية على غرار كل المدارس السورية في أنحاء مصر.

يقول طارق السويدان وهو سوري، ومؤسس الأكاديمية لموقع "تلفزيون سوريا"، كانت المبادرة فردية من دون تلقي أي نوع من الدعم، وحاولت أن أغير مفهوم الأطفال عن الدراسة، فبالإضافة إلى تعليم المنهاج المصري، نقوم بتعليم اللغات (العربية، والإنجليزية، والفرنسية)، وأدخلنا اللغة الفرنسية في المناهج من مرحلة رياض الأطفال.

يضيف طارق، أدخلنا البرمجة إلى المنهاج من سن الرابعة وما فوق، حيث تعد البرمجة لغة العصر، ونحاول أن نؤسس جيلا عصريا، بالإضافة إلى الحساب الذهني في الرياضيات، وتنمية المهارات، وتعليم القرآن الكريم في حصص الدين، كما أنشأنا تطبيقا خاصا على الإنترنت يساعد أولياء الأمور على متابعة مستوى أولادهم.

التراث السوري

كما أضافت الأكاديمية فقرة إلى اليوم الدراسي باسم "تراثنا" تشرح للطلاب السوريين قيمة تراثنا السوري، وتعرفهم على المحافظات السورية وتراثها وطريقة لبسها بالإضافة إلى الأغنيات الفلكلورية الخاصة بكل محافظة، عن طريق وسائل تكنولوجية تساعدهم على فهم المعلومات وترسيخها في عقولهم.

ويعمل في الأكاديمية مدرسون سوريون ومصريون، يشترط عليهم أن يكونوا أكاديميين ولديهم خبرة، وتقوم الأكاديمية بدورات إعداد للمختصين، وتطوير لمهارات المدرسين.

نشاطات صيفية متنوعة

تقوم الأكاديمية بدورات للطلاب بمجالات متعددة في الصيف في محاولة لاستثمار وقت الطلاب بأشياء تساعدهم على تطوير مستقبلهم.

أنشأت الأكاديمية فريقاً لكرة القدم، دخل في بطولات عديدة في مصر وحصل على بطولة المراكز المجتمعية لكرة القدم برعاية المفوضية العليا للاجئين، وبطولة أخرى لفئة الناشئين برعاية شركة "إس كي العالمية".

بالإضافة إلى النشاطات الرياضية، تقيم الأكاديمية معسكرات صيفية تخدم العملية التربوية بالمشاركة مع منظمة "كير مصر" ومنظمة “اليونيسيف" لتأهيل العاملين في المجال التعليمي.

يقول طارق سويدان، أنشأنا أكبر نادٍ صيفي للأطفال في الإسكندرية، يوجد به دورات للسباحة، وكرة القدم، والبرمجة، واللغات، وتعليم القرآن الكريم، والباليه للبنات، والرياضيات والحساب الذهني، بالإضافة إلى دورات صيفية تعليمية للطلاب الذين لديهم ضعف في بعض المواد.

سمية حسن، امرأة سورية، تقول إن الأكاديمية تساعدها في ضبط أطفالها في الصيف، حيث إنهم يذهبون إلى دورات السباحة وتعليم القرآن مما يجعلهم يستثمرون وقتهم بأشياء مفيدة، وبنفس الوقت يكونون في مكان آمن.

وبدورها، مها محمد تقول، إنها سجلت ابنتها في دورة الباليه وهي ما كانت ابنتها تحلم به ولكن بأسعار مخفضة جدا عن الخارج.

عيادة خاصة بالدعم النفسي

من باب تدعيم الدعم النفسي للطلاب السوريين الذين ما يزالون تحت تأثير تداعيات الحرب، أنشأت الأكاديمية عيادة الطب النفسي، تساعد الطلاب المتضررين من الحرب، وآخرين هربوا من سوريا وتركيا بعد الزلزال على تجاوز الأزمات، وإعادة الثقة بالنفس، والشعور بالأمان والحماية في مكان آخر غير وطنهم.

يدير العيادة مختصون نفسيون، لديهم خبرة بالتعامل مع هذه الحالات، ومساعدتهم على تخطي المشكلات، وفقاً لما يقوله مؤسس الأكاديمية.

كما تنظم الأكاديمية جلسات يوغا للطلاب والتأمل ودورات تنمية مهارات وتطوير الذات من أجل المستقبل.

أسعار رمزية وخدمات أكثر 

يقول طارق سويدان، حاولت الحصول على الدعم المالي لكي تكون خدمات الأكاديمية بالمجان بالكامل، ولكن باعتباري الممول الوحيد من دون أن أتلقى أي شكل من الدعم أو المساعدات من الجهات المعنية، لجأت إلى الرسوم الرمزية.

يبلغ القسط الشهري للطالب نحو 500 جنيه مصري (نحو 15 دولارا أميركيا).

ويضيف سويدان أنها مشروع غير ربحي والرسوم التي تتقاضاها الأكاديمية هي رواتب المدرسين ولدفع آجار المقر.

محمد علي ولي أمر يقول، الأكاديمية أسعارها مناسبة مقارنة بالمدارس الخاصة التي لا تتناسب مع دخلنا المتوسط، فضلاً عن النشاطات الإضافية التي تقدمها الأكاديمية.

أما سحر فاروق، امرأة مصرية سجلت أطفالها بالأكاديمية، تقول، إن أسعار الأكاديمية شبه مجانية وخدماتها عالية.

مدارس سورية في مصر

يبلغ عدد السوريين المقيدين في المدارس المصرية نحو 65 ألفا بحسب الحكومة المصرية، يتلقون تعليم مجاني في جميع المراحل.

ومع ازدياد أعداد السوريين في مصر انطلقت مراكز تقوية سورية في القاهرة والجيزة وبعض الإسكندرية، تساعد الطلاب غير القادرين على الاندماج بالمجتمع المصري وفهم اللهجة المصرية، ويكون الكادر التدريسي سورياً.

يبلغ عدد المدارس المعروفة 15 مدرسة في مدينة السادس من أكتوبر وحدها، كما تنتشر العديد من المدارس في كل من مدينة نصر، والشروق، والعاشر من رمضان، والتجمع الخامس، والعبور.

يقيد الطلاب بالمدارس المصرية، ويحضرون الامتحانات فيها، بينما يتلقون تعليمهم في المراكز السورية.