أعلنت الأردن أنها غير قادرة على استقبال "موجة لجوء جديدة"، في الوقت الذي زادت قوات النظام وروسيا من هجماتها الجوية والصاروخية على مناطق متفرقة من درعا خلال الأيام القليلة الماضية، ما تسبب بنزوح أكثر من 15 ألف مدني نحو الحدود الأردنية.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في تغريدة نشرها اليوم الأحد على موقع تويتر، أن بلاده لن تستقبل المزيد من الللاجئين السوريين، مضيفاً أن "الأردن أدى دوره الإنساني كاملا نحو الأشقاء السوريين ويتحمل ما هو فوق طاقته في استقبال اللاجئين"، وطالب المعنيين باحترام اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري تجنباً للتبعات الكارثية لتفجر العنف.
وصرّحت جمانة غنيمات المتحدثة باسم الحكومة الأردنية، ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام، لوكالة فرانس برس إن "القدرة الاستيعابية في ظل العدد الكبير للسوريين الذين نستضيفهم، من ناحية الموارد المالية والبنية التحتية، لا تسمح باستقبال موجة لجوء جديدة".
وأكدت "غنيمات" أن بلادها "لم ولن يتخلى عن دوره الإنساني أو التزامه بالمواثيق الدولية"، لكنه تجاوز قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة، مطالبة الجميع بالتعاون للتعامل مع النازحين في سوريا.
وأوضحت المتحدثة أن بلادها تجري اتصالات مكثفة مع واشنطن وموسكو للحفاظ على اتفاق خفض التصعيد جنوب سوريا، كما أنها تتابع التطورات الحالية في الجنوب السوري للتوصل إلى صيغة "تحمي المصالح الأردنية في ملف الحدود وموجات اللجوء المتوقعة".
ويستقبل الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1,3 مليون منذ 2011، وتقول إن كلفة استضافة اللاجئين تجاوزت عشرة مليارات دولار.
وتأتي هذه التصريحات الأردنية في الوقت الذي تشهد فيه الكثير من مناطق محافظة درعا، موجة نزوح داخلي كبيرة نحو الحدود الأردنية، وصل عددهم إلى أكثر من 15 ألف مدني، هرباً من القصف العنيف الذي تقوم به قوات النظام على مناطق متفرقة من المحافظة، بالتزامن مع اشتباكات تدور على أطرافها.
وشنّت طائرات حربية روسية أقلعت مِن "مطار حميميم" (القاعد الروسية) في ريف اللاذقية، غارات مكثّفة على بلدات وقرى عدّة في الريف الشرقي تركّزت على "بصر الحرير، ورخم، والمجيدل، والمليحة الشرقية، وجدل، والكرك، وعاسم، ومسيكة، وحامر، والصورة" إضافة لـ منطقة اللجاة.
وقال ناشطون محليون، إن الطائرات الروسية نفّذت منذ صباح اليوم، أكثر مِن 40 غارة بالصواريخ، في أول تدخل ضمن التصعيد الأخير على درعا الذي بدأت به قوات النظام وميليشياتها منذ نحو أسبوعين، فيما أعلنت "قاعدة حميميم" التابعة لـ روسيا، أنها تدعم العملية البرية لـ النظام بعملياتٍ جوية.
وبحسب قادة عسكريين، فإن التدخل الروسي يُعتبر الأول منذ تطبيق اتفاق "تخفيف التصعيد" في الجنوب السوري، شهر تموز عام 2017، حيث شاركت خمس مقاتلات حربية ومروحية روسية، مساء أمس السبت، في قصف بلدات وقرى ريف درعا الشرقي.
وأسفرت الغارات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي لقوات النظام وروسيا على محافظة درعا عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية.