icon
التغطية الحية

الأخوان سليمان.. من الحرب والتهجير في سوريا إلى النجاح في ألمانيا

2023.08.30 | 18:04 دمشق

آخر تحديث: 30.08.2023 | 18:04 دمشق

الأخوين سامي وحسن
الأخوان سامي وحسن
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

احتفت الصحافة الألمانية بقصة نجاح لأخوين سوريين استطاعا تحويل محنتهم من الحرب والتهجير في سوريا ثم اللجوء، إلى النجاح في عالم تطوير البرمجيات والكمبيوتر بألمانيا.

توجّه والد الشابين السوريين في رحلة لجوء شاقة، حاله حال بقية السوريين، بدأت من مدينة حلب ثم تركيا حتى وصل إلى ألمانيا، عام 2016، وبعدها تمكّن من لم شمل عائلته وبينهم ابنه سامي باعتباره ما زال قاصراً، في حين أن شقيقه الأكبر حسن بقي في تركيا لأن عمره تجاوز 18 عاماً.

وبحسب صحيفة "Rheinische Post"، التحق سامي لأوّل مرة بمدرسة لغات لمدة ستة أشهر، وتعلّم اللغة الألمانية ثم أكمل شهادة الدراسة الثانوية في كلية كليف المهنية، وتدرب في شركة ألمانية كمطور برمجيات، حيث تحول تدريبه إلى وظيفة مهنية في المجال نفسه.

وقال سامي الأخ الأصغر الذي يبلغ من العمر الآن 23 عاماً: "كان أخي حسن هو من عرّفني وشجعني على تطوير البرمجيات، أخبرني أنني أستطيع التعامل مع الأمر".

وفي ذلك الوقت، لم يكن لدى حسن الأخ الأكبر والبالغ من العمر الآن 29 عاماً أي فكرة أنه سيغير مجرى حياته ومصيره من خلال التوصية بمهنة لأخيه.

على مر السنوات، بقي الأخوان على تواصل وثيق رغم المسافات، وفي أثناء عمله علِم سامي أن الشركة التي يعمل بها تبحث عن مزيد من المبرمجين، وقال: "أخبرتهم أن أخي يعمل كمطور برمجيات، لكنه يعيش في تركيا".

وبعدها أجرى رئيس قسم تطوير التطبيقات مقابلة عبر الهاتف مع حسن وتمت الموافقة عليه لينضم إلى فريق العمل، وساعدته الشركة للحصول على المستندات والأوراق اللازمة وتقديم دعوة عمل له، واستغرق الحصول على تأشيرة قرابة أربعة أشهر، والتم شمل العائلة في ألمانيا من جديد بعد مرور سبع سنوات، حيث وصل حسن إلى ألمانيا، عام 2022.

وقال حسن: "أخيراً، هذا هو التاريخ الذي لن أنساه أبداً"، مشيراً إلى أنه يتذكر فترة الحرب التي عايشها في سوريا، مردفاً: "كنت قد انتهيت للتو من عامي الأول في الجامعة عندما بدأت الحرب، كان الخطر موجوداً في كل مكان، حتى المنزل لم يعد مكاناً آمناً".

مدير الشركة التي يعمل بها الأخوان، أكّد أنه راض جداً عن أدائهما رغم تخوفه في البداية من حاجز اللغة عند حسن فهو لا يعرف الألمانية مثل شقيقه.

وعلى الرغم من حاجز اللغة، استطاع الأخوان التغلّب على التحديات وتحقيق النجاح في عملهما، وحظي عملهما بإعجاب من زملائهما ورؤوسائهما في العمل، ويأمل حسن في مواصلة مسيرته المهنية في ألمانيا والحصول على تصريح الإقامة الدائمة.

اندماج السوريين بسوق العمل في ألمانيا

يأتي هذا الاحتفاء في وقت تحاول فيه بعض وسائل الإعلام الألمانية أن تركّز على الجانب السلبي من أي موضوع ذي صلة بالمهاجرين، بينما يتم إغفال وتجاهل قصص النجاح.

وتظهر أرقام "استثنائية" لسرعة اندماج الجالية السورية في المجتمع الجديد مقارنة مع جنسيات أخرى، حيث حصل موقع تلفزيون سوريا على إحصائية تفيد بأن 24% من السوريين في ألمانيا حصلوا على وظيفة رغم العقبات والصعوبات.

السوريون في ألمانيا

بحسب آخر إحصائية رسمية صادرة، نهاية 2021، بلغ عدد اللاجئين السوريين في ألمانيا أكثر من 868 ألف شخص، 40% منهم نساء، بمتوسط أعمار لا يتجاوز الـ20 عاماً.

ووصل معظم اللاجئين السوريين إلى ألمانيا بين عامي 2015 و2016 في ذروة موجة اللجوء إلى أوروبا هرباً من الحرب التي يشنها النظام السوري ضد المدنيين، والمستمرة منذ العام 2011.