يعتزم المجلس المحلي في مدينة الباب بالتعاون مع وزارة الصحة التركية، افتتاح أكبر مشفى مِن نوعه في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل العسكرية بريف حلب، وذلك بهدف تحسين الواقع الطبي في ريفي حلب الشمالي والشرقي.
وسيدخل "مشفى الباب الجديد" نطاق الخدمة خلال شهر حزيران الجاري، حسب ما قال لـ موقع تلفزيون سوريا رئيس دائرة المشافي والمراكز الطبية في المدينة "عبد الله الراغب"، مضيفاً أن المشفى سيبدأ نشاطه بالأقسام الرئيسية "إسعاف، عمليات، عيادات" إضافة لـ أجنحة استقبال المرضى، مع توسيع الأقسام بشكل تدريجي لـ يشمل جميع الاختصاصات.
وبيّن "الراغب"، أن مشفى الباب يعد الأول من نوعه في المنطقة على صعيد المساحة والسعة والتخصصات والكواد الطبية والإمكانيات، حيث تبلغ قدرته الاستيعابية 200 سرير وثمان غرف عمليات ومخابر تحاليل كاملة، فضلاً عن تركيب جهاز تصوير "طبقي محوري".
ولفت "الراغب"، أنهم بصدد تزويده - تدريجياً - بجميع التقنيات والأجهزة الطبية الحديثة، بهدف تأمين حاجة المواطنين طبياً والاستغناء عن تحويل المرضى لـ العلاج خارج المنطقة، مشيراً أن المشفى الجديد سيخفّف بشكل كبير عن المواطنين مِن ناحية الخدمات الطبية التي ستقدّم مجاناً لمدينة الباب وريفها.
ويوجد عدا المشفى الجديد في مدينة الباب الآن - حسب "الراغب" - ثلاثة مشاف خاصة صغيرة ومركزاً لـ "غسيل الكلى"، وأنه مِن خلال هذه المشافي والمراكز الطبية يمكن القول بأن الواقع الصحي في المدينة أصبح جيداً وبإمكانه تلبية حاجة المواطنين.
وحسب استطلاع أجراه موقع تلفزيون سوريا في مدينة الباب، فإن المشفى الجديد سيحدث نقلة نوعية في المجال الطبي بالمنطقة بشكل عام وبالمدينة على وجه الخصوص، في ظل انتظار أهالي المدينة والنازحين إليها افتتاح المشفى قريباً ووضعه ضمن الخدمة، خاصة أنهم يعلّقون عليه آمالاً كبيرة لـ التخفيف عن معاناتهم.
وبيّن مسؤولون في المجلس المحلي لمدينة الباب، أن نجاح عمل المشفى وتقديمه أداءً جيداً متعلّق بـ نوعية الكادر الطبي وحداثة الأجهزة وجودتها، فضلاً عن شمولية الاختصاصات، وحسن أداء إدارة المشفى، ومناسبة الرواتب والأجور للعاملين فيه من أطباء وممرضين وغيرهم، وطريقة التعامل مع المراجعين، مؤكّدين أن هذه العوامل كلها لها دور في تحقيق نجاح المشفى.
وأشار مواطنون، أن المشفى الجديد يلبّي احتياجات المنطقة "طبيّاً" بشكل كامل تقريباً، وأنه أفضل المشاريع الخدمية التي قُدّمت للمنطقة كونها تعاني من نقص كبير في المجال الطبي، متمنين توفير إدارة جيدة وكوادر طبية تلائم هذا المشفى المجهّز بأحدث الأجهزة الطبية، والشامل على جميع الاختصاصات التي لا يحتاج معها المواطن الذهاب إلى مكان آخر في حال حدوث أي عارض صحي.
ويعد مشفى الباب الجديد ثالث مشفى تقوم الحكومة التركية بعملية بنائه بعد مشفيي "جرابلس واعزاز"، لتوفير الخدمات الصحية للسوريين في ريفي حلب الشمالي والشرقي، وعند افتتاح مشفى الباب قريباً، فإن الخدمات الطبية ستوفّر لـ المواطنين السوريين من خلال ثلاث مشاف تضم ما مجموعه 300 سرير، وذلك سيقلّل عبء الخدمات الصحية وانتقال المرضى إلى المشافي التركية لـ تلقي العلاج.
وتعتزم الحكومة التركية أيضاً بالتعاون مع مجلسي "مارع والراعي" المحليين، افتتاح مشاف جديدة وبتقنيات حديثة في البلدتين، وبقدرة (مشفى الباب الجديد) ذاتها، حيث أشار مسؤولون في المجلسين المحليين، أن العمل في بناء المشفيين هناك وصل إلى مراحل متقدمة.
يشار إلى أن الحكومة التركية تسعى إلى بناء المشافي والمراكز الطبية ضمن المناطق التي سيطرت عليها إلى جانب فصائل الجيش السوري الحر ضمن عملية "درع الفرات" بمعارك ضد تنظيم "الدولة"، نتيجة افتقار تلك المناطق لـ مشاف متطورة، ما يضطر المراكز الصحية هناك إلى نقل الحالات المرضية "الحرجة" والمصابين إلى مشاف داخل تركيا لـ تلقي العلاج، فضلاً عن تقدم خدمات طبية للمنطقة التي يقطنها عشرات الآلاف بين سكّان أصليين، ونازحين، ومهجّرين.