icon
التغطية الحية

ازدياد نشاط الدعارة في دمشق.. كم يبلغ عمر النساء المتورطات؟

2023.11.28 | 16:33 دمشق

آخر تحديث: 28.11.2023 | 18:19 دمشق

لقطة من مسلسل سوري يسلط الضوء على انتشار الدعارة في دمشق
لقطة من مسلسل سوري يسلط الضوء على انتشار الدعارة في دمشق
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

كشف قاضٍ سوري عن ازدياد نشاط الدعارة في العاصمة دمشق، مشيراً إلى شبكات تعمل على تشغيل النساء مستغلة الأوضاع المعيشية السيئة للمتورطات بهذا الجرم.

وقال رئيس محكمة بداية الجزاء السابعة بدمشق القاضي محمد خربطلي إن جرائم الدعارة بدمشق ازدادت خلال الفترة الأخيرة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، مضيفاً أن العديد من الضبوط سجلت بهذا الشأن لنساء يمتهن ممارسة الدعارة مقابل مبالغ مادية. 

وأفاد خربطلي في تصريحات لإذاعة شام إف إم المقربة من النظام بوجود شبكات في دمشق تعمل على تشغيل النساء في الدعارة، بسبب "الأحوال المادية السيئة"، لافتاً إلى أن النساء المضبوطات بتهم الدعارة أعمارهن يبدأ من 40 عاماً وأكثر. 

وتابع رئيس المحكمة أن جرائم الدعارة في سوريا ينظمها القانون رقم 10 لعام 1961، والذي يعاقب أي امرأة تمارس الدعارة مقابل منفعة مادية.

الدعارة الإلكترونية تنتشر في سوريا

وإضافة إلى الدعارة التقليدية؛ انتشرت خلال الآونة الأخيرة في مناطق سيطرة النظام السوري ما يعرف بظاهرة "تجارة التشات" عبر تطبيقات الدردشة مثل (بيغو لايف- ميكو لايف- party star- لايكي- الآيمو.. وغيرها)، والتي تمكن المستخدمين من مشاركة لحظاتهم الحيّة مع المتابعين، الذين بإمكانهم دعم المستخدمين المفضلين "بهدايا" داخل التطبيق، محققةً أرباحاً كبيرة شهرياً، مثيرةً جدلاً واسعاً حول طبيعة العمل الذي يخفي وجهاً غير أخلاقي فهو باب رئيسي لممارسة الدعارة الإلكترونية.

وقالت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إن امتهان العمل في هذه التطبيقات يتطلب وجود وكيل يرسل له المستخدم الراغب بالعمل كصانع/ة محتوى أو مذيع/ة طلباً يتضمن بياناته الشخصية، وبعد موافقة الوكيل يحدد له ساعات العمل (ساعات بث يومية)، يعتمد خلالها على جمع نقاط الربح "Target"، التي يتم منحها منذ لحظة دخول التطبيق وتتجمع مع الوقت لتتحول إلى هدايا.

وعلى سبيل المثال، كل 150 نقطة تتحوّل إلى هدية، وكل 500 تتحوّل لرموز بعدّة مسميات مثل "ماسة" و"دراغون"، وكل رمز يصرف مالياً وفق ثمنه، عدا "التحديات" و"الهدايا المدفوعة" التي يشحنها المتابعون لحسابات المستخدمين بعدة رموز لكل منها سعره، فتكون مهمة الوكيل تحويل النقاط إلى أموال مقابل عمولة 20 في المئة، ويجري إرسال الأموال عبر شركات الحوالات المحلية، حيث تتراوح معظم الأرباح بين 200 إلى 1000 دولار شهرياً، بحسب الوطن.

من جهتها، رأت الاختصاصية النفسية، روان قطيفاني، أن اتجاه الشبان والمراهقين كفئة خاصة نحو هذه التطبيقات هروب إلى عالم افتراضي يختلف عن واقعهم، إضافة للدافع المادي بشكل أساسي لأنها تحقق الكسب السريع الذي لا توفره الوظائف العادية.

ولفتت إلى استخدام بعض الشباب والفتيات بشكل خاص لهذه التطبيقات كنوع من "الدعارة الإلكترونية" بصورة جديدة من صور الدعارة الحقيقية المعروفة منذ زمن طويل، وذلك عبر ظهور بعض الفتيات عاريات أحياناً في أثناء البث المباشر أو دعوة شاب لممارسة العلاقة الجنسية عبر الكاميرا أو الكتابة عبر مواقع الإنترنت.

ولم تستبعد قطيفاني في تصريحات لـ "الوطن" إمكانية تحول الأمر في بعض الأحيان من "الدعارة الإلكترونية" إلى الواقع بشكل فعلي، لأسباب تتعلق بالدافع المادي وغياب التربية السليمة والرقابة، ما قد يشكل خطراً رهيباً على المجتمع والجيل بكامله ما لم يتم التصدي له من جميع الجوانب قانونياً ونفسياً.

يشكل الواقع السائد في مناطق سيطرة النظام، من انهيار اقتصادي وأزمة مالية تعصف بالسكان، وسط انتشار كبير للبطالة وارتفاع عدد السوريين الذين يعيشون تحت خطف الفقر 90 في المئة، أكثر البيئات خصوبة لنمو جرائم الاتجار بالبشر وانتشار عصاباتها.