icon
التغطية الحية

ارتفاع حالات "سوء التغذية الحاد" بين الصغار والكبار في سوريا

2024.02.08 | 09:12 دمشق

لتلاة
ارتفاع حالات "سوء التغذية الحاد" بين الصغار والكبار في سوريا (UNICEF/2018)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ارتفعت حالات سوء التغذية "الحاد" بين المواطنين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري، ومن مختلف الأعمار، من جراء انهيار القدرة الشرائية لدى معظم الأسر السورية مع الارتفاع المتزايد في أسعار كل السلع الغذائية الضرورية للحياة.

صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، نقلت عن رئيس شعبة الإسعاف والعيادات في "مستشفى الأطفال" بدمشق، والاختصاصي بأمراض الهضم والتغذية عند الأطفال، جابر محمود، تأكيده ازدياد حالات سوء التغذية الحاد "بين الأطفال والكبار" في الآونة الأخيرة.

وقال محمود إن الحالات "ظهرت عبر أعراض مختلفة أهمها عدم زيادة الوزن والطول لدى الطفل مع شحوب بشرة واصفرار، أو وذمات أو حالات التهابية وإنتانية مستمرة كالتهاب الجلد الحفاضي أو تقشرات على الجلد وحول الشفاه أو انتفاخ البطن مع ضعف الحيويات".

وأوضح أن ذلك يأتي لأسباب عديدة أهمها "ارتفاع تكاليف المعيشة وتدني قدرة المواطن على شراء الأغذية بالتالي أصبحت كمية الوارد الغذائي للأطفال قليلة وخاصة الداعمة للنمو والصحة والمناعة".

"سوء تغذية بسبب الإفراط في تناول الطعام"!

وبحسب محمود، فإن هناك "نوعاً آخر من سوء التغذية أقل شيوعاً في مجتمعنا مقارنة بسوء التغذية الحاد الناجم عن نقص الغذاء، وهو سوء التغذية الناتج عن الإفراط في تناول الغذاء، وخاصة الوجبات السريعة والجاهزة، ما يؤدي إلى البدانة لدى الطفل بالتزامن مع قلة الحركة والنشاط بالتالي يجعله عرضة للعديد من المشكلات الصحية كالبلوغ الباكر أو تأخر البلوغ وقصر القامة وأمراض القلب والسكري وارتفاع الشحوم والكوليسترول"، على حد زعمه.

وبيّن أن أكثر الفئات المهددة بالإصابة بسوء التغذية هي "الأطفال قبل سن المدرسة وذلك بعد فترة الإرضاع الوالدي أي من 6 شهور لـ6 سنوات، إضافة إلى أن بعض الأمهات يعزفن عن إرضاع أبنائهن لعدة أسباب أهمها معاناة الأم من نقص الغذاء أيضاً".

وأردف أنه "يتم اللجوء إلى بدائل لحليب الام سواء كانت منطقية أو غير منطقية لكونها (قليلة الطاقة الحرارية) مثلاً أو إدخال حليب البقر قبل عمر السنة"، معتبراً أن ذلك ينجم عنه مشكلات تحسسية وفقر دم لدى الأطفال ما يجعلهم ضحية لسوء التغذية أيضاً.

ولفت مدير مشفى الأطفال أن "أكثر من نصف حالات سوء التغذية تتعرض للوفاة في حال لم تعالج لأن سوء التغذية يؤدي إلى مضاعفات خطيرة منها عقابيل على مستوى الكلية أو القلب أو الكبد"، وفق ما نقل المصدر.

مستوى قياسي للجوع في سوريا

وكان برنامج الغذاء العالمي قد أكد منذ مطلع العام الفائت (2023)، أن سوريا باتت تعاني من مستويات قياسية في الجوع، وأن هناك تخوفاً من عدم قدرة 70 في المئة من السوريين على تأمين الغذاء لعائلاتهم.

وقال رئيس البرنامج ديفيد بيزلي في بيان حينذاك: "إن "أكثر من 12 مليون شخص لايعرفون من أين تأتي وجبتهم التالية".

وفي نيسان من العام الماضي، صرّح أمين سر جمعية حماية المستهلك التابعة لحكومة النظام، عبد الرزاق حبزة، أنه يخجل من قول حقيقة الأوضاع في سوريا عبر وسائل الإعلام، إذ "بات المواطنون يشتهون لقمة الطعام ولا يجدونها، وهناك من يموت من الجوع ومن يأكل الطعام الفاسد".

وفي شمال غربي سوريا، ازدادت نسبة الفقر والجوع والبطالة بين السكان المدنيين، وتأزم الوضع الاقتصادي للسوريين شمالي البلاد، حيث ارتفع حد الفقر وحد الفقر المدقع  وحد الجوع إلى مستويات خطيرة.