icon
التغطية الحية

احتفاء بقرار "المجلس الإسلامي" تعيين مفت عام لـ سوريا

2021.11.21 | 14:39 دمشق

أسامة الرفاعي
الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي (إنترنت)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

احتفى العديد من القادة والمسؤولين والناشطين السوريين بقرار المجلس الإسلامي السوري، أمس السبت، إعادة منصب المفتي العام للجمهورية العربية السوريّة وتعيين الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي مفتياً عامّاً لـ سوريا.

وجاء هذا القرار بعد 4 أيام من إلغاء رئيس النظام في سوريا بشار الأسد لهذا المنصب، وتجريد أحمد بدر الدين حسون الذي كان يشغله، منذ عام 2004، من مهامه.

وأشاد رئيس الحكومة السوريّة المؤقّتة عبد الرحمن مصطفى بقرار "المجلس الإسلامي" قائلاً في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" إنّ القرار "تأكيد جديد للعالم أجمع على أن الشعب السوري ماض في ثورته وأنه لن يستسلم لمحاولات النظام المجرم في التغيير الديمغرافي والمذهبي الذي يعمل على إحداثه في سوريا".

كما أشار "مصطفى" إلى بيان "المؤقتة" حول إلغاء نظام الأسد لـ مقام الإفتاء الذي كان حاضراً منذ تأسيس سوريا، ونقل صلاحيات المفتي لـ"المجلس العلمي الفقهي" المستحدث، عام 2018، كبديل عن مجلس الإفتاء الأعلى.

واعتبرت "المؤقتة" في بيانها، أنّ إلغاء "النظام لهذا المنصب هو "استهداف ممنهج للأكثرية السنّيّة التي تعبّر عن هوية سوريا الحضارية ووجهها الأصيل"، مشيرةً إلى أنّ "هذا العبث الإيراني في قيم المجتمع السوري وهويته الوطنيّة يستدعي من جميع مكونات الشعب السوري الوعي في حجم المخطط الذي يُنفّذ منذ بداية الثورة السورية بأدوات عديدة بدأت بالقتل والتهجير والإبادة الجماعية وصولاً إلى التنظيم القانوني في الدولة السوريّة".

المؤقتة

وثمّن قائد الفيلق الثالث في الجيش الوطني السوري "أبو أحمد نور" خطوة المجلس الإسلامي السوري، معتبراً أنّه "قرار أعاد الحق لأهله"، كما بارك للسوريين بتعيين الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً عامًاً للجمهورية العربية السورية.

من جانبه عدّ القائد العام السابق لـ"حركة أحرار الشام" جابر علي باشا أنّ "انتخاب الرفاعي مفتياً عاماً لسوريا خطوة مهمة في إعادة الحق بتعيين هذا المنصب لأهله، واستعادة رمزيته ومكانته بعد أن دنسها وشوهها مفتو السلاطين ومشرعنو إجرامهم (في إشارة إلى أحمد حسون الذي كان يشغل المنصب سابقاً)".

وقال الباحث السوري في مركز "جسور" للدراسات عبد الوهاب عاصي إنّ "انتخاب الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً لسوريا خطوة مهمة وانتهاز تاريخي لكسر احتكار النظام المجرم لهذا المنصب، بعدما تخلى عنه لصالح المجلس العلمي الفقهي..".

وأضاف الناشط السوري ورد فراتي عبر حسابه في "تويتر" قائلاً "لعل من أهم معاركنا في الثورة السورية ضد نظام الأسد هي إيقاف استلابه تاريخ سوريا واحتكاره تمثيلها.. تسمية المجلس الإسلامي السوري اليوم للشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي مفتياً عاماً لسورياً، خطوة مباركة لاستعادة السوريين تمثيل هويتهم ورسم صورة وطنهم".

ومنذ إعلان "المجلس الإسلامي" عن قراره في تعيين "الرفاعي" مفتياً عامّاً لـ سوريا، غمرت منصة "تويتر" مئات التغريدات التي تُشيد بهذا القرار، واصفين إيّاه بـ"الخطوة المهمة والصحيحة في إعادة الحق لأهله".

 

 

 

 

وكان أعضاء المجلس الإسلامي السوري قد أعلن، أمس السبت، انتخاب الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي بالإجماع، مفتياً عامّاً لـ سوريا، وذلك بعد أيام من إصدار رئيس النظام بشار الأسد مرسوماً يُلغي هذا المنصب، ويحيله إلى "المجلس العلمي الفقهي".

اقرأ أيضاً.. "المجلس الإسلامي" يعيّن مفتياً عاماً لسوريا

وأصدر "المجلس الإسلامي" بياناً، في وقتٍ سابق، اعتبر فيه أن إلغاء منصب المفتي هو "عدوان على السوريين وهويتهم، يهدف من خلاله إلى إدخال عناصر أجنبية موالية لإيران في إطار مشروع الولي الفقيه بالمنطقة".

مَن هو الشيخ أسامة الرفاعي؟

ولد الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي في دمشق، عام 1944، وهو الابن الأكبر للعلامة الدمشقي الراحل الشيخ عبد الكريم الرفاعي، درس اللغة العربية وعلومها في جامعة دمشق وتخرّج فيها، عام 1971.

في العام 1981، هاجر "الرفاعي" إلى المملكة العربية السعودية بشكل قسري، هرباً من الحملة الشرسة التي خاضها حافظ أسد - حينذاك - ضد الجماعات الإسلامية بتهمة الانتماء لحركة "الإخوان المسلمين"، والتي ترافقت بمجازر واسعة ارتكبتها ميليشيات "النظام" في حماة وحمص وحلب، وراح ضحيتها آلاف المدنيين.

انحاز الشيخ أسامة الرفاعي إلى صفوف الثورة السورية في الأشهر الأولى من انطلاقتها، منتصف آذار 2011، وكان له دور بارز في مواجهة نظام الأسد وميليشياته واحتضان المتظاهرين في مسجد والده "عبد الكريم الرفاعي" الذي كان يخطب فيه، في حي كفرسوسة وسط العاصمة دمشق.

ووقف "الرفاعي" في وجه رئيس النظام بشار الأسد ومخابراته عبر توجيه انتقادات لاذعة ونصائح مختلفة لـ"الأسد" ونظامه، من أجل وقف العنف ضد المتظاهرين، إلّا أنّ تلك المحاولات باءت بالفشل.

وتعرّض "الرفاعي" لمضايقات عديدة من "النظام" بعد رفضه الامتثال لأوامر مخابراته، وأبزر تلك الاعتداءت كان الهجوم الشهير لـ"شبّيحة النظام" على مسجد "الرفاعي" في كفرسوسة خلال ساعات الفجر من شهر رمضان (17 آب 2011)، والتي وصلت إلى ضرب الشيخ أسامة بسبب خطبه المعادية للظلم والطغيان الممارس من نظام الأسد، ما أدى إلى نقله لأحد مشافي دمشق، وانتقل عقب ذلك إلى تركيا وأعاد إحياء "رابطة علماء الشام" برئاسته، إلى جانب تكثيف دعمه ومناصرته للثورة السورية.

كذلك ترّأس أسامة الرفاعي المجلس الإسلامي السوري منذ تأسيسه في مدينة إسطنبول، عام 2014، ليكون المرجعية الإسلامية والفقهية للشعب السوري الثائر ضد نظام الأسد وميليشياته، ويضم المجلس نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية من أهل السنّة والجماعة داخل سوريا وخارجها.