icon
التغطية الحية

احتجاز في مجمدات وتعذيب وإهانة.. شهادات مروعة عن طاقم المركب الغارق

2023.06.20 | 12:33 دمشق

صورة للمركب الذي انقلب وغرق بسببه مهاجرون قبالة سواحل اليونان يوم الأربعاء 14 حزيران 2023
صورة للمركب الذي انقلب وغرق بسببه مهاجرون قبالة سواحل اليونان يوم الأربعاء 14 حزيران 2023
The Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

اتهم المصريون التسعة الذين ألقي القبض عليهم بعد حادثة غرق قارب المهاجرين قبالة سواحل اليونان بالتهريب والقتل، وذلك لأنهم وضعوا طالبي اللجوء في مجمدات على متن المركب، كما ضربوا وأهانوا آخرين بحسب إفادات الناجين.

وُثقت تلك الاتهامات في ساعة متأخرة من ليل يوم الأحد بعد إفادات أدلى بها ما لا يقل عن أربعة من أصل 104 ناجين من الغرق، بالإضافة إلى التهم الجرمية التي يتعرض لها المشتبه بأنهم مهربون. أما قاضي التحقيق فقد أرجأ جلسة الاستماع لمدة 24 ساعة، بحسب ما ذكره مسؤولون في السلك القضائي بمدينة كالاماتا اليونانية.

ولكن سُرّبت إفادات جديدة للإعلام الرسمي والخاص تفيد بأن المشتبه بهم التسعة، وجميعهم من التابعية المصرية، وتتراوح أعمارهم ما بين 20-40 عاماً، عذبوا كثيرا من المهاجرين خلال تلك الرحلة المشؤومة التي انطلقت من طبرق بليبيا وكانت وجهتها إيطاليا، إذ ورد في إحدى الإفادات بأنهم: "لم يقدموا لنا الطعام دون أن نعطيهم المال، كما كانوا يخاطبوننا بألفاظ نابية ويضربوننا، واحتجزوا النساء والأطفال في الطابق السفلي من المركب، وحشدوا الناس على سطحه، لدرجة أنهم أبقوا البعض في مجمدة المركب".

بيد أن المتهمين التسعة أنكروا التهم المنسوبة إليهم فيما يتعلق بتنظيم عملية نقل المهاجرين بطريقة غير شرعية.

تهم وجثث جديدة

على حين غرة، ألقت قوات الشرطة الباكستانية القبض على 13 متهماً بالاتجار بالبشر بعد ظهور علاقة تربطهم بالمركب الغارق.

في حين واصلت سفن ومروحيات خفر السواحل اليوناني تمشيط موقع غرق المركب يوم الاثنين، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات بأن الأمل بالعثور على ناجين بات ضئيلاً، وأضاف خفر السواحل بأنهم عثروا على ثلاث جثث أخرى.

وفي السياق ذاته، تظاهر المئات من الناشطين بمدينة بيرايوس الساحلية في اليونان ضد فرونتيكس، وهي وكالة الحماية التابعة للاتحاد الأوروبي يوم الأحد الماضي، وذلك بسبب عدم تدخلها لإنقاذ المهاجرين من الغرق قبالة سواحل اليونان.

أما الناطقة الرسمية باسم خفر السواحل فقد ذكرت بأن الجثث: "في حالة تحلل"، وبأنهم لم يتمكنوا من تحديد جنسها على الفور، وقد عثروا عليها في البحر غربي شبه جزيرة بيلوبونيز، أي في البقعة التي انقلب بها مركب صيد مثقل بأحماله فغرق يوم الأربعاء الماضي.

بيد أن الناطقة الرسمية لم تؤكد إن كانت الجثث التي جرى انتشالها تعود لضحايا المركب الغارق أم لا.

يواجه المصريون التسعة من بين الناجين المئة وأربعة عقوبة السجن المؤبد بسبب تهمة التهريب، ومن المقرر لهم أن يمثلوا أمام النيابة اليونانية يوم الاثنين ليدلوا بشهاداتهم.

فقد اتّهم الناجون المهربين بضربهم وإهانتهم خلال الرحلة المشؤومة، إلى جانب حرمانهم من الطعام والشراب إلا بعد دفع مبالغ إضافية، وذلك بحسب ما ورد في العديد من الشهادات التي سُرّبت للإعلام اليوناني.

في حين ذكر الأطباء الذين عالجوا الناجين بأنهم علموا بأن 500 باكستاني كانوا على متن المركب، إلا أن عدد من فارقوا الحياة مايزال مجهولاً بعد غرق مركب الصيد المتهالك بالقرب من شبه جزيرة بيلوبونيز يوم الأربعاء الماضي.

كما أعلن مسؤولون في اليونان بأنه جرى اعتقال 12 شخصاً في إقليم كشمير الذي يخضع لإدارة باكستان، والذي تعود أصول معظم الضحايا إليه، إلى جانب اعتقال شخص في ولاية غوجارات بالهند التي تعتبر منذ أمد بعيد نقطة انطلاق للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا. فقد كان هنالك ما بين 400-750 شخصاً على متن المركب عندما انقلب بحسب ما أوردته المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية اللاجئين، وقد تم انتشال 77 جثة تعود لرجال مع جثة امرأة واحدة، إلى جانب إنقاذ 104 أشخاص، بينهم مواطنون سوريون وباكستانيون ومصريون.

ذكر بعض الناجين أن خفر السواحل اليوناني لعب دوراً في إغراق المركب، فيما أفاد آخرون بأن عدداً كبيراً من النساء والأطفال غرقوا وهم مايزالون في عنبر السفينة.

مساءلة في اليونان وحداد في باكستان

إلا أن السلطات اليونانية أنكرت بأن ما فعلته قد ساهم في إزهاق أرواح الضحايا، غير أن مواقع تعقب السفن الإلكترونية شككت برواية اليونان فيما يتصل بمراقبة المركب "على مساره الثابت مع مراقبة سرعته" بعد مغادرته لليبيا متوجهاً إلى إيطاليا، وذلك لأن مركب الصيد لم يكن مزوداً بجهاز للتعقب، إلا أن نشاط السفن القريبة منه والتي هبت لنجدته تركز في موضع معين، وهذا ما يشير إلى أن مركب المهاجرين بالكاد تحرك طوال سبع ساعات متواصلة في ليلة 13 حزيران، قبل أن ينقلب.

وفي يوم السبت الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية عن نجاة 12 من مواطنيها، دون أن تدلي بأي معلومات عن عدد المواطنين الباكستانيين الذين كانوا على متن المركب.

ثم أعلن رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، عن يوم حداد على أرواح الضحايا، وذكر بأن مهربي البشر سيلقون أشد العقاب، وصدر بيان عن مكتبه جاء فيه: "لقد أعطى رئيس الوزراء توجيهات صارمة تقضي بتكثيف الجهود الساعية لمحاربة المتورطين بجرم الاتجار بالبشر الشائن".

يذكر أن الاضطرابات السياسية والاقتصاد الفاشل في باكستان هو الذي يدفع بالآلاف من الباكستانيين لمغادرة البلد كل عام، سواء بصورة قانونية أم غير قانونية، إذ يسافر هؤلاء، وأغلبهم من الذكور الشباب القادمين من شرقي البنجاب وشمال غربي ولاية خيبر بختونخوا إلى إيران، ثم ليبيا، فتركيا، وبعدها اليونان، على أمل الوصول إلى أوروبا.

 

المصدر: The Times