icon
التغطية الحية

إيران تنفي جهود تركيا في إيجاد مروحية رئيسي.. هل تتسبب "إكنجي" بأزمة؟

2024.05.22 | 14:12 دمشق

آخر تحديث: 22.05.2024 | 14:12 دمشق

فرق الإنقاذ تحمل جثة إبراهيم رئيسي (الأناضول)
فرق الإنقاذ تحمل جثة إبراهيم رئيسي (الأناضول)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أعلن مسؤولون إيرانيون أن حطام المروحية التي كانت تقل الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان عُثر عليه بواسطة طائرات مسيرة إيرانية بعد سقوطها يوم الأحد.

وذكرت التقارير الإعلامية الإيرانية أن الطائرة التي كانت تقل رئيسي لم يعثر عليها لأكثر من 12 ساعة، حيث عرضت كل من أذربيجان وأرمينيا والعراق وروسيا وتركيا المساعدة لدعم جهود البحث والإنقاذ.

وأفادت وكالة (الأناضول) أن مسيرة تركية من طراز "إكنجي" رصدت الحطام ليلاً وشاركت المعلومات التي جمعتها مع إيران، إلا أن السلطات الإيرانية نفت هذه الرواية في تصريح مسؤولين إلى موقع (BBC Monitoring)، مدعين أن المسيرات الإيرانية هي التي عثرت على الحطام.

وصرح رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، بير حسين كولي فان، في 20 أيار أن موقع المروحية عُثر عليه بجهود إيرانية بحتة: "نُفذت العملية بالكامل بواسطة فرق الإنقاذ الإيرانية. لم يتم تلقي أي مساعدة من الخارج. كنت في الميدان. فرق الإنقاذ عملت دون توقف أو نوم. الطائرة بدون طيار التي رصدت الحطام تعود للهلال الأحمر الإيراني".

"أعطتنا إحداثيات خاطئة"

كما أذاعت قناة (IRTV1) الحكومية الإيرانية في نشرتها عند الساعة 19:30 بتوقيت طهران أن المسيرات الإيرانية هي التي عثرت على الحطام.

وخلال النشرة، ذكر مراسل القناة للشؤون الدفاعية، يونس شادلوا، أن "مسيرة خاصة تابعة لقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإسلامي رصدت الحطام جنوب غربي قرية أوزي قرابة الساعة 5:30 صباحاً بالتوقيت المحلي".

وأضاف شادلوا أن موقع الحطام كان يبعد 10 كيلومترات عن الموقع الذي أبلغت عنه مسيرة (إكنجي) التركية. وأشار إلى أن المسيرة التركية لم تتمكن من تحديد الموقع بدقة، وأن المسيرة التابعة للحرس الثوري هي التي حددت الموقع.

كما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن مجموعة من راكبي الدراجات المتطوعين كانوا أول من وصل إلى موقع الحطام.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد رجل الدين الإيراني رحمت الله بيغدلي، في منشور على حسابه في X، سماح السلطات الإيرانية للطائرة التركية بمسح بعض المناطق الاستراتيجية والعسكرية في إيران، واصفاً ذلك بأنه إهانة لإيران.

"المسيرة التركية فشلت في تحديد الموقع"

وأشارت هيئة الأركان العامة للقوات الإيرانية إلى أنها قبلت طلب تركيا بتقديم المساعدة بكونها الدولة الأقرب إليها جغرافياً، إلا أنها نفت في بيان صادر عن مركز الاتصالات التابع لها، بأن المسيرة التركية هي من استطاعت العثور على مروحية رئيسي، لأن المعدات التي تحملها لا تستطيع الرؤية عبر الغيوم.

ونقلت وكالة (ايرنا) الإيرانية بيان هيئة الأركان الإيرانية، والذي أفاد أنه "على الرغم من أن تركيا أرسلت مسيرة مزودة برؤية ليلية وكاميرات حرارية إلى المنطقة، إلا أن هذه المسيرة فشلت في الإعلان بدقة عن موقع تحطم المروحية بسبب عدم وجود معدات كشف ومراقبة النقاط تحت السحاب وعادت أدراجها الى تركيا".

وأكد البيان أنه في صباح الاثنين، حُدد موقع تحطم المروحية بفضل جهود قوات الإنقاذ البرية والطائرات الإيرانية المسيرة التي تم استدعاؤها من مهمتها في شمال المحيط الهندي، حيث تمكنت هذه الطائرات، المجهزة برادار (SAR)، من تحديد موقع الحطام "رغم الظروف الجوية الصعبة وتحت الغطاء السحابي الكثيف".

وأعربت الهيئة عن شكرها وتقديرها لجميع الدول التي أسهمت في جهود الإنقاذ، وعلى رأسها روسيا والصين، وخصت بالذكر الدولة التركية الصديقة على تعاونها وتعاطفها.

"عندما تكون هناك حاجة يكون هناك إكنجي"

ونشرت وكالة (الأناضول) التركية تقريراً تحدثت فيه عن مميزات مسيرة "إكنجي" بكونها تعمل في أصعب الظروف، ما يجعلها عنصراً موثوقاً في عمليات البحث والإنقاذ في حالات الكوارث والطوارئ.

وأكدت الوكالة في تقريرها على أن المسيرة تستطيع التصوير حتى مع وجود دخان كثيف، مشيرة إلى أنها ساهمت في حماية المساحات الخضراء من تهديد الحرائق التي تتزايد في الصيف، حيث "ساعدت الصور التي قدمتها الطائرة على متابعة الحرائق بشكل أفضل وتعزيز تنسيق فرق التدخل على الأرض".

وشددت على أن المسيرة شاركت في عمليات البحث والإنقاذ والتنسيق والأمن وتقييم الأضرار عقب الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا، وذلك في ظروف جوية صعبة، إذ نفذت تسع طائرات "إكنجي" رحلات مستمرة للمشاركة الفعالة في الأنشطة التي أعقبت الزلزال.

وتابعت "بينما تقدم خدمات الهجوم والاستطلاع والمراقبة تحت قيادة القوات الأمنية، دعمت إكنجي فرق البحث والإنقاذ في حرائق وزلازل البلاد بقدراتها المميزة، وقدمت دوراً إنسانياً في إيران".

وأوضحت الوكالة في تقريرها الذي حمل عنوان "عندما تكون هناك حاجة يكون هناك إكنجي" أن النجاح الذي حققته "إكنجي" في عمليات البحث والإنقاذ في إيران يعود لقدرتها على العمل في أصعب الظروف الجوية والجغرافية، حيث تحركت بمهارة عالية بين الجبال والأودية، وحددت موقع الحطام بنجاح على الرغم من الظروف الصعبة.

وتطرقت الوكالة في نهاية تقريرها إلى أن شركة "بايكار" وقعت عقود تصدير مع 9 دول حتى الآن، وتجرى محادثات مع دول أخرى لبيع "إكنجي" بما في ذلك وزارة الدفاع السعودية، والتي بموجبها تنفذ أكبر تصدير للطيران قامت به تركيا في صفقة واحدة، حيث ستخدم في القوات الجوية والبحرية السعودية.

"حددنا الإحداثيات وأرسلناها إلى السلطات الإيرانية"

وقال سلجوق بيرقدار، رئيس مجلس إدارة "بايكار"، إنه بناءً على طلب إيران، أرسلت تركيا طائرة "إكنجي" التي بدأت مهامها في المنطقة الجبلية وحددت مصدر حرارة قد يكون مكان حطام المروحية.

وأفاد بيرقدار في تصريح له إلى (CNN TÜRK) بأن السلطات التركية أرسلت إحداثيات هذه المنطقة إلى السلطات الإيرانية، التي أرسلت العشرات من فرق البحث إلى المنطقة.

وأفاد سلجوق بيرقدار أن المنطقة الجبلية شهدت أمطاراً غزيرة وضباباً كثيفاً ورياحاً قوية، قائلاً: "حلقت إكنجي التي تدار بواسطة القوات المسلحة التركية، على ارتفاع لا يزيد على 100 متر من بعض المرتفعات الجبلية وتحملت مخاطر كبيرة".

وأوضح بيرقدار أنه "تم الوصول إلى الحطام على بعد نحو 200 كم من الحدود بسرعة كبيرة وفي وقت قصير" مشيراً إلى أن طائرة "إكنجي" أدت مهمتها في ظروف قاسية لا يمكن لأي مركبة جوية أخرى في العالم أن تطير فيها.