icon
التغطية الحية

إيران تبدأ مشروعاً لربطها مع سوريا وتحذر ترمب من التجسس عليها

2019.02.06 | 18:02 دمشق

مشروع كرمنشاه- بيسوتون- هوميل(نيوزويك)
Newsweek - ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشرت صحيفة نيوزويك الأميركية تقريرا يتحدث عن بدء إيران فتح طريق من المقرر أن يربطها بسوريا مرورا بالعراق، في خطوة تعكس نفوذ إيران الإقليمي الواسع، رغم محاولات الولايات المتحدة الأميركية احتواء القوة "الإسلامية الثورية الشيعية"، بحسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن وزير الطرق وتنمية المدن محمد إسلامي حضر يوم الثلاثاء الماضي، حفل افتتاح  إنشاء طريق سريع يربط المدن الإيرانية كرمنشاه- بيسوتون وهوميل والتي تبعد فقط بضعة كيلومترات عن حدودها مع العراق.

إسلامي ذكر أن المشروع يمثل خطوة أساسية على طريق عملية ربط إيران فعلياً بالدولتين العربيتين الحليفتين العراق وسوريا، ولابد وأن يسهم ذلك في رفد اقتصاد البلاد في الوقت الذي تتعرض فيه لحصار بسبب العقوبات الأميركية.

وتقدر تكلفة مشروع كرمنشاه- بيسوتون- هوميل بـ 450 مليون دولار 70% منها أتت عبر القطاع الخاص،  ويبلغ طوله حوالي 87.6 أميال، حيث يعتبر المشروع الجزء الأساسي للممر بين إيران والعراق وسوريا.

الوزير إسلامي الذي تم تعيينه في منصبه من قبل الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى سوريا خلال الأسبوع الماضي ضمن وفدا رفيع المستوى لحضور الجلسة الرابعة عشرة للجنة العليا الإيرانية-السورية المشتركة. وبنهاية هذا الاجتماع، وقع مسؤولون حكوميون من دمشق وطهران على 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم ومشروع يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

شكلت إيران ونظام الأسد، ومعهما ميليشيا حزب الله اللبنانية وغيرها من الميليشيات الإسلامية الشيعية الحليفة في كل من العراق وسوريا، ما يسمى بمحور المقاومة، والذي يمثل جبهة موحدة ضد كل من إسرائيل، والمملكة العربية السعودية وحلفائها من دول الخليج بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

كما انضمت روسيا إلى هذا المحور منذ عام 2015 عبر خوضها لمعارك ضد المعارضة السورية الذين انتفضوا ضد نظاما الأسد، والذي حاولت كل من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة إزاحته عن منصبه عبر تقديم التمويل لمقاتلي المعارضة، بالإضافة إلى محاولتها القضاء على عناصر تنظيم الدولة.

تشكل التنظيم بصورة رسمية بعد مرور عقد من الزمان على اندلاع حالة التمرد السنية الإسلامية إبان الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وإسقاط الرئيس العراقي صدام حسين، الذي كان عدواً لكل من إيران وسوريا.

غير أن الحكومة التي أعقبت ذلك الغزو والتي تحالفت مع الولايات المتحدة وسيطر عليها التيار الشيعي قد طورت حالة تقارب مع دمشق وطهران، بالرغم من معارضة واشنطن وعدائها لكلا الدولتين.

وبعد أن سيطر التنظيم على نصف العراق ونصف سوريا خلال عام 2014، صعدت إيران من وتيرة حشدها للمقاتلين الشيعة في أرجاء المنطقة، فشكلت الولايات المتحدة التحالف الدولي للتخلص من الجهاديين في كلتا الدولتين.

وبالرغم من أن مهمة التحالف الذي يقوده البنتاغون في العراق وسوريا تنحصر رسمياً بمحاربة تنظيم الدولة، إلا أن مسؤولين في واشنطن دعوا إلى توسيع الحملة لتشمل مراقبة النفوذ الإيراني. وقد تبنى الرئيس دونالد ترمب موقفاً متشدداً تجاه إيران، ثم انسحب من الصفقة النووية التي أبرمت عام 2015 بناء على اتهامات وجهت لطهران بأنها استخدمت أرصدة غير مجمدة لدعم منظمات صنفتها الولايات المتحدة بأنها إرهابية، كما اتهمها بتصنيع صواريخ، غير أنه عبّر في الوقت ذاته عن رغبته بالانسحاب من سوريا، في الوقت الذي ترى فيه دمشق بأن التدخل الروسي والإيراني والعراقي في بلادها حصرياً هو تدخل مشروع.

قوات النظام استعادت السيطرة على معظم أراضيها، وأبقت على محافظة واحدة مع ريفها فقط بيد الثوار والمقاتلين المتشددين. كما بقي حوالي ثلث البلاد بيد قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة، وقد سارعت تلك المجموعة الكردية لإعادة بناء العلاقات مع دمشق عقب القرار الأميركي المفاجئ بالانسحاب من البلاد، كما سبق وفعلت كل من البحرين والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

وفي الوقت الذي تحدث فيه الوزير إسلامي عن أهمية ربط إيران بالعراق وسوريا يوم الثلاثاء الماضي، التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في اليوم ذاته بوزير خارجية النظام وليد المعلم، وقد تم ذلك بعد يوم من اعتراض العراق على وصف ترمب لها بأنها مجرد قاعدة عسكرية أميركية غير واضحة المعالم وهدفها: "التجسس على إيران لأنها تمثل مشكلة حقيقية" حسب وصفه.

وقد جاء على لسان الرئيس العراقي برهم صالح في لقاء أجرته معه صحيفة ديلي بيست يوم الاثنين الماضي"لا يوجد في الدستور العراقي ما يسمح باستخدام أي منطقة من البلاد ضد جيرانها"، محذراً ترمب من مغبة " إرهاق كاهل العراق بمشاكله الخاصة" ومذكراً إياه بأن "إيران جارة لنا" على حد تعبيره.

وبدأ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الشهر الفائت جولته الشرق أوسطية على أمل دعم "الثورة المضادة لإيران" بين حلفاء الولايات المتحدة ومن بينهم العراق.