icon
التغطية الحية

"إمبراطورة داعش".. السجن 20 سنة لأميركية قادت كتيبة نساء في سوريا

2022.11.03 | 05:08 دمشق

أميركية
أليسون فلوك إكرين "إمبراطورة داعش" (AP)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

حُكم على مواطنة أميركية من ولاية كنساس بالسجن لمدة 20 عامًا لقيادتها كتيبة من الإناث في تنظيم "الدولة" (داعش) عندما كانت تقيم في سوريا، وهي أقصى عقوبة ممكنة. وذلك بعد أن شهد ضدها أطفالها في المحكمة وقدموا تفاصيل عن القضية والظروف المروعة والانتهاكات التي تعرضوا لها.

وأوردت وكالة "أسوشتيد برس" أمس الأربعاء تقريراً ذكرت فيه أن "أليسون فلوك إكرين" (42 سنة) اعترفت بأنها قادت كتيبة "نسيبة" الخاصة بالنساء، حيث درّبت نحو 100 امرأة وفتاة -بعضهن لا تتجاوز أعمارهن 10 سنوات- على استخدام الأسلحة الآلية وتفجير القنابل اليدوية والأحزمة الناسفة.

وبحسب المصدر، فقد كانت ابنة فلوك إكرين من بين اللواتي تلقين مثل هذا التدريب. وطلبت الابنة والابن الأكبر لفلوك إكرين -وهما بالغان الآن- من القاضي فرض أقصى عقوبة بحق الوالدة. حيث قالا إنهما تعرضا للإيذاء الجسدي والجنسي من قبلها، ووصفا سوء المعاملة بالتفصيل في رسائل إلى المحكمة. في حين نفت فلوك إكرين.

شهادة ابنة "قائدة" الكتيبة

وقالت الابنة "ليلى إكرين" في بيان قدمته خلال جلسة الاستماع، إن "الرغبة في السيطرة والسلطة" دفعت والدتها إلى جر الأسرة في منتصف الطريق عبر العالم للعثور على جماعة (إرهابية) من شأنها أن تسمح لفلوك إكرين بالازدهار.

وأضافت أن والدتها أصبحت ماهرة في إخفاء الإساءات التي أوقعتها. ووصفت موقفًا لوالدتها حين صبت على وجهها دواء (للقمل) غير مألوف، كعقاب، ما أدى إلى تقرح وجهها وحرق عينيها. ثم حاولت الوالدة سكب مواد كيميائية على وجهي طفليها إلا أن ليلى قاومت.

وتابعت: "أردت أن يرى الناس أي نوع من الأشخاص هي". قالت ليلى ذلك بينما كانت والدتها تجلس على بعد أمتار قليلة، وهي تسند رأسها على يدها وتحدق في اتجاه ابنيها غير مصدقة ما يحدث.

إن مكانة فلوك إكرين بصفتها امرأة مولودة في الولايات المتحدة وترقت إلى مكانة قيادية في "داعش" تجعل قصتها فريدة من نوعها بين قضايا الإرهاب. ويقول المدّعون إن الإساءات التي ألحقتها بأطفالها منذ صغرهم تساعد في تفسير كيف انتقلت من مزرعة مساحتها (33 هكتارًا) في أوفربروك- كنساس، إلى أحد قادة تنظيم "الدولة" في سوريا، مع توقفها في مصر وليبيا قبل ذلك.

"القائدة الداعشية": عشنا حياة طبيعية في سوريا!

قال مساعد المدعي العام للولايات المتحدة "راج باريخ" إن عائلة فلوك إكرين أرسلتها إلى مدرسة خاصة للنخبة في توبيكا، وبأنها نشأت في منزل مستقر. وأضاف أن عائلتها أجمعت على رغبتها في رؤيتها تُعاقب إلى أقصى حد ممكن، وهو ظرف وصفه المدعي المخضرم بأنه نادر جداً.

وتابع مساعد المدعي العام: "لا يوجد شيء في خلفية فلوك إكرين يمكن أن يفسر سلوكها، الذي كان مدفوعًا بالتعصب والسلطة والتلاعب والمناعة الوهمية والقسوة الشديدة".

من جهتها، طلبت فلوك إكرين حُكمًا بالسجن لمدة عامين فقط حتى تتمكن من تربية أطفالها الصغار. وأكدت في بداية خطاب طويل ومحزن أنها تتحمل مسؤولية أفعالها قبل ترشيد سلوكها والتقليل منه. وأخبرت القاضي عن الفترة التي أمضتها في سوريا، وعرضت صوراً لأطفالها في عشاء بيتزا أسبوعي، وقالت: "لقد عشنا حياة طبيعية جداً".

زعيمة "كتيبة نسيبة" لنساء التنظيم

ووصفت فلوك إكرين "كتيبة نسيبة" بأنها أقرب ما تكون إلى مركز مجتمعي للنساء تحول إلى سلسلة من فصول الدفاع عن النفس بعد أن أصبحت مدينة الرقة، معقل التنظيم، عُرضة للهجوم. وأقرت بأنه تم تعليم النساء والفتيات استخدام الأحزمة الناسفة والأسلحة الآلية، لكنها صورته على أنه تدريب على السلامة لتجنب الحوادث في منطقة الحرب حيث تنتشر مثل هذه الأسلحة.

ومع ذلك، أوضحت القاضية "ليوني برينكيما" أنها لم تتأثر بمبررات فلوك إكرين التي زعمت أنه في مرحلة ما، تحتاج النساء للدفاع عن أنفسهن ضد احتمال تعرضهن للاغتصاب من قبل جنود العدو. وقالت إن "العنف الجنسي ليس مقبولاً في أي ظرف من الظروف".

إلا أن القاضية "برينكيما" قاطعتها بالسؤال عن مزاعم ابنتها على أنها أُجبرت على الزواج من مقاتل في تنظيم "الدولة" حيث اغتصبها في سن الـ 13. وردت فلوك إكرن احتجاجًا على ذلك بقولها: "لقد كانت على بعد أسابيع قليلة من بلوغ سن الرابعة عشرة. لم أجبرها أبدًا".

"إمبراطورة داعش"

ووصف باريخ فلوك إكرين بأنها "إمبراطورة داعش"، فقد ارتقى أزواجها إلى مناصب رفيعة في تنظيم "الدولة"، وغالبًا ما قُتلوا في المعارك. وقال باريخ إنه حتى داخل التنظيم، هناك أشخاصٌ يعرفون فلوك إكرين وصفوا تطرفها بأنه "خارج المخططات"، ورفضت جماعات إرهابية أخرى خططها لتشكيل كتيبة نسائية، حتى وجدت أخيرًا مساعدًا لها في التنظيم.

وتابع باريخ بالقول إن "تصرفات فلوك إكرين أضافت بُعدًا جديدًا إلى الجانب الأكثر ظلمة من البشرية".

بالإضافة إلى تشكيل الكتيبة، اعترفت فلوك إكرين بأنها ساعدت أثناء إقامتها في ليبيا في ترجمة ومراجعة وتلخيص الوثائق المأخوذة من المنشآت الدبلوماسية الأميركية بعد الهجوم الإرهابي في بنغازي عام 2012، وفق "أسوشتيد برس".