icon
التغطية الحية

إعلاميو إدلب المهاجرون إلى ألمانيا.. محاولات لانطلاقة جديدة وإصرار على الثورة

2021.06.26 | 05:55 دمشق

imageonline-co-logoadded_13.jpg
أحد الإعلاميين خلال تغطية مظاهرة في ذكرى الثورة في مدينة هامبورغ الألمانية
ألمانيا - لوبيك - براء الرزوق
+A
حجم الخط
-A

ساد تخوف من أن يخسر الشمال السوري كوادره الإعلامية عندما غادرت مجموعة من الإعلاميين والإعلاميات مع عوائلهم الأراضي السورية باتجاه ألمانيا مطلع العام الجاري بعد قبولهم في برنامج إعادة التوطين، وذلك بعد جهود استمرت لما يقارب العام من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير ومنظمة مراسلون بلا حدود.

وبعد قرابة 7 أشهر من وصولهم إلى ألمانيا، ما واقع الإعلاميين والصحفيين الـ 9 وعائلاتهم؟

ووافقت ألمانيا على استضافة 12 إعلامياً وإعلامية مع أفراد أسرهم، كما وافقت كل من ليتوانيا ولوكسمبورغ على استضافة إعلاميَّين اثنين مع أسرهم في كلٍ منهما.

وفور وصول الإعلاميين إلى الأراضي الألمانية تم نقلهم مع عوائلهم إلى أماكن سكنهم الجديدة في تجمعات سكنية خاصة باللاجئين.

ظروف قاهرة أجبرتهم على اللجوء

وقال علاء فطراوي الذي كان يعمل كمراسل لقناة الجزيرة مباشر في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إن مرض ولده كان الدافع الأكبر لهجرته إلى ألمانيا والذي بدأ بإجراء التحاليل اللازمة في الأسابيع الأولى بعد عرضه على طبيب مختص والذي أحاله إلى مستشفى مختص بأمراض الدم ليبدأ مسيرة علاجه التي قد تستغرق ما يقارب ثلاث سنوات، ولفت إلى سعادته البالغة بأنه سيرى ولده معافىً بعد عناء مع المرض.

وأوضح الإعلامي قصي خطيب أنه خرج بحثاً عن حياة أفضل له ولأطفاله بعد تعرضهم للتهجير القسري من مدينة كفرنبل جنوبي إدلب وسوء أحواله المادية بعد توقفه عن العمل لأكثر من عام ونصف.

ويرى قصي أن خروجه سيساعده في توصيل رسالته إلى جمهور أكبر يجهل الواقع السوري، لكون وسائل الإعلام الثورية تركز أكثر على الجمهور المحلي.

 

معبر باب الهوى - الإعلاميين قبيل مغادرتهم الأراضي السورية  .jpg
معبر باب الهوى - الإعلاميون قبيل مغادرتهم الأراضي السورية

 

 بعضهم شقّ طريقه المهني باكراً وآخرون ينتظرون ما بعد كورونا

من جانبه تابع عبد الرزاق الصبيح عمله في مكان إقامته الجديد كمراسل لقناة حلب اليوم التي كان يعمل بها، مؤكداً أن هدفه متابعة قصص نجاح الجالية السورية في الخارج وإيصال رسائل النشطاء السوريين الذين ينظمون نشاطات داعمة للثورة السورية بهدف إيصال قضيتهم إلى العالم و"البحث عن الأسباب التي أدت لتطور الدول الأوروبية وتصديرها للدول العربية بهدف تطوير الوعي لدى الشباب العربي".

وكان العائق الأكبر للاستمرار في الوقت الحالي بحسب قصي خطيب هو تداعيات فيروس كورونا على الحياة وإغلاق دوائر الهجرة لفترة مما أخر سير المعاملات الرسمية لإجراءات الإقامة واللجوء وهو ما أخّره عن الالتحاق بدورة لتعلم الألمانية.

هذه المشكلة لا تقتصر على الخطيب بل واجهها جميع الواصلين إلى أألمانيا، وأشار فطراوي إلى أن هذه المشكلة يعاني منها المواطنون الألمان واللاجئون في ألمانيا على حد سواء.

من جانبه قال الصبيح إن العائق الأكبر واجهه بداية وصوله لألمانيا كان في صعوبة التعامل مع المجتمع المحيط بسبب عدم امتلاك اللغة حيث إنها تعتبر على حد وصفه مفتاح أي بلد أجنبي.

 

برلين - ’’ عبدالرزاق الصبيح’’ خلال تغطية مظاهرة في ذكرى الثورة .png
عبدالرزاق الصبيح خلال تغطية مظاهرة في ذكرى الثورة في العاصمة برلين

 

أما الناشطة رنا ملحم فأكدت أنه رغم توقفها عن التصوير  فإنها ترى أن مهمتها لم تنته، وذلك لأنها وزملاءها حملوا معهم أرشيف عملهم وما عايشوه في الداخل من قصف روسيا وقوات النظام ومعاناة النازحين في المخيمات، وأنها شعرت بـ "نصر الحقيقي" عندما استطاعت إيصال الصورة الحقيقية لجارتها التي كانت تأخذ أخبارها من الوسائل الإعلامية التابعة للنظام وهو ما غيبها تماماً عن الواقع.

مبادرات من أجل دمجهم في سوق العمل

وفي حديث لموقع تلفزيون سوريا قال رئيس رابطة الصحفيين السوريين سمير مطر إنه تم التواصل مع الزملاء الجدد عبر جمعية أصدقاء الرابطة المرخصة في ألمانيا بهدف تقديم أيّ استشارات لازمة لهم.

وجمعت الرابطة الصحفيين والإعلاميين الواصلين إلى ألمانيا مع عدد من زملائهم الألمان، بالإضافة إلى عقد لقاء بينهم وبين مسؤولين عن التدريب في أكاديمية DW الألمانية المتخصصة في مجال الإعلام بهدف صقل مهاراتهم وإدخالهم بسرعة إلى سوق العمل في مكان إقامتهم الجديد. 

 

برلين - _ممثلون عن مراسلون بلا حدود في استقبال قسم من الإعلاميين في مطار برلين.jpg
ممثلون عن مراسلون بلا حدود في استقبال قسم من الإعلاميين في مطار برلين

المستقبل

ينوي قصي بعد انتهائه من دراسة اللغة الألمانية أن يكمل دراسته في مجال الإعلام ويعمل على نقل قضية الشعب السوري للعالم، وكان من أبرز دوافعه لذلك ما لاحظه من تصوير الإعلام الغربي للوضع في سوريا على أنه حرب أهلية.

بينما يرى أن مكان إقامته الجديد وإتقانه للغة جديدة سيمكنانه من إيصال الصورة الحقيقية إلى وسائل إعلام عالمية، مؤكداً أن خدمة الثورة لا تقتصر على الإقامة في مكان معين.

وينصح رئيس رابطة الصحفيين السوريين الزملاء الجدد بضرورة التركيز على تعلّم اللغة الألمانية من خلال الدورات التي تؤمنها الحكومة الألمانية لهم وذلك لتسهيل عملهم في إنتاج أي مادة إعلامية.

هل حقاً خسر الشمال السوري كوادره الإعلامية؟

يؤكد مطر أن خروج دفعة من الإعلاميين لن يؤثر سلباً على الشمال السوري بل يرى أنه على العكس تماماً "فهذه الخطوة إثراء بدلا من أن تكون خسارة"، معللاً الأمر بأن وجود مليون سوري في ألمانيا جاؤوا في السنوات السبع الأخيرة، يتطلب وجود من يغطي أخبارهم ويربطهم بالداخل السوري وأن الأمر يتعلّق بنشاط الزملاء ذاتهم.

وأكد عبد الرزاق الصبيح في نهاية حديثه على أنه لم ينقطع ليوم واحد عن التواصل مع زملائه وأهله في الداخل السوري وأنه ما زال مستمراً في نقل أخبارهم للعالم أجمع.