icon
التغطية الحية

إستراتيجية أميركية لضرب "ملك المخدرات " والعين على "نصيب-جابر"

2022.12.26 | 05:02 دمشق

الاتجار بالكبتاغون في سوريا
الاتجار في الكبتاغون المرتبط بنظام الأسد يشكل تهديداً عابراً للحدود
تلفزيون سوريا ـ سامي جمعة
+A
حجم الخط
-A

في الوقت الذي كان فيه مجلس النواب الأميركي يعقد جلسة ليقر خلالها مشروع قرار يضع استراتيجية أميركية لوقف إنتاج المخدرات والاتجار فيها وتفكيك الشبكات المرتبطة بنظام الأسد في سوريا، أعلنت السلطات الأردنية، تمكنها من إحباط تهريب 72.5 كيلوغراماً من الكبتاغون المخدر قادمة من سوريا، أخفيت "بطريقة فنية". 

ويقول مشروع القرار الأميركي، الذي قدمه ديمقراطيون وجمهوريون، إن "الاتجار في الكبتاغون المرتبط بنظام الأسد يشكل تهديداً عابراً للحدود"، ويدعو الإدارة إلى تطوير وتطبيق استراتيجية "لتفكيك شبكات الاتجار فيها (المخدرات) التابعة للنظام السوري".

وقال عرّاب المشروع النائب الجمهوري فرنش هيل، في خطاب لمجلس النواب: "بالإضافة إلى ارتكاب جرائم حرب ضد شعبه، أصبح نظام الأسد في سوريا دولة مخدرات وبات الأسد ملكاً للمخدرات في العالم". وأشار هيل إلى أن "مركز الاتجار في المخدرات حالياً هو في منطقة يسيطر عليها نظام الأسد"، محذراً من أن "الكبتاغون وصل إلى أوروبا، ووصوله إلينا مسألة وقت فحسب".

ويطالب المشروع -الذي أقره مجلس النواب- البيت الأبيض بتقديم الاستراتيجية المطلوبة أمام الكونغرس للاطلاع عليها في فترة لا تتخطى 180 يوماً من إقراره، على أن تتضمن تقديم الدعم للحلفاء من دول المنطقة الذين تدخل إليهم كميات كبيرة من الكبتاغون خلال عمليات تهريبها. ويحث المشرعون الإدارة على توظيف نظام العقوبات بشكل فعال، بما فيها عقوبات "قيصر" لاستهداف شبكات المخدرات التابعة لنظام الأسد.

الأردن وتفكيك شبكة مخدرات الأسد

ولأن "لبنان الذي يرزح تحت هيمنة حزب الله والعراق بقراراته المرتهنة لإيران" كما يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي مأمون أبو نوار، فـ" إن الأردن هو المعني الأول بالشراكة مع واشنطن برسم هذه الاستراتيجية، ليس ذلك فحسب، بل إن الأردن يملك بنك معلومات هائلاً تراكم مع كل شحنة يتم ضبطها على حدوده الشمالية".

وأضاف أبو نوار في حديثه لـ"تلفزيون سوريا "أنّ الأردن يواجه حرباً عدائية من الميليشيات الإيرانية وحزب الله والنظام السوري بمحاولاتهم الدائمة في نقل حالة الفوضى إلى الداخل الأردني من بوابة المخدرات، وأن الميليشيات المسلحة تشكل خطراً حقيقياً على الأردن، لما تملكه من قدرات عسكرية وتدريبية، وأنَّ الحل المثالي الذي يجب أن تتضمنه الإستراتيجية الأميركية هو إيجاد مناطق محرمة، على هيئة المناطق التي أوجدتها تركيا، وبالتأكيد عمل الأردن مؤخرا على تغيير قواعد الحرب والاشتباك على حدوده الشمالية لحماية حدوده وردع كل من يحاول التسلل أو التهريب، وهذا الخطر لا يهدد الأردن وحده بل يمتد إلى دول الخليج العربي وحتى أوروبا".

وخلال عقد من الحرب، نمت صناعة مخدرات غير قانونية داخل سوريا تحت إدارة أقارب للأسد وشركاء أقوياء، تجاوزت الصادرات القانونية السورية، ودرّت أرباحاً بمليارات الدولارات، هذا ما يشير إليه الخبير الأمني والاستراتيجي عمر الرداد في تصريحات خاصة لـ"تلفزيون سوريا": "كنا نتحدث عن تهريب كيلوات من مادة الحشيش واليوم بتنا نتحدث عن تهريب أطنان بالإضافة إلى مئات الملايين من حبوب الكبتاغون التي تصنع محلياً في سوريا".

وأضاف الرداد بأن أزمة تهريب المخدرات من سوريا باتت مركبة لا سيما مع تراجع القبضة الروسية في تلك المناطق لصالح ميليشيات إيرانية ولبنانية وجيش نظام الأسد وهم المعنيون بموضوع التصنيع وتهريب المخدرات.

ولفت الرداد إلى أن موضوع تهريب المخدرات هو قضية أمن وطني بالنسبة للأردن، وتشير الأرقام الرسمية لدى الجهات المعنية في الأردن بأن هناك أكثر من 160 عصابة تهريب مخدرات في سوريا تعمل على تهريب المخدرات إلى الأردن ودول الخليج العربي، ولعل الخطورة الأبرز على الأردن هي استخدام عصابات التهريب لتقنيات عسكرية متطورة مثل طائرات الدرونز الإيرانية لكشف الحدود وهذا بالتأكيد يشكل تهديد أمن وطنياً بالنسبة للأردن لأن هذه الطائرات لن يتوقف دورها على المخدارت فقط".

تجارة المخدرات.. الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية

وشدد الرداد بأن التحقيقات أثبتت أن عمليات تصنيع المخدرات بكل أنواعها تتم بإشراف النظام وجيش الأسد بالتعاون مع ميليشيات إيرانية وجزء منها يصنع في لبنان ويتم نقلها إلى سوريا.

ومن المؤكد أن الأردن سيكون لاعباً رئيساً في وضع الاستراتيجية الأميركية لأن كل استراتيجية تحتاج إلى قاعدة بيانات كالموجودة لدى الأردن، والقضايا التي تنظر بها أمن الدولة المختصة بالتحقيق مع المضبوطين تعكس كم المعلومات التي تم تجميعها بعد كل عملية ضبط لأفراد من عصابات التهريب، وقبل فترة قصيرة صدر حكم من المحكمة المذكورة بسجن أحد أفراد العصابات بالسجن المؤبد.

ويلفت الرداد بأن لدى الأردن معلومات دقيقة لم يفصح عنها حتى الآن على سبيل المثال الصراعات والخلافات التي تنشب بين الفينة والأخرى بين الأطراف المسيطرة على الأرض من ميليشيات إيرانية ولبنانية وجيش الأسد للهيمنة على سوق التصنيع والتهريب.

وكان تحقيق مطول لصحيفة نيويورك تايمز بيّن أن المتّهم الأول بعمليات تهريب المخدرات هم مقرّبون من النظام السوري، على رأسهم ماهر الأسد، لتصبح سوريا "البؤرة العالمية لإنتاج الكبتاغون".

وأكدت الصحيفة في تحقيقها  الصادر 2021، أنّ سوريا تحوّلت إلى أحدث بلد يصدّر مخدرات في العالم، متّهماً المقرّبين من رئيس النظام السوري بشار الأسد، ببيع "الكبتاغون"(يستخدم كمنشط للجهاز العصبي)، ما يعني خلق دولة مخدرات جديدة بحوض البحر الأبيض المتوسط.

الكثير من إنتاج وتوزيع المخدّرات السورية يتم تحت إشراف "الفرقة الرابعة" بقيادة ماهر الأسد شقيق بشار الأسد، ومن بين اللاعبين الرئيسيين رجال أعمال تربطهم صلات وثيقة بالحكومة، إضافة إلى جماعة "حزب الله" اللبناني، وآخرين من عائلة الأسد.

ويوفر المكتب الأمني للفرقة الرابعة برئاسة اللواء غسان بلال، الحماية للعديد من المصانع ويسهّل انتقال المخدّرات إلى حدود سوريا والميناء.

واستند التحقيق إلى معلومات من مسؤولي إنفاذ القانون في 10 دول، وعشرات المقابلات مع خبراء دوليين وإقليميين وسوريين لديهم معرفة بتجارة المخدرات ومسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.

وظهرت تجارة المخدّرات على أنقاض عقد من الحرب، التي دفعت بمعظم السوريين إلى الفقر، في حين بحث أعضاء النخبة العسكرية والسياسية والتجارية داخل البلاد عن طرق جديدة لكسب العملة الأجنبية والالتفاف على العقوبات الأميركية، وفق التحقيق.