icon
التغطية الحية

إدلب.. إقبال على "المنحة التركية" وفريق وحيد يساند الطلاب

2022.02.13 | 12:51 دمشق

img_2333.jpg
موقع التقديم على المنحة التركية ـ تلفزيون سوريا
إدلب ـ عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

بدأت فكرة دراسة مرحلة "الماجستير" تراود الشاب حمزة ظاظا في سنته الدراسية الأخيرة في "البكالوريوس"، وعلى هذا الطّموح أعدّ خطة بحث على عجل حتى تسنح فرصة "منحة الدراسة التركية"، لكن قوبل الطلب بالرفض.

"حمزة" الحاصل على معدّل 89.82 في المئة والأول على دفعة خريجي "الاقتصاد والإدارة" في جامعة إدلب للعام الدراسي الماضي، يعاود هذا العام، التسجيل على المنحة التركية لكن "بملفٍ أقوى"، بعد أن أدرك نقاط القوة التي تدعم ملف الطالب، وتجهيز خطة بحث رصينة، على حدّ وصفه.

ويتجهّز طلبة سوريون في منطقة شمالي غربي سوريا، من خريجي "الجامعات " للتقديم على منحة الدراسة التركية للطلاب الأجانب أو ما تعرف بـ(ytp) بحثاً عن فرصة دراسية معتمدة دولياً، وللاستفادة من مميزات المنحة المادية، في ظل ظرف معيشي متدهور.

يتابع "حمزة" لموقع تلفزيون سوريا: "الطلب القديم كان محكوماً بتوقيت محدود، حال دون تقديم ملف تعليمي متكامل، ومعطيات قوية، وأبرزها خطّة البحث، وهي أسباب أدت إلى قبول الرفض الأول، لكن هذا العام دعّمت ملفي بعدد من الدبلومات والتدريبات والأنشطة الاجتماعية، والتوصيات وخطة بحث منهجية وأكاديمية".

وأعدّ "حمزة" خطة بحث لدراسة "الماجستير" حول إدارة المستشفيات والمراكز الصحيّة، وينتظر بفارغ الصبر نتائج القبول، آملاً أن يلتحق العام المقبل بركب الجامعات التركية ضمن تخصصه الطامح إليه.

"اعتراف ومميزات مادية"

يسرد "حمزة" عدة دوافع شخصية للتقديم على الجامعات التركية، من أبرزها "الحصول على منحة دراسية توفر مشقة التكاليف المادية، فضلاً عن أنّ الموقع الجغرافي القريب من سوريا كان عاملاً مشجّعاً، فتركيا لا تعتبر غربة بمعناها الحقيقي بالنسبة لي ولعائلتي".

ويضيف: "المستوى العلمي والاعتراف في الجامعات التركية، أيضاً يعدّ دافعاً قوياً للدراسة فيها، وخاصةً أنّ شهادة جامعة إدلب غير معترف بها، ومع الحصول على شهادة جديدة معتمدة لدى الأمم المتحدة ومعترف بها دولياً كما هي الشهادات الحكومية التركية، تكون قد غطّت على الشهادة السابقة غير المعترف بها".

عبد الحميد حريري، وهو خريج كلية التربية (معلم صف) عن العام الدراسي الماضي، يتجهّز للتقديم على منحة دراسية تركية للأسباب ذاتها لدى "حمزة".

يوضح "حريري" لموقع تلفزيون سوريا، أنّ "الشهادة المعترف بها إلى جانب الميزات المادية من سكن ورواتب شهرية أسباب مشجّعة للدراسة في الجامعات التركية بموجب نظام المنحة الدراسية المعلن عنها".

يعتبر أنّ "أقساط/taxonomy/term/143285 جامعة إدلب المرتفعة لمرحلة الماجستير، جعلها خياراً مستبعداً لإكمال الدراسات العليا فيها، على خلاف المنحة التركية المجانية، فضلاً عن غياب الاعتراف".

أعباء البحث

يختلف الحال لدى الطالبة صدّيقة الريحاوي، وهي معيدة في جامعة إدلب، تخصص "علم أحياء"، قررت التسجيل على المنحة الدراسية التركية لعدم توفّر مرحلة دراسة عليا في جامعة إدلب للاختصاص الذي ترغب في دراسته.

تقول "صدّيقة" لموقع تلفزيون سوريا، والتي أعدّت خطة بحث لدراسة "الماجستير" لتخصص "علم الوراثة ـ البيولوجية الجزيئية"، إنها واجهت صعوبات خلال إعداد الخطّة، وخاصةً في إيجاد الأفكار والمراجع وترجمتها، إلا أنّها تخطت جزءا من هذه الأعباء بمساعدة مدرّسيها في جامعة إدلب.

"فريق وحيد"

في مدينة إدلب، يعمل فريق مؤسسة "ستاف" الذي بدأ نشاطه قبل أربع سنوات بجهود تطوعية، على تدعيم ملفات الطلاب المتقدمين إلى المنحة الدراسية التركيّة، بحسب القائمين عليه.

يقول عمر العلي وهو مشرف الفريق في الداخل السوري، إنّ "المؤسسة انطلقت بجهود 10 أشخاص متطوعين أكاديميين حينما قرروا التسجيل لأنفسهم بالمنحة التركية وهنا كانت نواة الفكرة، وفيما بعد تنظّم الفريق في مكتبين في الداخل السوري وتركيا لمساندة ومساعدة الطلاب المقبلين على المنحة التركية، وهذه السنة الرابعة على التوالي".

ويضيف لموقع تلفزيون سوريا: "الفريق يأخذ دور صلة الوصل بين الطلاب والتسجيل على المنحة الدراسية التركية من خلال تحديد نقاط القوة في ملف الطالب والإشارة لاحتياجات ملفات الطلاب من أوراق ووثائق وتوصيات ورؤى تدعم ملف الطالب، إضافةً إلى مساندتهم في المقابلات الشفهية، مقابل أجر رمزي من الطالب".

خطوات التسجيل في المنحة التركية

يؤكد عبد المجيد السلمو وهو مدير العمل في الفريق، أنّ التسجيل على المنحة الدراسية التركية متاح أمام جميع طلاب الثانوية العامة في الداخل السوري في إدلب وحلب وبشهاداتهما الصادرة عن الحكومة السورية المؤقتة والمجالس المحلية، ومن جامعات المنطقة أيضاً المعتمدة لدى مجلسي التعليم العالي في إدلب وريف حلب لمرحلة "الماجستير والدكتوراه".

ويوضح السلمو لموقع تلفزيون سوريا أنّ الفريق خلال السنوات السابقة ساهم في تسجيل طلاب من مختلف المراحل سواء لدرجة البكالوريوس أو الماستر (الماجستير) أو الدكتوراه من حملة شهادات المنطقة وكانوا من المقبولين ضمن المنحة، إذ إنّ الأخيرة لا تفرّق بين مختلف أنواع الشهادات السورية وتعاملها سواسية، إلا أنّها لها معايير أخرى تقيّم الطالب على أساسها".

ويشير السلمو إلى أنّ "جامعتي "إدلب وحلب في المناطق المحررة موجودتان باسميهما ضمن نظام التسجيل في المنحة الدراسية التركية".

وحول شهادة الثانوية العامة، يلفت إلى أنّ "المنحة الدراسية التركية تقبل "شهادات المحرر" وحتى بشكل شرطي، أي أنّ الطالب خلال دراسته للثانوية العامة وقبل حصوله على الشهادة، يمكن أن يقدم آخر كشف علامات حصل عليه ويسجّل شرطياً وحين القبول يجب أن يشهر الشهادة والمعدّل المطلوب، وغالباً ما يلجأ الطلبة لهذه الخطوة استغلالاً للوقت، إلا أنّ شهادة "اليوس" تزيد فرصة القبول للطلاب الأجانب إلى جانب الشهادة الثانوية العامة".

وتنطبق هذه الخطوة على الطلاب الجامعيين الراغبين في التقدم على دراسة درجة "الماستر" خلال سنتهم الأخيرة، إذ بإمكانهم تقديم كشف علامات للسنوات السابقة والتسجيل شرطياً، وحين القبول يشهر الطالب الشهادة الجامعية المطلوبة والمعدّل كذلك، بحسب "السلمو".

ماذا يتطلب التسجيل؟

يوضح محدّثنا أنّ ملف الطالب المتقدم على درجة "الماستر" ـ وهي الدرجة الأكثر إقبالاً ـ أن يوفر الشهادة الجامعية بحال كان متخرجاً أو كشف علامات للسنوات السابقة بحال لم يكن متخرجاً (التسجيل الشرطي في السنة الأخيرة)، إلى جانب توصيتين من أساتذة جامعيين درس الطالب لديهم، وشهادة ثانوية وصورة شخصية حديثة، وهوية شخصية ويفضل جواز سفر، إلى جانب خطّة البحث.

ومن نقاط القوة التي يلفت الانتباه إليها "السلمو" وتدعم ملف الطالب التعليمي، هي "إبراز الخبرات العمليّة والتطوعية وكل ما يظهر نشاط الطالب وفاعليته في مجتمعه".

يقول "السلمو": "إنّ جميع الاختصاصات باللغة الإنكليزية غير متاحة لطلاب المنطقة لأنها تتطلب شهادة دولية باللغة الإنكليزية (توفل) وهي غير متوفرة لطلاب الداخل السوري المحرر".

وفتحت المنحة الدراسية التركية أبوابها للتسجيل بدءاً من 10 من شهر كانون الثاني الماضي، وينتهي في 20 شباط الجاري.

وكانت جامعة إدلب خلال العامين الدراسيين الماضيين، أوفدت طلاباً لدراسة مرحلتي "الماجستير والدكتوراه" في الجامعات التركية بموجب المنحة، وهو ما اعتبرته تعزيزاً لحضورها الأكاديمي ولسدّ ثغرة نقص التخصصات المتوفرة في الجامعة.