البث المباشر
حلقة جديدة تضيفها أوركسترا "أورنينا" السورية إلى سلسلة أدائها المتميز، في إحيائها حفلاً موسيقياً "حورانياً" في قلب مدينة "شتوتغارت" الألمانية وفوق خشبة مسرح "بيتهوفن" أحد أعظم عباقرة الموسيقا على مر العصور.
مئات من السوريات والسوريين القادمين من شتى بقاع ألمانيا والدول الأوروبية، بصحبة أصدقائهم ومحبيهم، جمعهم مساء السبت الفائت حفل أوركسترا أورنينا الذي منحته مسمّى "حوران"، الجنوب السوري الذي أطلق أول أهازيج الثورة، ومن ربوعه "هلّت البشاير".
60 سورياً، بين موسيقي ومغنٍ وكورال وإداري، نجحوا في صناعة مزيج رائع جمع التراث الموسيقي والغنائي السوري والمشرقي عموماً، بالتوزيع الأوركسترالي الذي ضبطه قائد الفرقة ومؤسسها، المايسترو شفيع بدر الدين، ببراعة وإبداع ملفتَين ليتّسق مع أغاني صباح فخري وفهد بلان بصوت الفنانين حسين عطفة وشادي علي، ومع تراتيل لبانة قنطار الكنسية، ونفحات المغنّي الفلسطيني- السوري "أبو غابي"، وصولاً إلى رشا رزق وهي تؤدي أغنية الشارة لمسلسل الأطفال "القناص"؛ كل ذلك كان بحضور القانون والعود وآلات مشرقية أخرى إلى جانب آلات العزف الغربية.
رسالة موسيقية- إنسانية
"أورنينا فكرة إنسانية وموسيقية، تهدف إلى تقديم موسيقانا السورية والعربية بتوزيع أوركسترالي مختلف عن المألوف، وبشكل يليق بالجمهور ويحافظ على الهوية".
بهذه الكلمات لخّص الممثل والمخرج المسرحي خالد أبو بكر الدور المنوط بالأوركسترا بشكل عام. وفي حديثه عن حفل شتوتغارت الأخير، أوضح أبو بكر بأنه "امتداد لحفلات أوركسترا أورنينا منذ نشوئها عام 2026 في لوكسمبورغ، ثم الحفلات الثلاث التي أقيمت في فلهارموني برلين بين عامي 2019- 2020، ونحاول أن تكون الفرقة حاضرة في بقية الولايات الألمانية والمدن الأوروبية".
ولفت أبو بكر إلى أن حفلة شتوتغارت "التي رعاها تلفزيون سوريا إعلامياً" كانت مميزة من حيث الحضور وتفاعلهم، فالجمهور المكوّن من السوريين والعرب والأوروبيين الذين حضروا من مختلف مدن ألمانيا وأوروبا لحضور الحفل، كان مؤشراً لمدى أهمية الدور الإنساني الذي تؤديه موسيقا أورنينا في جمعها السوريين المهجّرين والمغتربين، بمختلف أطيافهم ومشاربهم.
وأضاف بأنه على المدى القريب، ستحيي أوركسترا أورنينا حفلاً في فلهارموني برلين أيضاً، مطلع حزيران المقبل، كما ستشهد العاصمة الهولندية أمستردام حفلاً للفرقة في أيلول من هذا العام.
أوركسترا أورنينا
أورنينا هي أوركسترا للموسيقا السورية الكلاسيكية والتقليدية أسست عام 2016 كجمعية غير ربحية. ومعظم الفنانين السوريين المحترفين الذين يشكلون عناصر الأوركسترا هم أصدقاء قدامى؛ كل منهم يشق طريقه عبر أوروبا وخارجها، من مدريد إلى استوكهولم وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية.
تبرز في هذه المجموعة بعض الأسماء المشهورة عالمياً في عالم الموسيقا الكلاسيكية والأوبرا، مثل شفيع بدر الدين، قائد الأوركسترا والملحن الذي كان يتوق إلى إحداث تغيير في الموسيقا الشرقية التقليدية ودمجها بالآلات الغربية بشكل متناغم مثل البوق أو الترومبون وغيرها.
ويبرز من بين أسماء المجموعة أيضاً، السوبرانو لبانة القنطار ورشا رزق، بالإضافة إلى الفنانين: شادي علي وأبو غابي وعلي أسعد وحسين عطفة، والعديد من العازفين والموسيقيين السوريين.
