icon
التغطية الحية

أنقرة تستنكر مزاعم أوردتها رويترز عن نجل الرئيس أردوغان.. ما القصة؟

2023.06.27 | 17:35 دمشق

آخر تحديث: 27.06.2023 | 18:30 دمشق

بلال أردوغان يقب إلى جانب والده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (رويترز)
بلال أردوغان يقف إلى جانب والده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (رويترز)
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

زعمت وكالة رويترز للأنباء أن مسؤولين بمكافحة الفساد في الولايات المتحدة والسويد يفحصون شكوى تتعلق بمخططات رشوة لشركة أمريكية في السويد تشير إلى اسم نجل الرئيس التركي الكبير، بلال أردوغان. 

ووفقًا للتقرير الخاص بالوكالة، تعهدت الشركة بدفع عشرات الملايين من الدولارات على شكل عمولة في حال مساعدة بلال أردوغان في تحقيق احتكار السوق في تركيا من أجل بيع جهاز لقياس نسبة الكحول في الدم لسائقي السيارات.

وأصدرت دائرة الاتصال التركية بياناً تكذب فيه ما جاء في تقرير رويترز، حيث نشر فخر الدين ألتون تغريدة على حسابه في تويتر باللغتين التركية والإنكليزية قال فيها: "الخبر الذي قدمته وكالة رويترز اليوم إلى مشتركيها بعنوان ملف خاص والممتلئ بالادعاءات غير المستندة إلى أي أساس حقيقي، والذي يستهدف نجل الرئيس بلال أردوغان، هو ليس سوى بقعة سوداء في تاريخ الصحافة ومثال حزين لانحطاط هذه المؤسسة الإعلامية ذات 171 عاماً التي تجرّأت على تعريض نفسها للإهانة بوضوح".

وأضاف ألتون في بيانه أن " نشر هذا العمل الصحفي، الذي يحتوي على سيناريوهات خيالية تماماً ويتجاهل المبادئ الأخلاقية الأساسية للصحافة وتستهدف عائلة فخامة رئيس الجمهورية، قبل قمة زعماء حلف الناتو التي ستعقد في الأيام القليلة المقبلة، يثير تساؤلات جدية في العقل".

 

"شبكة من الأكاذيب"

واستندت وكالة رويترز في تقريرها إلى مصادر تؤكد معرفتها بالموضوع، بالإضافة إلى وثائق الاتصالات والعمل التي ذكرت أنها اطلعت عليها.

وتشير الوكالة إلى أن الشكوى التي تقدم بها مسؤولون في الولايات المتحدة والسويد، لم تتضمن في نهاية المطاف أي عمولة دفعت إلى بلال أردوغان، إذ  انسحبت الشركة السويدية (Dignita) فجأة من المشروع في نهاية العام الماضي.

وتشير الوكالة إلى أن خطة شركة (Dignita) كانت تستند إلى أن تقوم حكومة أردوغان بتمرير تشريعات ستزيد من مبيعات منتج الشركة والذي يحمل اسم (Systems AB)، وهو عبارة عن لوحة تحكم تقوم بقفل مفتاح السيارة عندما يكون السائق مخموراً.

ويعمل النظام عبر نفخ السائق في فوهة تكون متصلة بالنظام المركب في السيارة، وإذا كان تركيز الكحول في نفس السائق يتجاوز الحد المسموح قانوناً، فإن الجهاز يمنع تشغيل المحرك.

وأضافت الوكالة أن الشركة (Dignita) تعهدت بدفع رسوم "تأثير سياسي" بملايين الدولارات عبر شركة وهمية إلى مؤسستين يتمتع بلال أردوغان بعضوية مجلس الإدارة فيهما، وهما جامعة ابن خلدون ومؤسسة شباب تركيا للتعليم والتربية (TÜGVA).

ونفى بلال أردوغان عبر محاميه ادعاءات التعاون مع شركة (Dignita) معبراً عن كونها "مزيفة تماماً" و"شبكة من الأكاذيب"، بينما صرح المتحدث باسم مؤسسة تركيا للشباب والتعليم (TÜRGEV)، المؤسسة الراعية لجامعة ابن خلدون، بأنه ليس للمؤسسة أي علاقة بـ (Dignita) وأن الادعاءات بارتكاب أنشطة غير قانونية غير صحيحة: "تقوم عملياتنا الإدارية والمالية بتقييم من قبل مراجعين مستقلين بشكل منتظم لضمان شفافية أعمالنا".

ويقول رئيس مجلس إدارة (Dignita)، أندرز إريكسون ، في تصريح لرويترز ، إنه لا يمكنه التحدث عن الخطة المزعومة بسبب مغادرته للشركة وتوقيعه اتفاقية سرية.

"لم نبع أي منتجات في تركيا"

وكُلفت وزارة العدل الأمريكية والمدعي العام السويدي، في نيسان الفائت، بالتحقيق في مخالفة أي نص من قوانين مكافحة الفساد في الولايات المتحدة والسويد.

وعلى الرغم من أن التحقيقات الأولية لم تؤد إلى وجود اتهامات رسمية، فإن خبراء مكافحة الفساد في كل من الولايات المتحدة والسويد أكدوا أن وعد الدفعة المقدمة قد يشكل جريمة جنائية في ظروف محددة في كلا البلدين.

وتفيد المعطيات الواردة أنه يمكن أن تواجه شركة (Dignita) تحقيقاً قضائياً من قبل الولايات المتحدة فيما يتعلق بأعمالها في تركيا، وذلك بسبب ارتباط الشركة السويدية بشركة أمريكية تدعى (Smart Start) والتي يمتلكها (Apollo Global Management) وهي إحدى أكبر شركات إدارة الأصول في العالم ومقرها في ولاية تكساس.

وأحالت شركة (Apollo) الأسئلة المتعلقة بالادعاءات إلى شركة (Smart Start) وأكدت الأخيرة أنها لم تبع أي منتجات في تركيا ولم تحقق أي إيرادات هناك. 

وفي بيان لرويترز، قالت الشركة: "بعد اكتشافنا احتمالية فرض تطبيقات محتملة ومثيرة للقلق متعلقة بفرص الأعمال المستقبلية في تركيا، اتخذنا تدابير فورية بما في ذلك إنهاء عقد العمل للموظف الوحيد والمستشارين الخارجيين ذوي الصلة. ونتيجة لذلك، لم نحقق تقدماً في مجال التجارة في تركيا".

ما علاقة جامعة ابن خلدون؟

ووفق سجل الشركات التركية، يوجد فرع مسجل لشركة (Smart Start) في تركيا. وتشير اتفاقية استكشاف التسويق المكونة من 11 صفحة والتي اطلع عليها مراسلو رويترز إلى أن فرع الشركة في تركيا كان يلتزم بدفع رسوم استشارية منتظمة إلى شركة وهمية مقرها إسطنبول وتحت سيطرة شخص تم اختياره من قبل الشركات السويدية والأمريكية.

وتباينت الرسوم الاستشارية المدفوعة للشركة الوهمية وفقاً لعدد السيارات المزودة بأجهزة (Systems AB)، حيث تراوحت بين 50 سنتاً و3 دولارات شهرياً لكل جهاز.

وتشير مراسلات (Dignita) في آذار 2022، إلى أن الرسوم الإجمالية التي كان من المقرر أن تدفع للشركة الوهمية تصل إلى 54 مليون دولار على مدار عشر سنوات، وهو ما يوازي العمولة من أجل 500 ألف سيارة، و384 مليون دولار لمليوني سيارة.

وأسست (Dignita) في عام 2017 حيث تبيع أجهزة السلامة المرورية في تركيا، واستلم المدير التنفيذي للشركة، إريكسون، إدارة الفرع التركي للشركة التي أسستها شركة (Smart Start).

وفيما يتعلق بالروابط السياسية، يفيد المصدر أن مساعد إريكسون قدم خطة الشركة للأستاذ الديني والسياسي عرفان غوندوز، والذي يرأس هيئة أمناء جامعة ابن خلدون،  في بداية عام 2021 بسبب قربه من بلال أردوغان، إلا أن غوندوز نفى وجود أي تورط في هذه القضية وأنه لم يلتقِ بشركة (Dignita) وليس له علم بنشاطاتها.

ولم تتمكن رويترز من التأكد بشكل مستقل مما إذا كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونجله بلال على علم بالخطة المزعومة للرشوة أو مشاركتهما فيها.