icon
التغطية الحية

ألوية عسكرية وقادة بارزون ينشقون عن حركة "أحرار الشام"

2021.07.30 | 13:03 دمشق

ahrar_alsham.jpg
إدلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

لم تنجح قيادة حركة "أحرار الشام" في إعادة لملمة صفوف الحركة من جديد، وإقناع المئات من عناصرها بعدم الانشقاق عنها، رغم اتخاذها قراراً في 4 من تموز الجاري، قضى بإعادة هيكلة مجلس القيادة فيها، بعد أن اعتبرت عدة شخصيات في الفصيل، أن التشكيلة والتعيينات السابقة كانت غير منصفة.

وتشهد الحركة خلافات كبيرة داخل مكوناتها منذ عدة أشهر، على خلفية عملية الانقلاب التي قادها القائد العام الأسبق للحركة، حسن صوفان، على قيادة الحركة المتمثلة بـ جابر علي باشا، ورغم التوصل إلى حل توافقي في شهر كانون الثاني الماضي، نص على تعيين عامر الشيخ (أبي عبيدة) قائداً عاماً للحركة، إلا أن ذلك لم يعد الأمور إلى نصابها، إذ اعتبرت شريحة واسعة من عناصر الحركة، أن المتحكم الفعلي بالفصيل هو حسن صوفان، الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع "هيئة تحرير الشام"، وقائدها أبي محمد الجولاني.

مئات العناصر ينفصلون عن "أحرار الشام"

نتيجةً لاستمرار الخلافات ضمن مكونات حركة "أحرار الشام"، قرر المئات من العناصر الانفصال عن الحركة، والانضمام لفصيل "الجبهة الشامية"، العاملة ضمن الجيش الوطني السوري، في ريف حلب الشمالي والشرقي.

وأفاد مصدر خاص لـ موقع تلفزيون سوريا بأن 850 عنصراً من أحرار الشام انفصلوا عنها، وانخرطوا ضمن الجبهة الشامية، مضيفاً أن كتلة قطاع حلب بأكملها كانت من ضمن المنفصلين عن الحركة، ومعظم كتلة محافظة إدلب، لكنهم انضموا إلى "الشامية" كـ "كتلة واحدة".

وكان من ضمن المنشقين عن الحركة، لواء العباس بقيادة المهندس علاء فحام، الملقب بـ أبي العز أريحا، ولواء بدر، ولواء ابن تيمية، إضافة للعديد من القياديين الذين خرجوا بشكل منفرد، مثل القيادي حسام سلامة.

وسبق أن انشق 400 مقاتل من أحرار الشام، في كانون الثاني الماضي، وانضموا أيضاً إلى الجبهة الشامية في الفيلق الثالث بالجيش الوطني، وجميعهم يعملون ضمن "كتلة حمص"، والتي تمثل ثلث القوة الضاربة لأحرار الشام تحت قيادة أبي فيصل الأنصاري قائد قوات المغاوير سابقاً.

وتضم تلك الدفعة مقاتلين من مدينة حمص، وآخرين من ريفها الشمالي (الرستن - تلبيسة - الحولة)، وكان من ضمن المنشقين أبو الليث الحمصي قائد الأركان في أحرار الشام.

أسباب الانشقاقات ودوافعها

يرى قسم من قادة وعناصر حركة أحرار الشام، أن القيادة الحالية المتمثلة بـ عامر الشيخ، تدار بشكل مباشر من قبلحسن صوفان، وبعض الشخصيات المقربة منه، كقائد الجناح العسكري في الحركة سابقاً النقيب أبي المنذر.

وتعزز هذه الفئة روايتها، بالاستناد إلى جملة من القرارات التي أصدرها عامر الشيخ، بعد توليه قيادة الحركة، والتي نص أحدها على تعيين الرائد حسين العبيد (أبي صهيب)، قائداً عسكرياً عاماً للحركة، بالرغم من كونه أحد المشاركين في التمرد على القيادة السابقة، وأحد الداعمين لـ "صوفان".

وأثار قرار منح عضوية مجلس القيادة في أحرار الشام، لـ النقيب أبو المنذر، جدلاً في أوساط الحركة، على اعتبار أنه قاد الانقلاب إلى جانب "صوفان"، وأصدر بيانات منفردة تدعو إلى عزل جابر علي باشا، وتنصيب "صوفان" بدلاً عنه.

وفي معرض حديثه عن دوافع وأسباب الانشقاقات في أحرار الشام، قال أحد القادة المنفصلين عنها، إن الحركة أداة بيد غيرها، يقودها حسن صوفان من الخلف، ولا اعتبار لقيادة الحركة الحالية، سوى بالأمور التنفيذية الداخلية التي لا تعبر عن أي توجه أو مسار.

وأضاف القيادي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أن "الحركة القديمة انتهت كمنهجية ووجود"، مضيفاً أن "الحركة لم تعد بمكان قيادة الثورة وأحد أعمدتها".

وذكر أن "صوفان" عمل على "ضرب أعمدة وأركان الحركة الأساسية، مثل مجلس الشورى ومجلس القيادة، وقام بتفكيكها، ولن يقبل بإعادتها لمكانتها الأصلية"، مشيراً إلى أن إعادة هيكلة مجلس القيادة مؤخراً، تمت من أجل إسكات بعض الأصوات المنادية بوجود هكذا مجلس ضمن الحركة، ولكن المشكلة أنه لا اعتبار حقيقي له في الواقع.

واعتبر أن "الحركة اليوم بعيدة عن كل مشاريع الثورة، وقامت بتعطيل الكثير من هذه المشاريع، وارتضت أن تكون رهينة بيد مشاريع الجولاني"، مضيفاً بالقول: "وهذا ما لا نرضاه، ولا نقبل أن نكون شركاء في هذا الانحراف".

قياديٌ آخر ممن خرجوا من صفوف الحركة، قال إن حسن صوفان، هو من يتحكم حالياً بـ أحرار الشام، و"صوفان" مدعوم من قيادة "هيئة تحرير الشام"، لذلك لم تعد الحركة مسلوبة القرار فقط، إنما "انتهت، وإمكانية استعادتها أمر صعب" حسب وصفه.

ووفقاً للقيادي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أيضاً، فإنه يتم العمل على تفكيك أحرار الشام، من خلال المجلس العسكري الذي يدار من "هيئة تحرير الشام".

وتابع: "حاولنا كثيراً أن ننهض بالحركة، وقُدمت لها عروض كثيرة، للخروج من فلك الجولاني، وإنشاء مشروع جديد في ريف حلب الشمالي، مع الفصائل الكبرى هناك، لكن قيادتها - المتحكم بها من قبل صوفان - رفضت الأمر بشكل قطعي".

ومطلع تموز الجاري أعادت "أحرار الشام" هيكلة مجلس القيادة فيها، إذ استبعدت عدة أعضاء، ومنهم أبو المنذر، وحينذاك أشارت مصادر من داخل الحركة لموقع تلفزيون سوريا، إلى أن قرار إعادة الهيكلة، جاء بعد تخوفات من حدوث انقسامات وانشقاقات عن الحركة، حيث اعتبرت عدة كتل عسكرية في الفصيل أن التعيينات السابقة كانت غير منصفة، ومخالفة لشروط الاتفاق الذي عُيّن عامر الشيخ قائداً للحركة بموجبه، خلفاً لـ جابر علي باشا، إذ ينص على عدم وجود أي شخص من القيادة القديمة (سواء تيار جابر علي باشا، أو تيار حسن صوفان)، ضمن التشكيلة الجديدة للقيادة.

وألمح قائد الحركة عامر الشيخ، إلى أن إعادة هيكلة مجلس القيادة، تمت بعد تفكير بعض المجموعات بالخروج من الحركة، حيث قال في بيان حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه: "قد سرى خلال الآونة الأخيرة بين بعض الإخوة موضوع الخروج من الحركة متأولين أن ذلك يحقق المصلحة العامة ويحل المشكلات التي يواجهونها، وحقيقة ما نعلمه أن بقاءهم في الجماعة خير وأفضل للمصالح العامة والخاصة على حد سواء"، مضيفاً: "قد استعنت بالله واتخذت ما أستطيعه من أسباب المحافظة على جميع جنودنا وكوادرنا ضمن الحركة بإعادة هيكلة مجلس القيادة وترتيب أوضاع الحركة بما يحفظ تماسكها واستمرارها بحول الله تعالى، وأطلب من جميع الإخوة أن يكونوا عوناً لي في هذا المسعى".