أطفال سوريون نجوا من الموت عطشاً.. قصة قارب ضاع في البحر المتوسط 10 أيام | فيديو

أظهر مقطع مصور تداوله روّاد مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الأطفال السوريين يطمئنون ذويهم بوصولهم إلى إيطاليا بعد رحلة استمرت نحو 10 أيام في البحر المتوسط نجوا خلالها بأعجوبة من العطش وحرارة الشمس.

الأطفال الـ 5 – ينحدرون من مدينة موحسن بدير الزور - الذين ظهروا في الفيديو كانوا ضمن مجموعة مؤلفة من 32 لاجئاً ركبوا البحر انطلاقاً من تركيا، وصل 26 منهم إلى إيطاليا بعد أن قضى 6 أشخاص عطشاً، بينهم طفلان، بعد ضياعهم في المتوسط.

كيف بدأت الرحلة؟

قال المتحدث باسم "وكالة الهجرة" التابعة للأمم المتحدة، فلافيو دي جياكومو، إن قارب اللاجئين غادر الشواطئ التركية في 30 آب الماضي، وعلى متنه 32 شخصاً - سوريون وأفغان - هم 11 رجلاً و8 نساء و7 أطفال.

وأضاف، بحسب ما نقلت صحيفة "لا ريبوبليكا"،  أن القارب لم يستغرق وقتاً طويلاً حتى انجرف بعد نفاد الوقود منه، ليبقى في عرض البحر نحو 10 أيام إلى أن أنقذتهم سفينة شحن "أريزونا" في نقطة ما بين تركيا ومالطا وإيطاليا، ومنها سُلّموا لخفر السواحل الإيطالي الذي نقلهم بدوره إلى ميناء بوزالو في صقلية.

اقرأ أيضاً

وفاة 3 طالبي لجوء احتجزتهم اليونان في جزيرة معزولة دون طعام أو ماء

وأشار إلى أن ستة من اللاجئين فقدوا حياتهم خلال الرحلة، من بينهم 3 أطفال (سنة وسنتان و12 سنة)، إضافة إلى سيدتين، في حين لم يُعرف ما إذا كانت جثثهم قد ألقيت في البحر أم كانت على متن القارب عند العثور عليه.

من جانبها ذكرت مسؤولة مفوضية اللاجئين في إيطاليا كيارا كاردوليتي، أن اللاجئين الستة فقدوا حياتهم نتيجة "العطش والجوع والحروق الشديدة"، وتابعت: "هذا غير مقبول. تعزيز الإنقاذ في البحر هو السبيل الوحيد لمنع هذه المآسي".

"ناجون من معسكرات الاعتقال النازية"

وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إن من بين الناجين أماً وابنتها نُقلا جواً إلى مستشفى في جزيرة مالطا، في حين تلقى الآخرون، كثير منهم كانوا في حالة خطرة، العلاج في بوزالو.

وقال عمدة المدينة الإيطالية، روبيرتو أماتونا، إن اللاجئين كانوا يعانون من جفاف شديد وتقشر في الجلد بسبب التعرض للرياح والشمس بشكل مباشر.

وشبّه العمدة، بحسب ما نقلت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، اللاجئين بـ "الناجين من معسكرات الاعتقال النازية".

اقرأ أيضاً

وفاة طالب لجوء سوري في غابات اليونان

نعوات

ونعى روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الإثنين، الأطفال الثلاثة الذين قضوا خلال الرحلة عبر تداول صورهم و"الدعاء لهم بالرحمة"، في حين لم تكشف أي تفاصيل إضافية عن هويتهم.

وتأتي "مأساة" وفاة اللاجئين الستة بعد أيام قليلة من وفاة طفلة سورية، تدعى لجين أحمد ناصيف (4 أعوام) عطشاً خلال رحلة في قارب انطلق من لبنان باتجاه أوروبا وعلى متنه 60 شخصاً.