icon
التغطية الحية

"أطفالي يسألون ما هي سوريا؟".. مخيم الزعتري يدخل عقده الثاني

2022.09.12 | 11:59 دمشق

مخيم الزعتري بالأردن - المصدر: الإنترنت
مخيم الزعتري بالأردن - المصدر: الإنترنت
إتش دبليو نيوز - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

العام الجاري تحل الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس مخيم الزعتري للاجئين السوريين الذي تديره الأمم المتحدة في الأردن، والذي يعتبر الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، وأحد أكبر المخيمات في العالم، حيث يؤوي نحو 80 ألف سوري، ولهذا تحدثنا إلى بعض اللاجئين حول حياتهم في المخيم وآمالهم بالمستقبل، ومنهم عادل توغان، الذي أتى لمخيم الزعتري في نيسان 2013، من مدينة الصنمين بمحافظة درعا الواقعة جنوبي سوريا، برفقة زوجته وولديه الصغيرين.

Adil Tughan, a Syrian Refugee in Al Zaatari Camp.

اللاجئ السوري عادل توغان في مخيم الزعتري بالأردن

ومنذ ذلك الحين، أصبح لديه هو وزوجته طفل ثالث لكنه لا يعرف شيئاً عن وطنه الأم، وعن ذلك يحدثنا عادل فيقول: "عانيت أنا وأسرتي كثيراً عندما غادرنا سوريا، فقد عبرنا أكثر من حاجز أمني وأكثر من دولة. الحياة هنا مستقرة، بالنسبة لظروف المعيشة والأمان والبنية التحتية، والوضع التعليمي هنا متميز (بوجود 32 مدرسة في المخيم، و58 مركزا اجتماعيا، وثمانية مستوصفات).

والكهرباء متوفرة ثماني ساعات باليوم، كما تتوفر شبكة صرف صحي وأخرى للمياه، وهناك طرق معبدة بالإسفلت وشبكة تنقلات داخلية.

بيد أننا نتمنى لأطفالنا مستقبلاً أفضل مما نحلم به لأنفسنا، وذلك في مجال التعليم والدراسة والعمل".

"لم يأت أحد إلى هنا بإرادته"

Ghasim Al-Lubbad, a Syrian Refugee from Zaatari Camp.

اللاجئ السوري قاسم اللباد في مخيم الزعتري بالأردن

أتى قاسم لباد من محافظة درعا إلى المخيم في أيار 2013، لكنه ليس بمتفائل حيال الوضع في سوريا، إذ يقول: "بالتأكيد لم يأت أحد إلى هنا بإرادته، فقد أتيت من سوريا برفقة خمسة أولاد، وأصبح لدي في المخيم ثلاثة آخرون.. والجميع أتى إلى هنا لأنهم أجبروا على ذلك بحثاً عن الأمن والأمان، إذ عانوا كثيراً، كما أن العائلات تشتت شملها، إذ أمضينا أكثر من 72 ساعة ونحن ننتقل من قرية إلى أخرى إلى أن وصلنا إلى الحدود ودخلنا الأردن. عندما أتحدث لأطفالي عن سوريا، أخبرهم بأن لدينا عائلة هناك، فيسألونني: ما هي سوريا؟ وعندها أشرح لهم كيف اندلعت الحرب، ثم أتينا إلى المخيم. أخبرهم بأن بقاءنا هنا لم يكن باختيارنا، لأننا سنعود إلى سوريا في حال هدأت الأمور وتحسن الوضع الأمني. ثم إنهم يسألونني عن مستقبلهم هنا، وهل سيكملون دراستهم ويتزوجون ويؤسسون بيوتهم هنا أم لا، فأجيبهم بأن الأمر ليس بأيدينا، بل بيد الله، إذ كما أتينا دون تخطيط مسبق، بوسعنا أن نرجع إلى سوريا دون تخطيط مسبق. أتمنى أن يتغير الوضع للأحسن، لأني اشتقت لكل شيء في سوريا، هوائها ومائها، وطفولتي وذكرياتي وأهلي وأقاربي".

"أريد أن أصبح شرطية حتى أخدم شعبي"

ولد أكثر من 20 ألف طفل وسجلوا في مخيم الزعتري منذ افتتاحه قبل عقد من الزمان، أي إن جيلاً كاملاً كبر هناك، وأصبح المخيم كل عالمه.

Ghena Adil Tughan, a Syrian Refugee from Zaatari Camp in Jordan.

اللاجئة السورية غنى عادل توغان في مخيم الزعتري بالأردن

ولدت غنى عادل توغان ذات العشرة أعوام في سوريا وأتت برفقة أهلها إلى مخيم الزعتري عندما كان عمرها ستة أشهر فقط، وتحدثنا عن حياتها فتقول: "أدرس في الصف الثالث، وأحب المدرسة هنا، إذ أحب الرياضيات واللغة الإنكليزية، لكن مادتي المفضلة هي اللغة العربية، وأحلم أن أصبح شرطية عندما أكبر، لأني أريد أن أخدم شعبي... اشتقت لجدي وجدتي كثيراً، فهما ما يزالان في سوريا، لكني أتحدث إليهما كل يوم، فيعرضون عليّ صوراً لبيتنا ويحدثونني عن الماضي، ولهذا أتحمس كثيراً لرؤيتهما".

"الوضع في سوريا ليس بجيد"

Mohammed Gasim Al-Lubbad, a young refugee from the Zaatari camp in Jordan.

اللاجئ السوري محمد قاسم اللباد في مخيم الزعتري بالأردن

وصل محمد قاسم اللباد ابن الأربعة عشر عاماً إلى المخيم عندما كان عمره أربع سنوات فقط، إذ يخبرنا أنه يتذكر كيف أتوا إلى المخيم، حيث يقول: "كنت أعرف بأننا أتينا إلى المخيم بحثاً عن الأمن والأمان، ولهذا لا أريد أن أعود إلى سوريا لأن الوضع ليس بجيد. أود أن أصبح طبيباً في المستقبل، لأن الطب مهنة جميلة وجيدة".

بعض الحقائق عن مخيم الزعتري:

  • نصف سكان المخيم من الأطفال، ومعظمهم لم يخرج بعيداً عن محيط المخيم، وذلك لأن كل الخدمات التي يحتاجها الأطفال موجودة داخل المخيم ابتداء من الرعاية الصحية وصولاً إلى المراكز الاجتماعية، ويشمل ذلك المدارس التي تديرها وزارة التعليم الأردنية.
  • ظهر الجانب الريادي في مجال الأعمال بين اللاجئين في مخيم الزعتري في تقارير إخبارية نشرت بمختلف بقاع العالم، أما العلاقات مع المشاريع التجارية والموردين المحليين الأردنيين في مدينة المفرق القريبة فتشير إلى تدفق مستمر للشاحنات المحملة بالبضائع داخل المخيم وخارجه.
  • تتوزع مستوصفات الرعاية الصحية الأولية في مختلف أرجاء المخيم والتي تديرها منظمات دولية ومحلية، وهدفها معالجة الجميع ابتداء ممن لديهم حالات مستعجلة الذين تقدم لهم منظومة الإسعاف في المخيم خدماتها، وصولاً إلى اللاجئين الذين بوسعهم السير.
  • افتتحت محطة الطاقة الشمسية في الزعتري في عام 2017 لتوفر طاقة نظيفة وكهرباء للأسر والعائلات اللاجئة، وقد غيرت تلك المحطة الحياة في المخيم، إذ صار بوسع السوق أن يفتح أبوابه ليلاً، كما أصبح السير في الشوارع بعد أن يخيم الظلام آمناً بنسبة أكبر.
  • أظهرت بيانات مسح استقصائي بأن معظم سكان المخيم مايزالون يرغبون بالعودة إلى سوريا مستقبلاً، وعلى الرغم من أن معظمهم يعتقدون بأن الوضع مايزال غير آمن حالياً، إلا أنهم يتمنون لبلدهم أن يصبح قوياً، حتى الجيل الأصغر الذي لم ير بلده بحياته.

المصدر: إتش دبليو نيوز