icon
التغطية الحية

أسوشيتد برس: إسرائيل توسّع مفاعلها النووي "السري" في ديمونا| صور

2021.02.26 | 09:45 دمشق

1000.png
(AP)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، صور أقمار صناعية قالت إنها لـ "منشأة سرية نووية" إسرائيلية، تمر بما يبدو أنه "أكبر مشروع بناء وتوسعة لها منذ عقود".

وقالت "الوكالة" في تقرير، إن "عملية حفر بحجم ملعب كرة قدم، ومن المحتمل أن يكون بعمق عدة طوابق، تتم الآن على بعد أمتار من المفاعل القديم في مركز شمعون بيرس للأبحاث النووية، بالقرب من مدينة ديمونا" جنوبي إسرائيل.

وأضافت: "المنشأة هي بالفعل موطن لمختبرات تحت الأرض، عمرها عقود، تعيد معالجة قضبان المفاعل المستهلكة للحصول على بلوتونيوم، يستخدم في صنع الأسلحة لبرنامج السلاح النووي الإسرائيلي"، ومع ذلك، "لا يزال سبب البناء غير واضح".

وأشارت "الوكالة" إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم ترد على أسئلة مفصلة، قدمتها لها حول طبيعة الأعمال الجارية.

اقرأ أيضاً: فتش عن إسرائيل.. من يستهدف برنامج إيران النووي؟

وتابعت: "في ظل سياسة الغموض النووي التي تنتهجها إسرائيل، فإنها لا تؤكد ولا تنفي امتلاكها أسلحة ذرية، وهي من بين أربع دول فقط لم تنضم أبداً إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهي اتفاقية دولية تاريخية تهدف إلى وقف انتشار الأسلحة النووية".

ولفتت إلى أن العملية تأتي في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "انتقادها اللاذع لبرنامج إيران النووي، الذي لا يزال تحت مراقبة مفتشي الأمم المتحدة، على عكسها".

ونقلت "الوكالة" عن المدير التنفيذي لجمعية الحد من التسلح - مقرها واشنطن – داريل جي كيمبال قوله: "ما تفعله الحكومة الإسرائيلية في هذا المعمل السري للأسلحة النووية، هو أمر يجب الكشف عنه".

وبدأت إسرائيل، بمساعدة فرنسية، بناء الموقع النووي في أواخر خمسينيات القرن الماضي "سراً"، في الصحراء، بالقرب من ديمونا، وهي مدينة تبعد 90 كيلومتراً جنوب القدس.

وقالت "أسوشيتد برس" إن إسرائيل "أخفت الغرض العسكري للموقع لسنوات عن الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الرئيسي لإسرائيل الآن، حتى أنها أشارت إليه على أنه مصنع نسيج".

وأضافت: "باستخدام البلوتونيوم من ديمونا، يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل أصبحت واحدة من تسع دول مسلحة نووياً في العالم، وبالنظر إلى السرية التي تحيط ببرنامجها، لا يزال من غير الواضح عدد الأسلحة التي تمتلكها، إذ يقدر محللون أن لدى إسرائيل ما لا يقل عن 80 قنبلة، من المحتمل أن يتم حمل هذه الأسلحة بواسطة صواريخ باليستية أرضية أو طائرات مقاتلة أو غواصات".

وتابعت: "لعقود من الزمان، ظل تصميم منشأة ديمونا كما هو، ومع ذلك، ففي الأسبوع الماضي، أشار الفريق الدولي المعني بالمواد الانشطارية في جامعة برينستون إلى أنه شاهد بناءً جديداً مهماً في الموقع، عبر صور الأقمار الصناعية المتاحة تجارياً، على الرغم من أنه يمكن تقديم القليل من التفاصيل".

وذكرت الوكالة الإخبارية الأميركية أن "صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها يوم الإثنين من قبل شركة Planet Labs Inc، بعد طلب من وكالة الأسوشيتد برس، تقدم أوضح عرض حتى الآن للنشاط".

اقرأ أيضاً: مسؤول إسرائيلي: لن نشارك في "خطأ" العودة للاتفاق النووي الإيراني

المنشأة النووية الإسرائيلية قرب مدينة ديمونا - AP

وأضافت: "في جنوب غرب المفاعل مباشرة، حفر العمال حفرة يبلغ طولها نحو 150 متراً، وعرضها 60 متراً، يمكن رؤية بقايا الحفريات بجوار الموقع، يوجد خندق على بعد 330 متراً يمتد بالقرب من الحفر".

وبيّنت أنه "على بعد نحو كيلومترين غرب المفاعل، توجد صناديق مكدسة في فتحتين مستطيلتين يبدو أن لها قواعد خرسانية، ويمكن رؤية بقايا الحفريات في مكان قريب، وغالباً ما تستخدم منصات خرسانية مماثلة لدفن النفايات النووية".

وتابعت: "تشير صور أخرى من Planet Labs إلى أن الحَفر بالقرب من المفاعل بدأ في أوائل عام 2019 وتقدم ببطء منذ ذلك الحين"، لافتةً إلى أن الذين تحدثوا إلى الوكالة قدّموا عدة افتراضات حول ما يمكن أن يحدث هناك.

وقالت: "يعمل مفاعل الماء الثقيل في المركز منذ الستينيات، وهو أطول بكثير من معظم المفاعلات في العصر نفسه، وهذا يثير تساؤلات حول الفعالية والسلامة، وفي عام 2004، بدأ الجنود الإسرائيليون في توزيع حبوب اليود في ديمونا في حالة حدوث تسرب إشعاعي من المنشأة، حيث يساعد اليود على منع الجسم من امتصاص الإشعاع".

ونقلت الوكالة عن أفنير كوهين، أستاذ دراسات منع الانتشار في معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية في مونتيري، والذي كتب بشكل موسع عن ديمونة قوله: "أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالحفاظ على القدرات النووية الحالية للدولة والإبقاء عليها". وأضاف أنه "إذا كان مفاعل ديمونة يقترب بالفعل من التوقف عن العمل، كما أعتقد، فإن المرء يتوقع أن تتأكد إسرائيل من الاستبدال الكامل لوظائف معينة للمفاعل، والتي ما تزال لا غنى عنها".

اقرأ أيضاً: وزير الخارجية الأميركي: إيران تقترب من الحصول على مواد سلاح نووي

لكن استراتيجية التعتيم الإسرائيلية تثير انتقادات المعارضين. وانتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف العمل في ديمونة هذا الأسبوع، في الوقت الذي كانت إيران تستعد لتقييد وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وسط توترات مع الغرب بشأن الاتفاق النووي.

وقال ظريف لقناة "برس تي في" التلفزيونية الإيرانية الرسمية: "أي حديث عن القلق بشأن برنامج إيران النووي هو محض هراء. لنكن واضحين في هذا: إنه نفاق".