icon
التغطية الحية

"أبو حاتم شقرا" قائداً لحركة التحرير والبناء.. ما تبعات العقوبات الأميركية؟

2024.01.08 | 18:36 دمشق

"التحرير والبناء" في الجيش الوطني تكلّف "أبو حاتم شقرا" بقيادتها - (منصة إكس)
"التحرير والبناء" في الجيش الوطني تكلّف "أبو حاتم شقرا" بقيادتها - (منصة إكس)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

أعلنت "حركة التحرير والبناء" في الجيش الوطني السوري، عن تكليف أحمد إحسان فياض الهايس، المعروف بلقب "أبو حاتم شقرا"، بقيادة الحركة، بدلاً من العقيد حسين الحمادي، رغم أن "الهايس" مصنّف على قوائم العقوبات الأميركية، إلا أن المكتب السياسي في الحركة يرى أن العقوبات كيدية وترضية لحزب العمال الكردستاني.

و"حركة التحرير والبناء"، هي اندماج لأربعة فصائل في الجيش الوطني السوري، معظمها من المنطقة الشرقية في سوريا (دير الزور - الرقة - الحسكة)، أُعلن عن تشكيلها في شهر شباط 2022، وتضم وفق البيان التأسيسي، فصائل "أحرار الشرقية" و"جيش الشرقية" و"الفرقة 20" و"صقور الشام (قطاع الشمال)".

وعند التشكيل، كُلّف قائد "جيش الشرقية" العقيد حسين الحمادي بالقيادة العامة لـ"حركة التحرير والبناء"، في حين عُيّن قائد "أحرار الشرقية" المعروف بـ"أبو حاتم شقرا"، نائباً له.

الحركة تكلّف شخصاً معاقباً أميركياً بقيادتها

وأعلنت الحركة في بيان لها، اليوم الإثنين، عن تكليف "أبو حاتم شقرا" بقيادة الحركة، على أن يكون القائد القديم (العقيد حسين الحمادي) مسؤولاً للجناح السياسي، بينما كُلّف المدعو "أبو برزان" بمنصب نائب قائد الحركة، والمدعو "أبو عرب" مسؤولاً للجناح العسكري.

وفي شهر تموز من عام 2021، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على فصيل أحرار الشرقية المنضوي في صفوف الجيش الوطني، واتهمت الوزارة أحرار الشرقية، بالقتل غير القانوني لهفرين خلف السياسية الكردية والأمين العام للحزب السياسي "سوريا المستقبل" بالإضافة إلى حراسها الشخصيين شمال شرقي سوريا، خلال تشرين الأول عام 2019.

واتُهمت أحرار الشرقية أيضاً بقتل عدة مدنيين في شمال شرقي سوريا، بينهم عاملون صحيون، وأشارت الولايات المتحدة، إلى أنّ الفصيل المذكور انخرط كذلك في عمليات اختطاف وتعذيب ومصادرة ممتلكات خاصة من المدنيين، ومنع النازحين السوريين من العودة إلى ديارهم.

وقالت الوزارة في البيان إن أحرار الشرقية شيدت وتسيطر على مجمع سجون كبير خارج حلب حيث تم إعدام المئات منذ عام 2018. كما استخدم الفصيل هذا السجن في عملية خطف واسعة النطاق مقابل فدية استهدفت شخصيات بارزة من رجال الأعمال والمعارضة من محافظتي إدلب وحلب، كما قامت أحرار الشرقية بدمج أعضاء سابقين في تنظيم الدولة في صفوفها، وفق وصفها.

وطالت العقوبات أحمد إحسان فياض الهايس (أحمد الهايس)، المعروف باسم "أبو حاتم شقرا"، وهو زعيم أحرار الشرقية وله دور في العديد من انتهاكات حقوق الإنسان بحسب البيان، الذي أشار إلى أن الهايس قاد سجن أحرار الشرقية خارج حلب، حيث تم إعدام مئات المعتقلين منذ عام 2018.

أبو حاتم شقرا (يمين الصورة)
أبو حاتم شقرا (يمين الصورة)

وأوضح البيان أن الهايس تورط في تهريب النساء والأطفال الإيزيديين ودمج عناصر سابقين من "تنظيم الدولة" في صفوف أحرار الشرقية.

وحينذاك اعتبر قياديون في الجيش الوطني السوري، أنه من "الظلم تصنيف فصيل شُكل للدفاع عن المدنيين السوريين في مواجهة قوى الإرهاب والاستبداد، دون الاستناد إلى تقارير لجان حقوقية وقانونية مستقلة".

"التحرير والبناء" ترفض الاتهامات الأميركية

جددت "حركة التحرير والبناء" في الجيش الوطني السوري، رفضها للاتهامات الأميركية الموجهة لـ"تجمع أحرار الشرقية" التابع لها، في شهر تموز 2021 حول ارتكاب انتهاكات في سوريا، وقال عضو المكتب السياسي في حركة التحرير والبناء، زياد الخلف، أن "الاتهامات الأميركية الموجهة إلى تجمع أحرار الشرقية بارتكاب انتهاكات وجرائم قتل، هي اتهامات كيدية ولا حقيقة لها، وليس لها أي مستند قانوني، إنما هي ترديد لما تقوله الأحزاب الانفصالية في سوريا، مثل حزب العمال الكردستاني PKK".

وأشار الخلف في بيان وصلت نسخة منه إلى موقع تلفزيون سوريا، إلى أن قادة الحركة اختاروا بالتوافق "أبا حاتم شقرا" لقيادة الفصيل، مضيفاً أن "تجمع أحرار الشرقية وبقيادة أبي حاتم شقرا، يُعتبر الفصيل الأقوى ضمن فصائل المنطقة الشرقية في الفيلق الأول بالجيش الوطني".

ولفت إلى أن اختيار "أبي حاتم" للقيادة، جاء وفق النظام الداخلي لحركة التحرير والبناء، لمدة عام واحد، حيث سيكون هناك تداول للقيادة بين قادة الفصائل الأربعة المُشكّلة للحركة.

ما التبعات المحتملة على الحركة؟

وعن تبعات تكليف شخص مصنّف بقيادة "التحرير والبناء"، قال الكاتب الصحفي سامر العاني، إنّ هذا الملف هو أحد المخاطر التي قد تتعرض لها "حركة التحرير والبناء" بعد قرارها اليوم، مضيفاً أنه عندما يكون قائد الحركة مصنفاً، قد يمتد التصنيف في وقت لاحق إلى كل الفصائل العاملة فيها.

وحول سبب اختيار "شقرا" دون غيره لقيادة الحركة، أضاف العاني في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن الحركة تتألف من 4 فصائل، وهناك ضابط وحيد بين قادة هذه الفصائل، وهو العقيد حسين الحمادي، وهو الأقدر على القيادة، لكنه كرر أكثر من مرة طلب إعفائه من المنصب، وهذا ما أوقع الحركة بحرج.

وأشار إلى أن بعض الأصوات كانت تميل إلى اختيار "أبو عرب الطبقة" لقيادة الحركة، لكن، وعلى اعتبار أن أساس الفصيل هو من "الشرقيات" (فصائل دير الزور)، كان هناك توقعات بأن يواجه "أبو عرب" صعوبة في القيادة، لكونه من خارج دير الزور، في حين أن "أبو برزان" لديه عائق صحي، ولذلك آلت القيادة إلى "شقرا".

ويرى "العاني" أن "أبو حاتم شقرا" لديه عدة إشكاليات، أولاً هو مصنف على قائمة العقوبات في الولايات المتحدة، وثانياً، هو غير متمرس على العمل الإداري، وهذا ما "سيُدخل الحركة في إرباك، وتخوّفات من فشلها أو تفككها مستقبلاً".

وتابع: "منذ تشكيل الحركة لم تنخرط في اقتتالات داخلية، لكن أعتقد أن عقلية أبو حاتم شقرا، قد تُدخل الحركة في اقتتالات في المستقبل، كون عقليته عشائرية، ولذا هناك تخوف حقيقي من تراجع أداء الفصيل بوجود شخصية غير إدارية في القيادة".

ما امتيازات "أبو حاتم شقرا"؟

ذكر الكاتب "العاني"، أن الفصيل الذي يقوده أبو حاتم شقرا، هو الأغنى مالياً على مستوى الفصائل في "حركة التحرير والبناء"، كما يمتلك قوة عسكرية، ومشاريع خاصة، لكن "العاني" يعتقد أن المال لا يحلّ محل القوة الإدارية.

هل تستفيد "تحرير الشام" بشكل غير مباشر؟

وكان القيادي المنشق عن "هيئة تحرير الشام"، جهاد عيسى الشيخ (أبو أحمد زكور) قد سرّب قبل أيام مقطعاً صوتياً قديماً للقيادي في "تجمع الشهباء" المقرب من "تحرير الشام"، المدعو "أبو البراء دابق"، يشير فيه إلى بذل جهود من أجل استمالة "أبو حاتم شقرا" إلى صف الحلف الموالي للهيئة في شمال وشرق حلب.

ولا يستبعد العاني احتمالية التقارب بين شقرا وتحرير الشام، ووجود أقارب لشقرا داخل الهيئة قد يدفع بهذا الاتجاه، كما أن شقرا، على علاقة جيدة مع قائدي فرقتيّ (العمشات محمد الجاسم أبو عمشة) و(الحمزات سيف بولاد أبو بكر) المقربان بدورهما من الهيئة".

وتعرضت فيالق وفصائل الجيش الوطني السوري خلال العام الماضي 2023 لهزّات قوية أنتجت اضطرابات وخلافات بين الفصائل ضمن الفيلق الواحد، ما انعكس سلباً على الواقع العسكري والأمني بشكل عام، وفتح المجال أمام "هيئة تحرير الشام" لقضم مساحات كبيرة من مناطق شمال شرقي حلب، سواء كان ذلك بالسرّ أو العلن، وهو ما شكّل تهديداً لوجود الفصائل المحسوبة على الجيش الوطني مستقبلاً، ووضع وزارة الدفاع أمام استحقاق لا مفر منه، وهذا ما دفع الجانب التركي للعمل على إجراء تغييرات جديدة تشمل قادة بعض الفيالق، وإعادة هيكليتها لخلق حالة من التوازن فيما بينها، بسبب الانشقاقات التي عصفت بها، وحالة "العطالة" التي تعيشها منذ أشهر.