icon
التغطية الحية

أبرز ردود الأفعال الدولية على قرار محكمة رفيق الحريري

2020.08.19 | 11:44 دمشق

9b442580e18d14c76bf4148f83730c5f.gif
رفيق الحريري (انترنت)
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

توالت ردود الفعل العربية والدولية للتعبير عن موقفها من قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن بلاده ترحب بحكم الإدانة الصادر عن المحكمة الدولية لعضو في حزب الله اللبناني بالتآمر في اغتيال الحريري. وحذّر بومبيو، في بيان له أمس الثلاثاء، من أن تدهور مؤسسات الدولة في لبنان "يقوض السلامة المالية للبلاد وآفاق تعافيها من الأزمة".

وعلّقت وزارة الخارجية الإسرائيلية على الحكم الصادر بالقول إن حزب الله "ارتهن مستقبل الشعب اللبناني". وقال متحدث باسم الوزارة في بيان "حكم المحكمة التي حققت في مقتل رئيس الوزراء الحريري والذي تم الإعلان عنه اليوم واضح لا لبس فيه. إن جماعة حزب الله الإرهابية وأفرادها متورطون في جريمة القتل وعرقلة التحقيق".

وأضاف "حزب الله ارتهن مستقبل اللبنانيين خدمة لمصالح خارجية. على دول العالم أن تتخذ إجراءات ضد هذه الجماعة الإرهابية لمساعدة لبنان على تحرير نفسه من هذا الخطر".

وتابع "الحشد العسكري لحزب الله، وجهوده لإنشاء ترسانة صواريخ دقيقة التوجيه، وأفعاله تعرض المنطقة بأكملها للخطر".

ذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن الخارجية أن الحكم الصادر في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري يمثل "ظهورا للحقيقة وبداية لتحقيق العدالة بملاحقة المتورطين وضبطهم ومعاقبتهم".

وقالت وزارة الخارجية "وحكومة المملكة العربية السعودية بدعوتها لتحقيق العدالة ومعاقبة حزب الله وعناصره الإرهابية، تؤكد ضرورة حماية لبنان والمنطقة والعالم من الممارسات الإرهابية لهذا الحزب الذي يُعتبر أداة للنظام الإيراني وثبت ضلوعه في أعمال تخريبية وإرهابية في بلدان عديدة، وكانت جريمة اغتيال رفيق الحريري إحداها وأكثرها تأثيراً على أمن واستقرار لبنان".

أما المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، فقال خلال مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية في بيان تلاه بمقر الأمم المتحدة بنيويورك إن "الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) أحيط علما بإصدار المحكمة الخاصة بلبنان حكمها اليوم، مؤكدا أهمية استقلالية ونزاهة المحكمة وداعيا الجميع إلى احترام قرارها".

ونقل دوجاريك عن غوتيريش قوله، إن "الحكم انعكاس لالتزام المجتمع الدولي بالعدالة، عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في ذلك اليوم (14 شباط 2005)"، كما أعرب الأمين العام عن "تقديره العميق لتفاني وعمل القضاة والموظفين المشاركين في هذه القضية على مر السنين".

وفي السياق، رحب رئيس البرلمان العربي المشعل بن فهم السُّلمي، أمس الثلاثاء، بالحكم الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وطالب في بيان له بـ"ضبط وتسليم الشخص المُدان الذي ارتكب العمل الإرهابي الجبان إلى المحكمة الدولية الخاصة التى أصدرت الحكم، وذلك تحقيقاً للعدالة ودعماً لأمن واستقرار لبنان وصوناً لوحدته الوطنية وردعاً للجهات الراعية والداعمة لهذه الأعمال الإرهابية البشعة".

وأشار السُّلمي إلى أهمية "حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وإنهاء حيازة الميليشيات والأحزاب للسلاح خارج إطار سلطة الدولة، وضرورة دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها الوطنية".

وذكر وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية جيمس كليفرلي أمس الثلاثاء أن إدانة عضو في جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية بالتآمر لقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في تفجير عام 2005 خطوة نحو تحقيق العدالة.

وقال على تويتر "بينما تصدر المحكمة الخاصة بلبنان حكمها،‭ ‬فإن قلوبنا مع المتضررين من هجوم بيروت 2005، وهو حدث مؤلم آخر في تاريخ لبنان".

وأضاف "حكم اليوم خطوة نحو العدالة. لا بد من محاسبة من يرتكبون مثل هذه الفظائع".

 

مواقف السياسيين اللبنانيين 

اعتبر الرئيس اللبناني، ميشال عون، أن تحقيق العدالة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري ورفاقه، "تجاوب مع رغبة الجميع في كشف ملابسات هذه الجريمة البشعة".

وأضاف عون أن جريمة اغتيال الحريري "هددت الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وطالت شخصية وطنية لها محبوها وجمهورها ومشروعها الوطني".

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي: "اليوم وبعد حكم المحكمة الخاصة، يجب أن نربح لبنان الذي آمن به الرئيس الشهيد (رفيق الحريري) وطنا واحدا موحدا".

وأضاف بري، في بيان "وليكن لسان حال اللبنانيين العقل والكلمة الطيبة، كما عبر الرئيس سعد الحريري (رئيس الوزراء اللبناني السابق ونجل رفيق الحريري) باسم أسرة الراحل".

بدوره، أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، عن أمله في أن "يشكل حكم المحكمة الدولية، معبرا لإحقاق العدالة وإرساء الاستقرار".

وتابع دياب، في بيان: "نستذكر اليوم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي ترك بصمات مضيئة في تاريخ لبنان، وستبقى إنجازاته في حاضر ومستقبل اللبنانيين".

من جهته، رأى رئيس الحكومة السابق تمّام سلام، أنّ "قرار المحكمة هو ساعة للتأمل وإعمال العقل، والتفكر في سبل إنقاذ البلاد مما هي فيه والسعي رغم كل المرارات، للحفاظ على الوحدة الوطنية".

وأضاف سلام، في بيان: "أخيرا قالت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كلمتها في قضية حفرت عميقا في قلب وضمير كل مواطن لبناني حر، هي جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي أريد منها تعميم الظلام في بلد النور، وقتل الحلم باستقلال حقيقي للبنانيين".

أما رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، فقال في بيان: "مع صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الحريري، يدخل لبنان زمن العدالة عن كل جرائم الاغتيال والعنف السياسي التي دفع اللبنانيون أثمانا باهظة بسببها على مدى سنوات طويلة".


الحريري يدعو "حزب الله" لـ"التضحية" ويتمسك بالقصاص

دعا رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، الثلاثاء، "حزب الله" إلى "التضحية"، مشددا على تمسكه بـ"القصاص" في قضية اغتيال والده قبل 15 عاما، رغم قبوله بحكم المحكمة.

وعقب قرار المحكمة، قال الحريري، في مؤتمر صحفي: "لا يتوقع أحد التضحية منّا، نحن ضحينا بأغلى ما نملك، ولن نترك لبنان.. نقبل حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ونريد تنفيذ العدالة، ولا تنازل عن حق الدم".

وأضاف: "التضحية يجب أن تكون اليوم من حزب الله، الذي أصبح واضحا أنّ شبكة القتلة خرجوا من صفوفه، ويعتقدون أنّه لهذا السبب لن يتسلموا إلى العدالة وينفذ فيهم القصاص: لذلك أكرّر: لن أستكين حتى يتم تسليمهم للعدالة ويتنفذ فيهم القصاص".

وفي وقت سابق الثلاثاء، دانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، خلال جلسة في مدينة لاهاي بهولندا، سليم عياش، عضو "حزب الله"، وبرأت المتهمين الثلاثة الآخرين، وهم: حسن مرعي، وحسين عنيسي، وأسد صبرا.

وحدّدت المحكمة 21 أيلول المقبل موعدا لإصدار العقوبة بحق عياش في اغتيال الحريري عبر تفجير أثناء مرور موكبه بالعاصمة بيروت، في 14 شباط 2005.

وانطلقت الجلسة وسط ترقب شديد، خارج وداخل لبنان الذي يعاني أوضاعا متردية للغاية، من جراء أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث واستقطاب سياسي حاد.