icon
التغطية الحية

آراء وتعليقات.. مواقف السوريين من الحرب الروسية - الأوكرانية؟ | صور

2022.03.07 | 07:53 دمشق

1234.jpg
شبان في مقهى بريف حلب يتابعون أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا (خاص تلفزيون سوريا)
حلب - حسين الخطيب
+A
حجم الخط
-A

يتابع معظم السوريين في الشمال السوري الحرب الروسية - الأوكرانية، عبر شاشة التلفزيون، ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتداولون الأخبار ومشاهد قصف وتدمير الأبنية السكنية فيما بينهم، كأن الحرب القائمة في أوكرانيا قريبة منهم جداً، وبلادهم ذاتها تعيش حالة حرب واستنزاف على مختلف الأصعدة منذ عقد مضى أودى بتهجير ملايين السوريين بين الشمال السوري وبلدان اللجوء.

في الوقت ذاته، لا تختلف أحاديثهم وجلساتهم المعتادة سواءً في المنازل والمقاهي وأماكن عملهم، عن واقع الحرب ومجرياتها خلال متابعتهم شاشات التلفاز والجوالات ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تشكل مشاهد القصف والدمار، جزءًا من معاناتهم اليومية التي عاشوها في سوريا خلال السنوات الماضية نتيجة قصف نظام الأسد وروسيا لمدنهم وقراهم السورية الآهلة بالسكان، ولعل هذا السبب الرئيسي لمتابعة السوريين للغزو الروسي على أوكرانيا.

 

 

متابعة وتضامن

يبدي السوريون في شمال غربي سوريا تعاطفهم وتضامنهم مع ما يعيشه الشعب الأوكراني من جراء الغزو الروسي الذي اجتاح الأراضي الأوكرانية، في أواخر شباط - فبراير الماضي، الذي تسبب بدمار كبير في البنية التحتية، والأبنية السكنية والخدمية التي وصل إليها الغزو، فضلاً عن تهجير ملايين الأوكرانيين، وهذا تماماً ما تستحضره ذاكرة السوريين من تلك المشاهد التي باتت مماثلة للمشاهد التي عاشوها في سوريا.

عبد القادر ناصر، يقيم في مدينة مارع، ويعمل فني تخدير، يبحث على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل دوري عن آخر أخبار الغزو الروسي لأوكرانيا، عبر شاشة هاتفه الجوال، يقرأ الأخبار ويستمع لتحليلات الباحثين وتعليقاتهم حول الأحداث الدائرة في أوكرانيا، رغم استمرار الحرب في بلاده سوريا.

مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا أعلن ناصر موقفه ووضع على صورته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بالعلم الأوكراني، وعلم الثورة السورية، تضامناً مع الشعب الأوكراني الذي يواجه آلة الموت الروسية التي تسببت بدمار مدن كاملة في سوريا.

 

 

يقول الشاب خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا: "إنني أتضامن مع الشعب والجيش الأوكراني الذي يقاتل روسيا باعتبارها عدوة للسوريين، حيث تسببت في دمار سوريا وقتل آلاف المدنيين العزل في منازلهم، إضافةً إلى تهجير ملايين السوريين إلى الشمال السوري ومختلف بلدان اللجوء، ما أسهم في استمرار المعاناة السورية".

ويضيف: "إن الشعب الأوكراني يعيش اليوم جزءًا مما عاشه السوريون منذ بدء التدخل الروسي في سوريا، ولأن معاناة الحرب واحدة، من قصف ونزوح وتهجير وخوف ونجاة، فإنني أدعم الشعب والجيش الأوكراني في الدفاع عن أراضيه ضد آلة الإجرام الروسية".

 

 

في حين، لم يختلف موقف عمار أبو حمزة من مدينة الباب بريف حلب الشرقي، مع موقف ناصر في تضامنه مع الشعب الأوكراني في الدفاع عن أراضيه ضد الإجرام الروسي الذي بدأ يهدد البلدان المجاورة، إلا أنه عول على المجتمع الدولي وصمته في القضية السورية التي وصلت إلى طرق مسدودة.

وفي حديث لموقع تلفزيون سوريا قال عمار أبو حمزة: "إن صمت المجتمع الدولي في الحرب الروسية على سوريا، أسهم في إطالة أمد الحرب في سوريا واستمرار المعاناة، لأكثر من عقد، معولاً على موقف المجتمع الدولي الضعيف في دعم القضية السورية وإمداد الجيش السوري الحر بالسلاح النوعي، كما حصل في أوكرانيا لمواجهة آلة الإجرام الروسية".

 

 

وأضاف: "على الفصائل السورية استغلال الموقف الروسي الراهن وانشغاله في الحرب الأوكرانية لفتح الجبهات ضد قوات النظام وروسيا وإيران لكون العدو واحدا ولو اختلفت الجغرافيا، وذلك بالسلاح المتوفر لإعادة المهجرين والنازحين إلى بلادهم وتحقيق حلم العودة إلى ديارهم مجدداً".

 

 

آراء وتعليقات

تتعدد الآراء والتعليقات حول الغزو الروسي لأوكرانيا في شمال غربي سوريا، حيث يتمسك البعض برأيهم بضرورة فتح الجبهات مع نظام الأسد وروسيا استغلالاً للظرف، بينما يبدي البعض مخاوفهم من استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، التي ستسهم في أزمات متعددة لا سيما في القطاع الاقتصادي والمعيشي لاعتماد كثير من الدول من بينها سوريا على الموارد الأوكرانية.

يقول محمد بكور، وهو مدرس تاريخ خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا: "إن روسيا تحاول إعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي وتعتبر أن أوكرانيا دولة خاضعة لسيطرتها فهي، أي أوكرانيا، منذ العام 2014 بدأت تميل في موقفها إلى الاتحاد الأوروبي، ما جعل روسيا في موقف محرج فهي تسعى هنا للتمدد جغرافياً وتحقيق مكاسب اقتصادية وقومية في آن معاً ليبقى الغرب بحاجة إليها".

وأضاف: "قد تسيطر على أوكرانيا في حال سمح الغرب لها بذلك، وفي حال رغب في استنزافها فعلياً فإن محرقتها ستكون في أوكرانيا وهذا ما أراه مناسباً لدولة قتلت وشردت مئات السوريين من خلال مساندتها لنظام الأسد في قصف المدن السورية".

بينما يرى الصحفي جاسم السيد، من مدينة منبج، ويقيم في مدينة اعزاز بريف حلب، أن العدو واحد في كلا الحربين السورية والأوكرانية، وهو روسيا، فمن الطبيعي تعاطف السوريين مع الشعب الأوكراني الذي يواجه قوة عسكرية إجرامية اختبرها السوريون على مدار الثورة السورية.

وقال في حديث لموقع تلفزيون سوريا: "يعرف السوريون معنى حرب تشنها قوة عسكرية مجرمة، تتبع سياسة البطش ولا تراعي أبسط حقوق الإنسان، وتعتدي على الشعوب وتمنعها من نيل حريتها واستقلالها، عبر تدميرها كلياً، وتهجير أهلها، لذلك أناصر الشعب الأوكراني في الدفاع عن بلده، وتقرير مصيره".

وأضاف: "وسيتأثر السوريون بالحرب الجارية في أوكرانيا، كما معظم دول العالم مع فارق أن السوريين يخوضون الحرب مع ذات العدو، وأتوقع أن تسيطر روسيا على أجزاء كبيرة من أوكرانيا، وعلى المدى المتوسط ستكون خسائرهم كبيرة جداً اقتصادياً وعسكرياً، وبالتالي سينعكس هذا الأمر على حليفهم النظام السوري".

 

انعكاسات الغزو الروسي لأوكرانيا

في المقابل أبدى بعض الأهالي في ريف حلب مخاوفهم من استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا في ظل تصعيد مستمر تشهده محاور الاشتباك، لا سيما أن أوكرانيا من الدول المصنعة للمفاعلات النووية والتي تسهم في حال انفجارها بهلاك مدن كاملة، حيث أصبح البعض يتساءل عن إمكانية وصول المفاعلات النووية إلى الشمال السوري، وماذا سيحدث؟

بينما ذهب آخرون إلى الحديث عن انعكاسات الحرب الروسية على أوكرانيا باعتبارها  ستسهم في انقطاع وفقدان عدد من المواد الأساسية التي تستورد من أوكرانيا كالزيت والقمح ما يجعل الدول العربية أمام تحد كبير في توفير الأمن الغذائي لمواطنيهم.

ورغم تنوع الآراء وتعليقات السوريين إلا أنهم يقفون إلى جانب الشعب الأوكراني في محنته، وضرورة مساندته في وجه العدو الروسي، حيث يحافظون على موقفهم الثابت ضد روسيا التي دمرت سوريا كلياً منذ دخولها إلى الأراضي السورية في 30 سبتمبر – أيلول من العام 2015، لمساندة الأسد في قتل وتهجير شعبه.

وتبقى روسيا المسؤولة الوحيدة عن بقاء الأسد بعد سيطرة المعارضة السورية على مساحات واسعة من البلاد، ما قبل العام 2015، وخسارة النظام للعديد من المناطق والمراكز الحيوية لصالح المعارضة، ليصبح دخولها عملية قلب لموازين السيطرة، وتحولات كبيرة أسهمت في تشتت ملايين السوريين ودمار كبير في البنية التحتية للبلاد، لذلك فإن السوريون يرون أن الجرح واحد وتخاذل المجتمع الدولي عن دعمهم والوقوف إلى جانبهم أسهم في طغيان روسيا وغزوها لأوكرانيا.