icon
التغطية الحية

آخر ملاذ للنازحين.. تحذيرات من "كارثة إنسانية" مع استعدادات إسرائيل لاجتياح رفح 

2024.02.10 | 20:08 دمشق

آخر ملاذ للنازحين.. تحذيرات من "كارثة إنسانية" مع استعدادات إسرائيل اجتياح رفح 
طفل فلسطيني يلعب بطائرة ورقية في مخيم للنازحين في محافظة رفح المتاخمة للحدود المصرية، 8 شباط/فبراير 2024 (رويترز)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

حذرت دول عربية وغربية ومنظمات دولية، اليوم السبت، من وقوع "كارثة إنسانية"، غير مسبوقة، في رفح مع استعدادات الجيش الإسرائيلي لاجتياح الملاذ الأخير لأكثر من نصف سكان قطاع غزة المتاخم للحدود المصرية.

اليوم، قتل عدد من أفراد الشرطة الفلسطينية التابعة لوزارة الداخلية التي تديرها حركة "حماس" في قصف استهدف مركبتهم بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن العملية العسكرية في رفح ستبدأ بعد الانتهاء من "إجلاء واسع النطاق" للمدنيين من المدينة وضواحيها.

ورفح، آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، وتضم أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني، بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.

"كارثة ومجزرة عالمية" برسم واشنطن

حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، السبت، من "كارثة ومجزرة عالمية" قد تخلف عشرات الآلاف من الضحايا في حال اجتاحت إسرائيل محافظة رفح.

وحمّل المكتب الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الكارثة والمجزرة العالمية التي يُلوّح بارتكابها الاحتلال، بحسب بيان رسمي نشره على منصة "تليغرام".

بدورها، طالبت الرئاسة الفلسطينية واشنطن بـ"تحرك جدي لوقف الجنون" الإسرائيلي، مع استعداد تل أبيب لاجتياح محافظة رفح.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن "الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح، ومحاولة تهجير المواطنين الفلسطينيين، لا يعفيان الإدارة الأميركية من المسؤولية".

ودعا أبو ردينة العالم إلى "الوقوف صفا واحدا لوقف هذا العدوان الإسرائيلي وشلال الدم الفلسطيني ووقف التهجير".

تحذيرات عربية

دعت كل من السعودية وقطر لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمنع اجتياح إسرائيل مدينة رفح وارتكاب "إبادة جماعية" فيها، مع التأكيد على الرفض القاطع لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين.

وجددت الخارجية السعودية، في بيان رسمي، "مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار".

بدروها، حذرت القاهرة من تطورات الأوضاع في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة المتاخمة للحدود المصرية، قائلة إنها "تنذر بتدهور في القطاع، وتداعيات وخيمة".

وحذر الأردن من خطورة تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي، وطالبت المجتمع الدولي إلى منع إسرائيل من الاستمرار بحربها "المستعرة" في قطاع غزة.

وجددت المملكة الهاشمية رفضها "المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها"، وفق بيان للخارجية الأردنية.

بدروها، أعربت الكويت عن قلقها إزاء مخططات إسرائيل لمهاجمة رفح وتطالب بتفعيل آليات المحاسبة الدولية لوضع حد لـ"انتهاكاتها"

وجدد بيان للخارجية الكويتية موقف البلاد "الرافض للممارسات العدوانية ومخططات التهجير ضد الشعب الفلسطيني الشقيق".

أوروبياً

حذرت ألمانيا، السبت، من "كارثة إنسانية" حال نفذت إسرائيل هجوما على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، إن "المحنة في رفح لا تصدق بالفعل 1.3 مليون شخص يبحثون عن الحماية من القتال في منطقة صغيرة جدا، ومن شأن أي هجوم يشنه الجيش الإسرائيلي على رفح أن يشكل كارثة إنسانية في طور التكوين".

وأضافت في منشور على حسابها عبر منصة "إكس": "لا يمكن لسكان غزة أن يختفوا في الهواء".

"أونروا": لا توجد كلمات تصف الوضع في رفح

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم السبت، إن "الهجوم الإسرائيلي العسكري المحتمل على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وسط أهلها الضعفاء المكشوفين تمامًا هو وصفة لكارثة".

وقال المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، إن "كثيرين من أهالي رفح، البالغ عددهم 1.4 مليون شخص، يعيشون في ملاجئ بلاستيكية مؤقتة بالشوارع".

وأضاف أن "الهجوم (الإسرائيلي) العسكري المحتمل على رفح وسط هؤلاء الضعفاء المكشوفين تمامًا، وصفة لكارثة".

واختتم لازاريني، حديثه بالقول إنني "لم أعد أجد الكلمات لأصف الوضع".

من جانبه، قال منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، إن معاناة سكان مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، لا يمكن تصورها.

وأضاف غريفيث، في رسالة نشرها مساء الجمعة على حسابه عبر منصة "إكس" أن "أكثر من مليون نسمة من سكان مدينة رفح ليس لديهم مكان يذهبون إليه".

وأكد أن "معاناة سكان رفح لا يمكن تصورها".

ومنذ بداية العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهي تطلب من السكان التوجه من شمالي ووسط القطاع إلى الجنوب بادعاء أنها "مناطق آمنة" لكنها لم تسلم من قصف المنازل والسيارات والمشافي.

وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب "إبادة جماعية" أمام محكمة العدل الدولية، للمرة الأولى بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، فيما واجه ذلك معارضة أميركية.