دليلك الى أبرز نظريات المؤامرة حول فيروس كورونا

2020.03.31 | 00:08 دمشق

kwrwna_alsyn.jpg
+A
حجم الخط
-A

عادة ما يلجأ بعض الناس إلى تفسير الظواهر التي يعجزون عن فهمها إلى نظريات متعدّدة لتفسيرها، لكن التوجّه إلى نظريات المؤامرة يحدث مع وجود حالة عدم اليقين أو الغموض الشديد أو ربما الارتباك التي يتم تضخيمها من قبل الإعلام، وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى بعض الأنظمة والحكومات حول العالم. وفي كثير من الأحيان تكون نظرة المؤامرة جواباً ليس على الظاهرة التي تستهدف فهمها وإنما على المصالح المراد تحقيقيها من وراء الترويج لها. 

خلا الأشهر القليلة الماضية، ظهر عدد كبير من نظريات المؤامرة المتعلقة بوباء كورونا أو "كوفيد-١٩" حول العالم. بعض هذه النظريات وضعها أفراد عاديون معروفون بترويجهم لنظرية المؤامرة، أمّا البعض الآخر فقد تمّ الدفع بها أو تبنّيها من قبل أنظمة، ولأن منشأ هذه النظريات كان مُختلفاً، فإنّها تُجمع على أنّ الفيروس مُصنّع وليس طبيعياً. وبالرغم من هذا الإجماع، فإنّ توجّهات نظريات المؤامرة هذه وأجندتها والفئات المستهدفة بها مختلفة تماماً عن بعضها البعض، وتتعدّد مجالاتها بين الخيال العلمي والسياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي. 

بعض نظريات المؤامرة الموجودة في الغرب تأخذ طابع ما يسمى بالخيال العلمي. يزعم سكوت وارنج على سبيل المثال وهو واحد من أصحاب نظرية المؤامرة بأنّه يتابع كل ما يتعلّق بالفضاء والكائنات الفضائية، ويقول إنّ إنتشار فيروس كورونا الحالي وتحوّله إلى وباء كان يتم تحت مراقبة مركبات فضائية! يربط وارنج أيضاً بين توقيت انتشار الوباء وبين اكتشاف كويكب جديد يحمل اسم "٢٠٢٠ سي دي٣"!

هناك نظريات تأخذ بُعداً عسكرياً كتلك التي تقول بأنّ فيروس كورونا أو "كوفيد-١٩" هو عبارة عن سلاح بيولوجي تمّ تطويره من قبل الولايات المتّحدة الأميركية

هناك نظريات تأخذ بُعداً عسكرياً كتلك التي تقول بأنّ فيروس كورونا أو "كوفيد-١٩" هو عبارة عن سلاح بيولوجي تمّ تطويره من قبل الولايات المتّحدة الأميركية. تعتبر نظرية المؤامرة هذه واحدة من أشهر النظريات المنتشرة حالياً حول العالم، تمّ تبنّيها من قبل ثلاثة أنظمة على الأقل هي روسيا والصين وإيران - وإن كانت بروايات معدّلة بعض الشيء لتناسب الجمهور المستهدف من قبل كل نظام من هذه الانظمة -، وتم توظيفها من قبلهم للدفع بمصالحهم الجيو-سياسية والجيو-اقتصادية.

هناك نظريات تأخذ طابعاً اقتصادياً، بعض نظريات المؤامرة التي تتعلق بهذا الموضوع تزعم أيضاً أن الوباء الحالي يدخل في إطار الصراع الأمريكي-الصيني على التجارة والاقتصاد العالمي. وفقاً لهذه النظرية، فقد تزامن ظهور الفيروس مع الحرب التجارية الأمريكية-الصينية. البعض يدّعي أن الفيروس تمّ تصنيعه من قبل الولايات المتّحدة لضرب الاقتصاد الصيني ومنع بكّين من المضي قدماً في مشروع تقنية ال٥جي(5G) فائقة السرعة. في المقابل، هناك من يقول إنّ الفيروس صيني وهدفه استعادة الصين لسيطرتها على القطاعات الاقتصادية التي يستثمر فيها الأجانب، وقد استفادت منه في إعادة شراء الحصص التي باعها المستثمرون الأجانب هرباً من السوق الصينية بأسعار بخسة للغاية. 

بعض نظريات المؤامرة المتعلقة بالوباء الحالي تأخذ طابعاً أوسع يتعلّق بطبيعة النظام الدولي والقفزات التكنولوجية التي يشهدها العالم. هناك من يدّعي بأنّ الوباء الحالي تمّ الترتيب له بشكل مسبق من قبل قوى ومنظمات تتحكّم بالعالم وبالدول أيضاً لتسهيل الإنتقال من العصر الصناعي إلى العصر الرقمي. تزعم نظرية المؤامرة هذه أنّ ما جرى هو بمثابة مناورة حيّة للانتقال للعصر الرقمي والتحكّم بالناس أينما كانوا حيث سيتم الدفع قدماً باتجاه العمل عن بعد واستخدام العملات الرقمية، وأنّ الإجراءات الحادة التي تطلّبت عزل الناس بذريعة الوباء ستكون مقدّمة لزراعة رقيقات إلكترونية في جسم كل إنسان لمراقبة مؤشراته العضوية والحياتية ومراقبته.

يوجد من يشير أيضاً إلى أنّ الوباء الحالي يتعلّق بمجموعات المصالح واللوبيّات الدولية كلوبي شركات الدواء على سبيل المثال. هذا النوع من نظريات المؤامرة ظهر في أوروبا لا سيما فرنسا وبريطانيا، وبعض هذه النظريات استندت إلى وثائق براءات اختراع تمّ تسجيلها في حالات تتعلق بدراسات أنواع أخرى من عائلة فيروس كورونا والترياق أو الدواء اللازم لها. أصحاب هذا التوجّه يدّعون أنّ الفيروس تمّ نشره من أجل تحقيق أرباح لشركات الدواء، وأنّ الدواء موجود ولكن الشركات التي تمتلكه تنتظر الوقت المناسب لتسويقه.

هناك نظريات مؤامرة تأخذ بُعداً اجتماعياً وتتحدّث عن هندسة اجتماعية، إذ يزعم البعض استناداً إلى الإحصاءات والمعلومات المتوافرة حتى الآن أنّ الفيروس تمّ تصنيعه بهدف التخلّص من الفئة العمرية التي تتراوح بين ٦٠ عاماً وما فوق، وذلك لأنّ هذه الفئة بالتحديد آخذة في الازدياد حول العالم كما هو الحال بالنسبة إلى التكاليف المالية المتعلقة بها لناحية الضمان الاجتماعي والرعاية الصحيّة، ولذلك فهي تشكّل عبئاً كبيراً على الحكومات والأنظمة ولا يمكن التخلّص منها إلا بمثل هذه الطريقة!