اشتكى مزارعون في محافظة الحسكة من تأخير "الإدارة الذاتية" صرف فواتير محصولهم من القمح رغم مرور نحو شهرين على توريدهم المحصول.
وقال حسن درويش، مزارع من القامشلي لموقع "تلفزيون سوريا"، إنه سلم محصوله من القمح بتاريخ 5 حزيران/يونيو الماضي لمركز "صوامع كبكة" بريف القامشلي ولم تصرف الإدارة الذاتية بعد فاتورة شراء قمحه.
وأوضح درويش أن مئات المزارعين في محافظة الحسكة يشتكون من تأخير الإدارة في صرف فواتير محصول القمح وسط حاجة ملحة للمزارعين للأموال من جراء الانخفاض المستمر في قيمة الليرة السورية والتزامهم بدفع ديون ومصاريف الإنتاج خلال العام الفائت.
بدوره، فهد الشمري، مزارع سوري في المنطقة، يرى أن الإدارة الذاتية تسببت بخسائر كبيرة للمزارعين من جراء تأخرها بداية في تسلم المحاصيل ما تسبب بأزمة ورفع أسعار شحن القمح عبر الشاحنات من 200 دولار أميركي إلى 600-800 دولار.
وقال الشمري، إن مزارعي اليعربية سلموا محصولهم من القمح لمركز "تل علو" منذ طلع الشهر السادس وإلى الآن لم يتم صرف فواتيرهم وهذا يتسبب بخسائر إضافية للمزارعين.
وأشار إلى أن المزارعين ملزمون بدفع ديون عديدة تشمل السماد والبذار وحتى ثمن الفلاحة والحصاد والشحن وأصحاب هذه الديون يطالبون بمبالغ إضافية بسبب التأخير.
من جانبه، قال الرئيس المشترك لهيئة الزراعة والري في الإدارة الذاتية، أحمد يونس، في حديث صحفي لموقع "ANHA" المقرب من الإدارة الذاتية، إنه سيتم تسديد كامل الفواتير بالدولار الأميركي عقب تسليم المحاصيل في مدة أقصاها 20 إلى 25 يوماً.
وبدأ "مكتب النقد والمدفوعات في شمال شرقي سوريا" التابع "للإدارة الذاتية "بصرف فواتير مادة القمح للمزارعين الموردين بتاريخ 20 حزيران/يونيو، وحددت 8 مراكز لصرف الفواتير في القامشلي والحسكة والمالكية والرقة والطبقة ومنبج وعين العرب ودير الزور.
تكاليف إنتاج عالية بسبب الجفاف وصعوبة الحصول على المحروقات
بعد عامين من الجفاف تكبد المزارعون خسائر كبيرة ما اضطر العديد منهم لاستدانة أموال ليتمكنوا من زراعة أراضيهم أو منحها لمستثمرين محليين أغلبهم مقربون من "الإدارة الذاتية".
وارتفعت تكاليف الإنتاج خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار السماد واضطرار المزارعين لشراء المحروقات من السوق السوداء بأسعار مضاعفة بسبب تأخير الإدارة الذاتية منح المزارعين مخصصاتها من مادة المازوت.
وقال سالم حسين (اسم مستعار) مزارع من ريف الدرباسية لموقع "تلفزيون سوريا"، منحت أرضي لمستثمر محلي وهو من عائلة متنفذة في "الإدارة الذاتية" لأنه قادر على توفير مادة المازوت لتشغيل آبار موجودة في أرضي.
وأضاف حسين أن عدداً من المزارعين اضطروا إلى منح أراضيهم لمستثمرين بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبة الحصول على المحروقات وكنتيجة طبيعية لغياب الدعم عن قطاع الزراعة والمزارعين.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية عانى المزارعون صعوبات كبيرة في توفير المازوت لتشغيل آبارهم إلى جانب ارتفاع أسعار السماد والأدوية وعدم فعاليتها وفق ما أوضحه مهندسون زراعيون لموقع "تلفزيون سوريا".
ووصلت كمية القمح المستلمة في مراكز الإدارة الذاتية، حتى الخميس 20 تموز/يوليو الجاري، إلى أكثر من مليون ومئتي ألف طن من إنتاج مزارعي المنطقة لموسم الحصاد 2023.