icon
التغطية الحية

هكذا استخدم صحفيون بروباغندا الإعلام الروسي لكشف مجزرة دوما

2019.01.28 | 22:01 دمشق

مسعفون ينقذون رجلا من قصف طائرات النظام على مدينة دوما(رويترز-أرشيف)
تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

في السابع من نيسان 2018 شن نظام الأسد هجوما كيماويا على مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية، راح ضحيته عشرات القتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

ورغم نفي روسيا وقوع الهجوم آنذاك وعبثها بمسرح الجريمة، قبل وصول المفتشين الدوليين واستخدامها لإعلامها في بث رواية لا تلامس الحقيقة، استطاع صحفيون في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، استخدام المشاهد التي بثها الإعلام الروسي لكشف حقيقة الجريمة.

أين وقع الهجوم ؟ متى وقع ؟ من نفذه؟ وماهي المواد الكمياوية المستخدمة؟ هي الأسئلة التي تمحور حولها تحقيق الصحيفة الأميركية التي نشرته في حزيران من العام الماضي، وبالإجابة عنها استطاعت توثيق مجزرة الكيماوي التي استهدفت دوما.

حلل الصحفيون في نيويورك تايمز كثيرا من مقاطع الفيديو، والتقوا بعشرات الشهود والخبراء، وفحصوا بعض الأدلة بالتعاون مع المجموعة الاستقصائية "بلينجكات"، وصنعوا مع وكالة "فو رنسيك آركتكتشر" نموذجا مرئيا لمسرح الجريمة.

 

تحديد موقع الجريمة

حدد فريق العمل موقع تنفيذ الهجوم بدقة والأعراض التي ظهرت على الضحايا والغاز المستخدم، وكذب بذلك ادعاءات نظام الأسد وروسيا حول نفي ارتكاب المجزرة، لإرهاب أهالي دوما وإجبارهم على الخضوع.

رصد الفريق شارعا في أحد أحياء دوما استخدمته سيارات الإسعاف لنقل الضحايا والمصابين إلى نفق، وخلال يومين من القصف سويت أبنية كاملة بالأرض في تلك المنطقة.

بعد ذلك  أسقطت مروحية تابعة للنظام قنبلة تحوي غاز الكلور السام على بناية في ذلك الشارع، وبعد فرض اتفاق التهجير وسيطرة النظام على دوما، أصبح الوصول إلى مكان الجريمة شبه مستحيل، وتم طرد عديد من الناشطين والشهود.

وكان الإعلام الروسي أول من سمح له بزياة مسرح الجريمة، لتعرض بعدها روايتها المحرفة على الهجوم، وهنا اعتمد فريق التحقيق على ما قدمته البروباغندا الروسية من أدلة مرئية لكشف مرتكب الهجوم الكيماوي.
 

سلسلة من الأدلة

عبر إعادة بناء مسرح الجريمة وصنع نموذج للبناء التي استهدفه النظام، وتحليل المقاطع المصورة بعد فترة وجيزة من وقوع الهجوم، تمكن الفريق من تأكيد سقوط القنبلة التي تحوي على المواد الكيماوية.

وأحصى التحقيق 34 ضحية في المبنى معظمهم من النساء والأطفال الذين حاولوا الهرب من غارات النظام، بنزولهم إلى قبو في البناية، وعند انتشار رائحة غريبة في الجو حاولوا الانتقال إلى الطوابق العلوية، دون أن يلاحظوا أن القنبلة التي تنشر المواد الكيماوية سقطت على سطح البناء، ما أدى إلى تناثر الجثث على طابقين وعلى السلالم.