icon
التغطية الحية

مشروع لإنتاج الغاز من روث الحيوانات بريف إدلب

2018.04.29 | 19:04 دمشق

10 قرى في ريف إدلب الجنوبي ستستفيد من المشورع، (تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - إدلب - أحمد السليم
+A
حجم الخط
-A

في ظل انقطاع مادة الغاز بشكل متكرر وغلاء أسعارها بشكل كبير في محافظة إدلب؛ بدأت مؤسسة "غلوبال العالمية" بريف إدلب الجنوبي مشروعاً يقوم على حفر آبار يتم تعبئتها بروث الحيوانات، ومن ثم استخراج مادة الغاز منها ليتم تمديده عن طريق أنابيب للمنازل بشكل مباشر دون الحاجة إلى شراء قارورات الغاز، حيث إن هذه العائلات تعتبر من مربي الثروة الحيوانية والتي تسهّل عليهم عملية إنتاج الغاز.

ويعدُّ المشروع الأول من نوعه في مناطق المعارضة حيث تم اختيار 10 قرى في ريف إدلب الجنوبي حيث يعتمد السكان على تربية المواشي، وتم حفر بئر بجانب كل منزل وتوصيل أنبوب إليه، مقابل أن يقوم الأهالي بتعبئة البئر بروث البقر بشكل يومي.

ماهي التكلفة؟

ويقول أيمن الشرتح (40 عاماً) وهو المسؤول عن تنفيذ المشروع يقول لتلفزيون سوريا إنَّ المشروع هو عبارة عن آبار من الإسمنت تتكون كلُّ نقطة من حفرتين يتمُّ وصلهما ببعضهما البعض ويتم تعبئة روث البقر، وبعدها يتم تمديد أنبوب من البلاستيك نحو منزل كل مستفيد، حيث يتم إنتاج الغاز بشكل مباشر للمنزل ويكلف تنفيذ كل بئر 400 دولار.

ويضيف بأن المرحلة الأولى من المشروع شملت 110 آبار في قرى صهيان والعامودية وبسيدا والصالحية بريف إدلب الجنوبي، فيما سيتم إنشاء 130 بئراً أخرى في قرى معرة حرمة والشيخ مصطفى ليتم توسيع المشروع إلى مناطق أوسع بريف إدلب.

ويشير إلى أن هذه التجربة هي الأولى من نوعها في مناطق المعارضة، حيث سيتم الاستغناء عن اسطوانات الغاز بشكل كامل بالمستقبل نظراً لجودة الغاز المستخرج من ناحية الحرارة والرائحة، وعدم تكلفة المستفيد أي مصاريف لاستخراج الغاز والحصول عليه.

وسبّب ارتفاع أسعار الغاز في مناطق المعارضة بمعاناة الأهالي، لانقطاعه ووصول سعر اسطوانة الغاز إلى ما يقارب 20 ألف ليرة سورية بعد إغلاق معبر مورك التجاري مع النظام لأكثر من شهر، الأمر الذي دفع الأهالي إلى استعمال الحطب من أجل الطهي عليه.

3 ساعات كل يوم

ويقول خالد الحميدان (32 عاماً) وهو أحد المستفيدين من مشروع آبار الغاز بأن أهالي المناطق الذين استفادوا من المشروع أغلبهم يملكون الأبقار والأغنام مما سيسهل عليها الحصول على الروث في عملية إنتاج الغاز المنزلي، بالإضافة إلى وجود المساحات الواسعة في هذه القرى، ما سيخفف أي ضرر قد ينجم عن تكديس فضلات الحيوانات.

ويضيف لموقع تلفزيون سوريا بأن كل شاحنة من فضلات الأبقار تملأ البئر 5 مرات حيث إن البئر يستطيع أن يعطي غازاً لمدة 3 ساعات متواصلة بشكل يومي أي أنه يكفي العائلة ليوم واحد أو يومين من الاستعمال دون الحاجة لاستعمال اسطوانة الغاز.

ويوضح بأن المشروع يستهدف العائلات الفقيرة بالإضافة إلى أن الأهالي كانوا يعانون من صعوبة تصريف فضلات الأبقار والأغنام، ومع وجود هذا المشروع أصبح الطلب عليه بشكل متزايد من قبل العائلات المستفيدة والتي لا تملك أبقاراً أو أغناماً.

واستخرج عدد من الأهالي في إدلب في وقت سابق غاز الميثان عن طريق روث الأبقار ولكن على مستوى مصغر من خلال تعبئة غاز صغير أو اسطوانة غاز حيث إن توريد الغاز للمنازل بشكل دائم عبر روث البقر يعدُّ أول مشروع يتم تنفيذه للأهالي على مستوى محافظة إدلب.

كهرباء من روث الحيوانات

ويقول الخبير في شؤون الثروة الحيوانية خالد أبو مصطفى (43 عاماً) لتلفزيون سوريا إنَّ مشروعاً كاستخراج الغاز من روث الحيوانات كان يستعمله النظام قبل الثورة في توليد الكهرباء، حيث يتم تخمير روث البقر بعد خلطه بالماء ومن ثم يتم حفر آبار ضخمة للمساهمة في استخراج كميات كبيرة.

ويضيف بأن المرحلة الأولى لهذه الآبار هو استخراج الغاز ولكن مع احتمالية تطويرها في المستقبل سيتم توليد الكهرباء عبر مولدات، من خلال وصل أنبوب الغاز إلى المولدة، حيث يستطيع البئر الواحد تشغيل المولدة الكهربائية ثلاث ساعات متواصلة يومياً دون الحاجة لاستعمال الديزل.

مشيراً إلى أن محافظة إدلب غنية بالثروة الحيوانية وإذا تم إنشاء مشاريع من قبل الجهات الداعمة تعتمد على حفر آبار ضخمة وشراء روث الحيوانات من الأهالي سيؤدي إلى إنشاء محطات للغاز والكهرباء واكتفاء القرى بشكل ذاتي وعدم حاجتها لشراء اسطوانات الغاز من الأسواق.

 

كلمات مفتاحية