حكاية "انتصار" قسد على داعش !

2019.03.30 | 00:03 دمشق

+A
حجم الخط
-A

[انتصار قسد على داعش !!] ، الواقع طرح عنوانا بهذه الصيغة ضمن السياق الإعلامي الذي يتناول الأحداث السورية يمكن أن يكون مضللاً إلى حد بعيد وخطير أيضاً، فلو أننا قمنا بتحليل مضمون العنوان و رموزه في الصيغة المذكورة آنفاً، لوجدنا أنفسنا بأننا نكتب العنوان بطريقة مختلفة تماماً و هي: [ انتصار الإرهاب على الإرهاب!!] . هذه المسألة تحتاج للوقوف عندها منعاً لاختلاط المصطلحات، وكذلك في إطار محاولة فهم السياق الحقيقي لمفهوم الحرب والانتصار والأطراف المتصارعة في سوريا، خارج السياقات العاطفية، أو الاتهامات والقوالب الجاهزة، وبغض النظر عن المواقف المؤيدة أو المشككة بانتصار هذا الطرف أو ذاك، في حرب على أي حال تم افتعالها على الساحة السورية، بأجندة غير سورية قطعاً، وبدون مصلحة للسوريين في وجودها أو هوية الأطراف الذين افتعلوها.

قسد هي اختصار لـ (قوات سورية الديمقراطية) تلك التسمية التي أصرّ الأمريكان عند إعلانهم قيادة التحالف الدولي في الحرب على داعش، على فرضها على قوات الحماية الكردية YPG ، وذلك بعد أن ضمت إليهم توليفة من فصائل عربية (هامشية)، خاصة بعد أن تلطخت سمعة القوات الكردية بعدد كبير من المجازر والجرائم وفق تقارير هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية أخرى.

قسد هي اختصار لـ (قوات سورية الديمقراطية) تلك التسمية التي أصرّ الأمريكان عند إعلانهم قيادة التحالف الدولي في الحرب على داعش، على فرضها على قوات الحماية الكردية YPG ، وذلك بعد أن ضمت إليهم توليفة من فصائل عربية (هامشية)

قوات قسد إذن هي صيغة أسمية معدلة لقوات YPG التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD التابع لتنظيم العمال الكردستاني الـ PKK المصنف على قوائم الإرهاب العالمي، وهو حزب تركي، لا يوجد ما يربطه بسوريا إلا العلاقة النفعية مع نظام الأسد، والمصطلح الأقرب لوصفهم في سوريا هو أنهم (جماعة وظيفية قتالية) فهي جماعة يضطلع أعضاؤها بدور قتالي فقط، لا يمكن تعريفها من خلال صفات إنسانية، بل من خلال وظيفتها فقط، فهي وسيلة لا غاية بالمحصلة.

يتألف عناصر قسد من مجموعات ارتزاقيّة، قسم تم استجلابه من خارج المجتمع السوري وبشكل خاص من عناصر التنظيم في تركيا، وقسم تم تجنيده من داخل المجتمع السوري وبشكل كبير العناصر العربية في مناطق الجزيرة، وهؤلاء غالباً من الطبقات المسحوقة اجتماعياً ومادياً. وتقوم هذه العناصر بالقتال من أجل المال بالدرجة الأولى، دون وجود أهداف أو قواسم مشتركة فيما بينها من حيث الانتماء القومي أو اللغوي أو العقائدي، فالدوافع الحقيقية وراء القتال ليست (الانتماء، حب الوطن)، بل دافع خارجي بسيط يتلخص (بالربح المادي) الذي يأخذ صورة أجر مادي عاجل ومباشر (راتب شهري)، أو آجل كالحصول على بعض الامتيازات النفعيّة أو قطاعات معينة لممارسة سلطة أمر واقع، والأهم أنها تدر عائداً مالياً كبيراً مقابل دورهم الأساسي بالنسبة للمشغلين.

عنصر قسد باختصار، هو عنصر قتالي متحرك، لا ينتمي ولا يدين بالولاء لأحد إلا (للراعي والممول) الذي يقوم بتمويله، وبالتالي هو مستعد لتغيير ولائه وفق الممول والراعي الجديد، حدث ذلك عدة مرات في الساحة السورية في تبديل الولاء من النظام إلى روسيا إلى أمريكا.

أما داعش فهو التنظيم الذي أعلن عن نفسه من العدم في أواسط سنة 2013، مطلقاً على نفسه "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، تركيبته المعقدة والمبهمة، وهوية قياداته المثيرة للشكوك، جعلت منه تنظيماً هلامياً، فالحرب معلنة ضدّه من عشرات الدول، وفي نهاية كل حرب معلنة ضده، لا تجد تحت الركام سوى أشلاء الأطفال والمدنيين كما حدث في الرقة على سبيل المثال. في حين يذوب التنظيم الذي تم تضخيمه إعلامياً، وينسحب بسلاسة إلى منطقة أخرى في وضح النهار، لأن المخرج لم ينهِ بعد فصول المسرحية. لكن الأكيد بأن داعش كانوا  يعملون أدواراً أكبر من الكومبارس، فقد كانوا يسيرون وفق خطط استراتيجية محددة ومرسومة لهم بعناية، وبدعم كبير من أطراف دولية ساهمت بتغلغل داعش وسيطرته السريعة على المدن والمناطق "السنيّة" حصراً في سوريا والعراق، والقضاء على جميع الفصائل المحلية الثورية، وارتكاب آلاف الجرائم المبرمجة بطرق و وسائل وتأويلات كان الهدف منها بالدرجة الأولى الإساءة للدين وتشويهه، ثم قام هذا التنظيم أخيراً بنهب وتدمير كل ما له علاقة بهوية وتاريخ المنطقة وتراثها وماضيها، والفصل الأخير في كل مرحلة كان الانسحاب من المنطقة، وتسليمها لقوات أخرى (قسد، البشمركة، الحشد) التي تلعب دور المحرر لهذه المناطق، وربما آخر المناطق كان الباغوز.

وفي نهاية كل حرب معلنة ضده، لا تجد تحت الركام سوى أشلاء الأطفال والمدنيين كما حدث في الرقة على سبيل المثال. في حين يذوب التنظيم الذي تم تضخيمه إعلامياً، وينسحب بسلاسة إلى منطقة أخرى في وضح النهار، لأن المخرج لم ينهِ بعد فصول المسرحية

هل تم تحرير الباغوز؟

على إيقاع عزف النشيد الوطني الأمريكي، ونشيد (أي رقيب) الذي يعتبر النشيد الوطني للأكراد، أعلنت قوات قسد التابعة للعمال الكردستاني، انتصارها على داعش في آخر معاقله بقرية الباغوز. الباغوز تلك القرية التي لا تتجاوز مساحتها النصف كيلو متر مربع، لكنها اكتسبت شهرة أكبر من شهرة فيينا في حصارها الشهير، لقد كانت هذه القرية البسيطة محط أنظار الإعلام بوصفها آخر معاقل داعش، لكن زمن معركة "التحرير" المزعومة، كان أطول مما تحتمله جغرافية وطبيعة المنطقة على أرض الواقع، المنطقة محاطة بالحدود العراقية ونهر الفرات، ولم تكن عملية السيطرة عليها بهذه الصعوبة، إلا أن إجراءات نقل المقاتلين الأجانب منها هم وعوائلهم ، وانتظار مناسبة النيروز، كان من الأسباب في تأخير ساعة النصر على داعش أو على الباغوز.

 

لقد سبق إعلان هذا النصر كما قلنا، عملية نقل المئات من عناصر داعش الأجانب وعائلاتهم بموجب اتفاقية مع قسد إلى خارج منطقة الباغوز، جرى التواصل مع العديد من الدول الأجنبية لإيجاد الطرق المناسبة لتسليم رعاياها من مقاتلين داعش، في الوقت الذي بقي أهالي الباغوز محتجزين ضمن قريتهم، ولم تشملهم على ما يبدو أي اتفاقيات للخروج آمنين من الباغوز، وتم التعامل معهم في الساعات الأخيرة التي سبقت إعلان النصر بوصفهم هم الذين يمثلون ما تبقى من داعش، فجرى إحداث محرقة كبيرة بحقهم باستخدام كافة أنواع الأسلحة، لتكون تلك المحرقة التي تم تسريب بعض صورها الفظيعة، والتي ظهرت فيها جثث محروقة ومشوهة للأطفال والنساء، هي النصر الذي تم تسويقه ضدّ داعش.

لم يبقَ لنيران المحرقة في الباغوز سوى جثث العوائل المحلية في المنطقة كما أظهرت بعض الصور

على الرغم من أن التشكيك المنطقي برواية النصر المعلن على داعش، في هذه البقعة الصغيرة المهملة من سوريا، والمصير الهلامي لهذا التنظيم الضخم الذي تم نقل عناصره وقادته مع عوائلهم إلى مناطق آمنة (كالعادة) وبرعاية الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث لم يبق لنيران المحرقة في الباغوز سوى جثث العوائل المحلية في المنطقة كما أظهرت بعض الصور، إلا أن مجرد طرح هذه التساؤلات وإشارات الاستفهام، سيندرج عند بعض أصحاب العقد القومية، بأنه تشكيك بنصر "قوات كردية" لأنها كردية. وبالتالي ستكون الاتهامات جاهزة ضمن أسطوانة مشروخة مكررة في الساحة الكردية منذ الحرب الأمريكية للعراق باتهام كل مخالف (بالشوفينية والبعثية)، يضاف إليها مؤخراً "الداعشية" طبعاً.     

اللعب على وتر القومية الكردية!

على الرغم من أن قوات قسد، تطرح نفسها على أنها قوات (سوريّة وديمقراطيّة) وأنها معارضة لنظام الأسد، وكذلك مشروع العمال الكردستاني في سوريا يتم طرحه تحت شعارات عريضة متجاوزة القوميات مثل (الأمة الديمقراطية، الشعوب الديمقراطية)، إلا أنها استطاعت بنفس الوقت في الفترات الأخيرة اللعب على الوتر القومي الكردي، وإلهاب مشاعر الأكراد القومية، عبر استغلال رموز وإشارات كردية في خطابها، فمسألة إعلان النصر على داعش في يوم النيروز لم تكن عبثية، بل كانت رسالة قومية للأكراد، خاصة وأن النيروز يتخذه الأكراد عيداً قومياً لهم، وكذلك لم يغب عن بال المنظمين، التغاضي عن شعاراتهم المطروحة في إداراتهم الذاتية المعلنة، بأنهم متجاوزون للقوميات، فقاموا ببدء حفل إعلان النصر على داعش بعزف أنغام النشيد القومي الكردي (أي رقيب)، هذا كله سمح بشكل مباشر بالاستثمار في مشاعر القوميين الأكراد، بل وسمح  بأن تتبدل حتى مواقف أشد المعارضين لقوات العمال الكردستاني، والذين طالما اتهموها بأنها صنيعة نظام الأسد وصنيعة إيران، وأنها سحقت حلم الأكراد. إن مباركة الانتصارات المعلنة بوصفها "مدعاة للكرد بالشعور بالفخر" كما يصف أحد المعارضين السابقين لقسد، يظهر إلى أي مدى يمكن أن يحقق التوسع العسكري لقوات قسد في شرق الفرات، نوعاً من الارتياح في صفوف القوميين الكرد على مختلف مشاربهم، بوصفه سيطرة في إطار تحقيق حلم كردي. وبالتالي لم نستغرب بأن تتحول مساحة الخلاف الذي كان سببه بحسب ما كان يتم الإعلان عنه: عدم الالتقاء بالقيم والمبادئ والأسس والمواقف حول المصالح القومية للأكراد، ليتحول اليوم إلى مجرد "خلاف سياسي" عابر. فلسان حال المشتغلين بالسياسة على أي حال: الغاية تبرر الوسيلة، وما يهمنا نحن كسوريين على أي حال التنبه كذلك إلى مصالحنا كسوريين وكيفية الحفاظ على وحدة أرضنا وشعبنا أمام الأطماع المحيطة بنا من كل جانب؟

استطاعت بنفس الوقت في الفترات الأخيرة اللعب على الوتر القومي الكردي، وإلهاب مشاعر الأكراد القومية، عبر استغلال رموز وإشارات كردية في خطابها، فمسألة إعلان النصر على داعش في يوم النيروز لم تكن عبثية

دعشنة المعارضة

هناك خطاب شبه عام ينتشر بين عموم الناشطين الأكراد، المثقف منهم والعامي، يتلخص هذا الخطاب بمحاولة احتكار حرب داعش، بوصف داعش (عدو للأكراد)، وبوصف الأكراد هي الصخرة التي تتحطم داعش عليها. لذلك نجد بأن الانتصار الذي أعلنه الجيش العراقي على داعش في العراق بعد دحره في آخر معاقله في الموصل، لم يرق للساسة الأكراد في شمال العراق، بل حاولوا الإشارة إلى دورهم المحوري في ذلك، وأنهم لولالهم لما كان هناك نصر على داعش. في سوريا يتكرر السيناريو، ليس فقط عبر الإشادة بدور الأكراد وإهمال جميع الضحايا من المكون العربي في هذه المعارك، بل وكذلك عبر إهمال المتضرر الحقيقي خلال السنوات الماضية من داعش في المناطق التي سيطرت عليها داعش. ومن دفع الثمن الأكبر من تهجير وقتل على يد داعش أو على يد القوات التي اتخذت من داعش شماعة للقيام بكل تلك الأعمال.

الأخطر من كل ذلك في الساحة السورية، هو أن العديد من الأكراد باتوا بمناسبة أو بدون مناسبة يتهجمون على المعارضة، متخذين من وجود عناصر المعارضة في عفرين مبرراً لذلك، وفي كل مناسبة يتم طرح موضوع عفرين، والتجاوزات في عفرين، ثم التعريج على احتلال تركي في عفرين، مع إهمال جميع قوى الاحتلال الأخرى في سوريا. كل ذلك طبعاً مع مباركة وجود قوات قسد في الرقة ودير الزور والحسكة، فهذه قوات تحرير وجرائمها بحق أهالي تلك المناطق هو من النمط المسكوت عنه ما دام يحقق الخارطة التي يتخيلها القوميون الأكراد في سوريا.

لقد بالغ بعض الناشطين الكرد إلى حد أنهم باتوا يتهمون المعارضة بالدعشنة، أو أن المعارضة تميل إلى "التماس الأعذار والشرعنة للتنظيمات التكفيرية والجهادية ويعتبرونها جزءا من الثورة"

لقد بالغ بعض الناشطين الكرد إلى حد أنهم باتوا يتهمون المعارضة بالدعشنة، أو أن المعارضة تميل إلى "التماس الأعذار والشرعنة للتنظيمات التكفيرية والجهادية ويعتبرونها جزءا من الثورة" كما يتهم أحد الكتاب الكرد، علماً أن هذه المزاعم غير صحيحة، وتعميمها بهذه الطريقة نوع من الشذور، فحتى لو أنها صدرت مثل هذه الميول أو الأفكار من شخص معارض في مرحلة معينة من مراحل الصراع (ومتأكد أنها بداية الثورة)، فهذا لا يعني أنها مواقف ثابتة أو أنها وصمة عار يتم رمي المعارضة كلها من خلال ذلك إلى الأبد.  بنفس الوقت نجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم، يعتبرون بأن النصر الذي حققته قوات قسد على داعش يشفع لقسد أو "لحزب الاتحاد الديمقراطي" ممارساته وغطرسته واستبداده، ولنا أن نتخيل كيف تعمي العصبيات للقوميات المتخيّلة أصحابها وتعمل فيهم عملها، بحيث إنهم يصلون لدرجة يجدون بأن بعض أشكال وممارسات الإرهاب والإجرام والاستبداد، يمكن أن يشفع له مزاعم محاربة إرهاب آخر، فالانتصار على داعش وحده كافٍ من وجهة نظر هؤلاء أن يشفع أو يجعلنا ننسى المجازر التي ارتكبتها عصابات العمال الكردستاني بحق المدنيين السوريين وقتل الآلاف منهم، وعلى هذا المبدأ فإن إعلانا مشابها للأسد على الانتصار على فلول داعش سيشفع لنظام الأسد ممارساته وجرائمه وقتله للسوريين!

ثمن للدماء الكردية أم العربية؟

في إطار الحديث عن نصر قسد على داعش، تجاهلت قوات قسد تماماً الوجود العربي الذي كانت تتغنى فيه ضمن صفوفها وأسماء آلاف الضحايا الذين تم تشييعهم تحت رايات قسد الصفراء، فالعلم الوحيد الذي تم رفعه كان العلم الأمريكي، والنشيد الذي تم عزفه كذلك كان الأمريكي إضافة إلى النشيد الكردي، كذلك الأكراد من خارج منظومة قسد، ممن باركوا واحتفوا بانتصار قسد، تجاهلوا تماماً حقيقة أن معظم ضحايا قسد في معاركها في منطقة دير الزور كانوا من المكون العربي، سواء أولئك الذين تم تجنيدهم قسراً أو طوعاً. لقد كان وجود العرب ضمن قوات قسد يشكل مدخلاً للطعن والتشكيك في كرديتها عند أولئك المؤيدين للمجلس الوطني الكردي والذين كانوا بشكل دائم يهاجمون وينتقدون قسد، نجدهم هم أنفسهم اليوم يتحدثون عن ضرورة الحصول على ثمن لدماء المقاتلين الأكراد والمقاتلات الكرديات التي أريقت في الدفاع عن سوريا والعالم في مواجهة داعش على حد زعمهم. وأن تلك الدماء، "ينبغي ألاّ تذهب هدراً، دون عوائد ومكاسب سياسيّة حقيقيّة، يضمنها العالم لهم، ويفرضها على نظام الأسد، أو أي نظام يأتي بعده في حكم سوريا". الغريب أن هؤلاء الذين يتغنون اليوم بالدماء الكردية، هم أنفسهم الذين كانوا يتهمون حزب "الاتحاد الديمقراطي" بأنه أقحم الأكراد في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بدفعهم للقتال في مناطق خارج مناطقهم، اليوم هؤلاء نفسهم، يرون بأن الدماء الكردية يجب أن تؤسس لمرحلة جديدة، تضمن حقوق الأكراد في الدستور وتطوير الإدارة الكرديّة.  يتناسى طبعاً هؤلاء الباحثين عن محاصصات داخل سوريا، بأنَّ جماعة قسد التابعة للعمال الكردستاني نفسها، قامت بسفك  دماء السوريين المدنيين الأبرياء من عرب وكرد في عشرات المجازر في الحسكة والرقة عفرين وتل أبيض ودير الزور، أضعاف مضاعفة لما تم سفكه من دماء داعش (هذا إذا صح أنهم قتلوا أحد من داعش)، كما أننا يجب أن لا ننسى بأنه قبل ظهور اختراع "داعش" وأي فصيل راديكالي تم دسه بالثورة، كانت عصابات العمال الكردستاني تقاتل عناصر الجيش الحر بدعم مباشر من النظام في حلب وريفها والحسكة وريفها أيضاً. في الوقت الذي لم ترتفع لهم بندقية بوجه النظام ولا حلفائه ما خلا بعض مسرحيات المواجهات مع عناصر الدفاع الوطني أو بعض مفارز النظام العابرة.

ولو كانت المحاصصات تقاس بالدماء التي أريقت في سبيل سوريا، لكانت دماء أهل حلب وحمص وغوطة دمشق وحوران والرقة ودير الزور كافية لأن تلجم أصحاب مشاريع المحاصصات القومية والإثنية في سوريا.

كلمات مفتاحية