icon
التغطية الحية

بكلفة معقولة.. ريف حلب ينتظر الكهرباء عبر شركتين تركية وسورية

2019.04.23 | 18:04 دمشق

الدفاع المدني يساعد في تركيب أبراج كهرباء في شوارع مدينة أعزاز شمال حلب (فيسبوك)
حسام جبلاوي - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أعلنت مجالس محلية في ريف حلب الشمالي عن تعاقدها مع شركتين إحداها تركية والأخرى سورية لإيصال التيار الكهربائي إلى مناطق اعزاز والباب وصوران خلال الأشهر القليلة القادمة، وذلك بعقود استثمارية تمتد لسنوات طويلة وتشمل كلا من الأرياف والمدن في هذه المناطق.

وتأتي هذه الخطوة في إطار دعم البنية التحتية لمناطق شمال حلب "درع الفرات" بدعم وإشراف من ولايات تركية حدودية مثل كلّس وغازي عنتاب وهاتاي.

وجاء في بيان نشره المجلس المحلي لمدينة الباب على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يوم الخميس 28 شباط الماضي أنه "تم التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة بالكهرباء مع شركة (AK energy Ltdşti) التركية للطاقة لتزويد مدينة الباب وقراها بالكهرباء وذلك باجتماع للمجلس المحلي وممثلي الشركة وبحضور المستشارين الأتراك خلال مدة أربعة أشهر".

ويأتي هذا الاتفاق بعد توقيع المجلس المحلي لمدينة اعزاز اتفاقا مشابهاً قبل أشهر مع نفس الشركة التركية ذات الملكية الخاصة بوساطة من ولاية كلّس لتغذية اعزاز باستطاعة 30 ميغا واط، مقابل توفير الأرض والمواد الأولية اللازمة للمضي في المشروع وفق ما أعلن.

أما آخر المناطق التي انضمت إلى اتفاقية استجرار الكهرباء فكانت صوران في 6 نيسان الحالي بعد توقيع مجلسها المحلي لمذكرة تفاهم مع الشركة" السورية التركية" لتوليد الطاقة وإيصالها لصوران ونواحيها.

وفي تفاصيل الاتفاق أوضح أمين سر المجلس المحلي لمدينة اعزاز والمسؤول السابق عن قطاع الخدمات محمد عمر مصطفى أنّ "المشروع بدأ تنفيذه بالفعل، ويتم إيصال الكهرباء حالياً إلى العديد من أحياء مدينة اعزاز كمرحلة أولى على أن تمتد لاحقا إلى قرى جارس وندّة وتجمع قرى السلامة – سجو ومعبر باب السلامة".

وأضاف مصطفى في سياق حديثه الخاص لـ"تلفزيون سوريا" أنّ "بنود العقد الموقع مع الشركة التركية يمتد لعشر سنوات، و ينص على تأمين المجلس المحلي لمكان المحطة ومساعدات لوجستية، مقابل تعهّد الشركة بكافة التكاليف المادية الأخرى".

ووفق الاتفاق يبلغ سعر الكيلو واط من الكهرباء 85 قرشاً تركياً، ورسوم تأمين 600 ليرة تركية تعاد بعد عام واحد للمشتركين، وتعتمد آلية الدفع بالليرة التركية على نظام البطاقات الإلكترونية عبر مراكز مؤسسة البريد التركية (PTT) التي نشرت مؤخراً في ريف حلب.

ولا تختلف تفاصيل اتفاق المجلس المحلي لمدينة الباب عن اتفاق اعزاز حيث ستكون نفس الشركة مسؤولة أيضاً عن إيصال التيار الكهربائي إلى المدينة ضمن مدة لا تتجاوز أربعة أشهر.

أما عقد مدينة صوران والذي حازت عليه شركة سورية مرخصة وموجودة في تركيا (رمزها ste energy) فينص وفق ما نشره المجلس المحلي لصوران على "إيصال الكهرباء من قبل الشركة لجميع نواحي المدينة كمرحلة أولى، ثم قراها بفترة زمنية لا تتجاوز أربعة أشهر بداية من شهر نيسان الحالي".

وتعتمد الآلية التي اعتمدتها الشركة السورية التركية وفق ما أعلن مديرها محمود قدور على "شرائح مسبقة الدفع وعدادات إلكترونية، وقيمة الاستهلاك 85 قرشاً تركياً لكل كيلو واط، ورسم اشتراك أولي 400 ليرة تركية يمكن دفعها على مراحل".

انفراج وتفاؤل

تعد خطوة إعادة التيار الكهربائي إلى ريف حلب الشمالي بعد غيابها لسنوات طويلة بارقة أمل بانفراج الأوضاع وعودة الاستقرار إلى المنطقة لاسيما للأعمال التجارية التي تعاني من غياب التيار الكهربائي المنتظم.

ومن المعلوم أنّ ارتفاع تكاليف الاشتراك في الأمبيرات والذي وصل إلى 7000 ليرة شهرية وسطيا للأمبير الواحد ساهم بزيادة تكاليف الإنتاج وبالتالي ارتفاع أسعار المواد.

وحول الفوائد التي سيجنيها الأهالي بعد إتمام المشروع رأى تامر برّي وهو من أهالي مدينة الباب أنّ "استمرار تدفق التيار الكهربائي بشكل مستمر سيفتح المجال لكافة الأعمال التجارية التي كانت مقيدّة بمدة عمل المولدات هذا عدا عن ارتفاع أسعارها الذي يشكّل عبئاً على الأهالي".

وأضاف برّي " ننتظر معرفة تكلفة تشغيل الكهرباء في مدينتنا لكنها تبدو وفق ما أعلن أنها معقولة ومناسبة، ونتمنى أن يؤخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي المتردي لغالبية سكان المنطقة التي تضم أعدادا كبيرة من النازحين".

وحول إمكانية تمدد هذه المشاريع وشمولها كافة مناطق الريف الشمالي وصولا إلى إدلب قال المهندس المدني أيمن رجب إنّ "بعض العوائق مازالت تقف في سبيل تحقيق هذه الأمنية، أهمها فقدان جزء كبير من الشبكات الكهربائية التي تصل بين المدن بعضها ببعض، وصعوبة إنشاء محطات ضخمة بسبب التكاليف المادية الباهظة التي تحقق ذلك".

ورأى رجب أنّ الخطوات التي قامت بها بعض المجالس المحلية في ريف حلب الشمالي بشكل منفرد هي في "الاتجاه الصحيح خاصة مع تحسن الوضع الأمني في هذه المناطق"، داعيا في الوقت ذاته إلى "تعميم هذه التجارب في مدن ومناطق محررة أخرى قريبة بأسرع وقت ممكن".

يشار إلى أن ريف حلب الشمالي شهد مؤخرا عدة مشاريع أخرى لتحسين وصول التيار الكهربائي مثل مشروع الإنارة للطرقات عبر الطاقة الشمسية حيث استطاع المجلس المحلي لمدينة الباب العام الماضي تركيب 300 خلية ضوئية لإنارة الشوارع الرئيسية والأسواق ليلاً، كما نفذ مجلس اعزاز المحلي المشروع نفسه واستطاع إنارة 350 نقطة أيضاً.