icon
التغطية الحية

"آني عايش".. رسالة تعيد التساؤل عن مصير المعتقلين لدى داعش

2019.02.10 | 13:02 دمشق

رسالة كتبها أحد المعتقلين لدى تنظيم الدولة في قرية البوبدران (إنترنت)
تلفزيون سوريا - عبدالله الموسى
+A
حجم الخط
-A

كتب "خليف علاوي المداد" المعتقل من قبل تنظيم الدولة على جدران سجنه في قرية البوبدران، "آني خليف علاوي المداد، آني عايش، بتاريخ 11/11/2018"، وذلك قبل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على القرية الشهر الماضي وانسحاب التنظيم منها، وبعد عام ونصف على وصول خبر مقتله بطريقة ما إلى عائلته.

الرسالة التي كتبها ابن بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، والمعتقل منذ أعوام بتهمة الردة، فتحت الباب مجدداً للتساؤل عن مصير المعتقلين لدى التنظيم الذي خسر مناطق سيطرته في سوريا كاملة باستثناء قريتين صغيرتين على الحدود العراقية.

 

خليف علاوي المداد

 

وكما هو الحال بالنسبة للمعتقلين لدى نظام الأسد، يبقى مصير الآلاف من المعتقلين والمختطفين من مختلف المناطق السورية، من قبل تنظيم الدولة منذ إعلان نشأتها، مجهولاً، ولم يتمكّن سوى عدد قليل من معرفة مصير أبنائهم، ذلك فضلاً عن مصير المعتقلين الأجانب من صحفيين وعاملين في المجال الإغاثي.

ومع اقتراب الإعلان الرسمي  عن نهاية تنظيم الدولة في سوريا، ازدادت آمال الأهالي بالعثور على أبنائهم في سجون آخر معاقل التنظيم في منطقة هجين، لتتبخر هذه الآمال مجدداً بعد أن بقي للتنظيم قريتان صغيرتان دون أن تعثر "قسد" وقوات التحالف على أي من المعتقلين في سجون التنظيم التي تم السيطرة عليها، وتحديداً سجني هجين والسوسة.

 

عنصر من "قسد" في مطاحن وصوامع القمح في منبج

 

تزداد احتمالات الإفراج عن المعتقلين الأجانب لدى التنظيم، خاصة مع الأنباء الأخيرة التي تتحدث عن مفاوضات بين التنظيم و"قسد" لإطلاق سراح المعتقلين الأجانب لديه مقابل فتح ممر آمن لمن تبقى من عناصره وقياداته للخروج من الجيب المحاصر إلى منطقة غير محددة.

 

 

في حين تنخفض هذه الاحتمالات بالنسبة للمعتقلين السوريين لدى التنظيم، من ناشطين وصحفيين ومدنيين وغيرهم، لعدم وجود جهة تضمن أن يكون هؤلاء ضمن أي صفقة محتملة مع التنظيم، وازدياد المخاوف من أن يكون التنظيم قد أعدمهم ودفنهم في مقبرة جماعية وسط الصحراء الشاسعة، كما فعل في كانون الثاني من عام 2014، عندما أعدم التنظيم 50 ناشطاً وإعلامياً ومدنياً كانوا معتقلين لديه في مستشفى العيون بمدينة حلب، قبل أن ينسحب تحت ضربات الجيش الحر من المدينة.

وفي حادثة مشفى العيون أكّد الناجون من مجزرة التنظيم أن الأخير أخذ معه عشرات المعتقلين معه عندما انسحب من المستشفى إلى مقره في معمل الأخشاب في المدينة الصناعية شمال المدينة، والذين أيضاً لم يتم العثور عليهم عندما سيطر الحر على مقار التنظيم في المدينة الصناعية لاحقاً.

ومع وصول عشرات الآلاف من النازحين الفارين من جحيم المعارك بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، إلى مناطق سيطرة الأخيرة في مخيمات الحسكة وتحديداً مخيم الهول، بدأ الإعلام الغربي بالتوافد لمقابلة عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب والمدنيين السوريين.

 

مدنيون هاربون من مناطق سيطرة تنظيم الدولة إلى مناطق سيطرة "قسد"

 

وتمكنت وسائل إعلام غربية محددة من إجراء مقابلات مصورة مع مقاتلي التنظيم المعروفين محلياً باسم "المهاجرين"، حيث أنكر البعض تبعيته ومبايعته للتنظيم، في حين لم يُخف آخرون حقيقتهم، وشددّوا على قناعتهم بدولة الخلافة و"أن خسارة الأرض لا تعني خسارة المعركة".

وربما ستتوضّح الصورة الضبابية لمصير المعتقلين لدى تنظيم الدولة، من خلال اعترافات أسرى التنظيم لدى "قسد"، وخاصة أن عدداً منهم كانوا يشغلون منصب "أمير أمني".