أعلنت ثلاثة مراكز طبية في إدلب أن الدعم المقدم لها من قبل منظمات طبية قد تم تعليقه، مؤكدين على الاستمرار بالعمل التطوعي "قدر الإمكان".
وذكر مستشفى الشهيد محمد بظ في معرة مصرين شمال إدلب على صفحته على الفيسبوك أن الدعم المخصص له من قبل "الجمعية الطبية السورية الأمريكية- سامز" والذي على أساسه يقدم المستشفى خدماته في المدينة، قد تم "تعليقه".
وبناء على ذلك لفت المستشفى إلى أنه سيضطر إلى تخفيض الخدمات الطبية المقدمة والعمل بشكل تطوعي "قدر الإمكان"، مؤكداً في الوقت نفسه أنه سيسعى "لإيجاد الحلول البديلة".
كما أعلن أيضاً كل من "المجمع الطبي في سرمدا" و"مركز الرعاية الصحية الأولية في معرة النعمان"، تعليق الدعم المقدم لهما من منظمة "سيريا ريليف - Syria Relief"، كما أشارا إلى أن العاملين في المركزين سيتابعون عملهم بشكل تطوعي "قدر الإمكان".
ويعاني القطاع الطبي في محافظتي حلب وإدلب، مؤخراً، من توقف أو تعليق الدعم والمنح من الدول الداعمة والمنظمات الدولية، حيث أصدرت مديريتا صحة حلب وإدلب منتصف الشهر الجاري بيانات شددت فيها على أن إغلاق المراكز الطبية قد ينذر بكارثة حقيقة في المنطقة.
وأكّد ناشطون يعملون في منظمات المجتمع المدني أن معظم المنظمات الدولية أوقفت دعمها لشركائها من المنظمات المحلية في الشمال السوري، كان آخرها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) والتي تقدم منحاً لمشاريع طبية وتعليمية ومشاريع حوكمة للمجالس المحلية.
وبدأت المنظمات الدولية بخفض الدعم المقدم من قبلها للشمال السوري منذ مطلع عام 2016، بعد تمدد سيطرة هيئة تحرير الشام على حساب فصائل الجيش الحر في حماة وإدلب وحلب، وعلى إثر ذلك توقّفت مئات المشاريع الطبية والتعليمية والخدمية ومشاريع الاستقرار ومشروع الشرطة الحرة، التي تقدم خدماتها للمدنيين في المناطق الثلاث.
الجدير بالذكر أن هيئة تحرير الشام غيرت المجالس المحلية في المناطق التي سيطرت عليها خلال العامين الماضيين وأتبعتها لذراعها المدني المتمثل بحكومة الإنقاذ، بعد فصلها عن الحكومة المؤقتة، كما فرضت في اتفاقاتها الأخيرة مع الجبهة الوطنية للتحرير أن تتبع مناطق الأخيرة لحكومة الإنقاذ، الأمر الذي يدفع المنظمات الدولية لاعتبار أن المؤسسات المدنية في هذه المناطق تقع تحت سيطرة وإدارة تحرير الشام المصنفة على قوائم الإرهاب.