icon
التغطية الحية

26 مرشحاً لـ رئاسة تونس.. تعرّف على الخمسة الأوفر حظاً؟

2019.09.14 | 14:09 دمشق

تونس.. انتخابات رئاسية وبرلمانية 2019 (إنترنت)
+A
حجم الخط
-A

تونس - نواف القديمي

منذ زمن لم تقرع أسماعنا أخبار انتخابات رئاسية تجري في دولة عربية.. غداً ستجري في تونس انتخابات رئاسية بعد وفاة رئيسها السابق (الباجي قائد السبسي).

تَقدم للانتخابات الرئاسية 97 مرشحاً، وأعلنت الهيئة العامة للانتخابات قبول ملف 26 منهم (بينهم امرأتان)، ورفضت ملفات 71 متقدماً لعدم توفر شرطي الترشح (التزكيات + الضمان المالي) أو أحدهما.

أسماء معروفة وأخرى مغمورة في تونس ترشحت لهذه الانتخابات، مِن أبرزهم: "عبدالفتاح مورو (المؤسس المشارك لحزب النهضة)، وعبدالكريم الزبيدي (وزير الدفاع)، ويوسف الشاهد (رئيس الحكومة الحالي)، وحمادي الجبالي (رئيس الحكومة السابق)، والمنصف المرزوقي (الرئيس السابق)، وعبير موسى (رئيسة الحزب الدستوري الحر)، ونبيل القروي (رجل الأعمال والإعلام وصاحب قناة نسمة)، وحمة الهمامي اليساري المعروف، ومحمد الهاشمي الحامدي (صاحب قناة المستقلة)، الصافي سعيد (الكاتب المعروف)، وقيس سعيّد (أستاذ القانون الدستوي)، وسواهم ..

استطلاعات الرأي وآراء المحللين للشأن التونسي تتحدث عن أربعة أسماء أو خمسة لها حظوظ الانتقال للدور الثاني مِن الانتخابات الذي سيجري في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر - تسبقها الانتخابات البرلمانية التي ستجري في 6 مِن الشهر ذاته.

 

نبذة تعريفية عن المرشحين الخمسة الأكثر حظاً

وفيما يلي سطور تعريفية مختصرة عن هؤلاء الخمسة ذوي الحظوظ بالانتقال للدوري الثاني مِن الانتخابات الرئاسية وهم (عبد الفتاح مورو، يوسف الشاهد، نبيل القروي، عبدالكريم الزبيدي، وربما أيضاً قيس سعيّد).

١- عبدالفتاح مورو (71 عاماً)، مرشح حزب النهضة الذي شارك في تأسيسه مع راشد الغنوشي، محام له تاريخ نضالي معروف واعتُقل مرات عديدة في عهود ما قبل الثورة، انقطع لفترة طويلة عن الحياة السياسية ثم عاد لها بعد الثورة، برز كعالم دين منفتح ومتحدث مفوه، وترأس البرلمان التونسي لفترة، يصفه خصومه بأنه رجل دين غير متمرس بالحياة السياسية ووصوله للرئاسة سيسبب أزمة مع دول عديدة بسبب انتمائه الإسلامي.

٢- يوسف الشاهد (44 عاماً)، رئيس الحكومة الحالي، يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم الفلاحية، وكان مِن مقرّبي الرئيس الباجي السبسي ومعه في تحالفه "نداء تونس"، وأصبح وزيراً في الحكومة ثم رئيساً لها بدعم من "السبسي"، ثم صار مقرباً مِن "النهضة"، التي رفضت إسقاط الثقة عنه عندما ارتفعت وتيرة الخلاف بينه وبين "السبسي" وقرّر تنحيته، لكن رفض "النهضة" التصويت على تنحيته عطل هذا القرار مما فاقم الأزمة بين الشاهد ونداء تونس.. يٌعرف عنه أنه شاب حيوي وله تجربه في المؤسسات السياسية، لكن خصومه يصفونه بأنه براغماتي وعنده نزعات سلطوية.

٣- نبيل القروي (56 عاماً)، رجل أعمال كبير وصاحب نشاطات إعلامية ومالك قناة نسمة التي تحظى بمتابعة واسعة. أكثر المرشحين إثارة للجدل، ومِن الحاصلين على أعلى الأصوات بين المرشحين في معظم استطلاعات الرأي، توفي ابنه خليل في أب/ أغسطس 2016 بحادث سير، فأنشأ جمعية خيرية باسمه وصار يقدم مساعدات غذائية وطبية لكثير من المناطق المهمشة والفقيرة وهي التي أعطته شعبية واسعة، تشوب سمعته المالية كثير من الشوائب لذلك تم اعتقاله بسبب التلاعب والتهرب الضريبي وما يزال في السجن ورفض القضاء الإفراج عنه رغم ترشحه للرئاسة - القانون يسمح بترشح المسجونين على ذمة قضايا للرئاسة ما دام لم يصدر بحقهم أحكام قضائية -، خصومه يصفونه بأنه صاحب خطاب شعبوي وعلاقات مالية مشبوهة وسلوك انتهازي واضح ودون أي مشروع سياسي.

٤- عبدالكريم الزبيدي (69 عاماً)، وزير الدفاع الحالي، وأكثر المرشحين علاقة بالنظام السابق، حيث أصبح وزيراً لمرتين في نظام "بن علي"، ثم أصبح وزيراً للدفاع ولمدة سنتين في أول حكومة بعد الثورة، ثم رجع مجدداً كوزيرٍ للدفاع عام 2017 في حكومة يوسف الشاهد، يصفه البعض بأنه ابن المؤسسة السياسية التونسية التقليدية القديمة، وهو ما يعتبره خصومه مثلباً لأن تونس في مرحلة مابعد الثورة، كما يذكر له خصومه أنه حين سرت إشاعات بوفاة السبسي - قبل وفاته بأشهر - وأن البرلمان سيجتمع لتدبير المرحلة الانتقالية، اعتبر ذلك انقلاباً على نظام السبسي وهدّد بإرسال دبابتين لغلق البرلمان، ما اعتبر تلميحاً بإمكانية استخدام الجيش في الأزمات السياسية.

٥- قيس سعيّد (61 عاماً)، أستاذ القانون الدستوري بجامعة تونس، اشتُهر بفصاحته ومداخلاته القانونية. مشاركاته محدودة في الإعلام وحملته الانتخابية محدودة أيضاً ومع ذلك حقق حضوراً واسعاً - وغير متوقع - في أوساط الشباب، كان يرفض المشاركة بالانتخابات ويرفض - كما يقول - بيع الوهم على الناس، والآن يقول إنه مضطر لذلك لإنقاذ البلد. يُعتبر قريباً مِن الإسلاميين وليس على خصومة معهم، خصومه يقولون بافتقاره للخبرة السياسية وتقديمه لخطاب شعبوي ودعوته لثورة جديدة ومطالبته بتغيير كل النظام السياسي في تونس عبر تغيير الدستور وإلغاء المجلس التشريعي وتكوين مجالس حكم محلية في المدن - على طريقة "القذافي" كما يشير البعض - الأمر الذي يعتبره آخرون طوباوية لا علاقة لها بالعمل السياسي وممكناته.


السؤال الآن .. ما التوقعات في حال وصل للمرحلة الثانية للانتخابات كلّ من:

- (نبيل القروي - يوسف الشاهد).. غالباً ستحشد القوى السياسية العلمانية والإسلامية خلف "الشاهد" لرفض وصول "القروي".

- (نبيل القروي - عبدالكريم الزبيدي).. سيحصل نفس الشيء وستحشد غالبية القوى السياسية خلف "الزبيدي".

-  (نبيل القروي - عبدالفتاح مورو).. سترفض كثير مِن القوى العلمانية التصويت لـ"مورو" وهو ما قد يزيد من حظوظ فوز "القروي".

السؤال الآخر.. مَن يعرف السلوك السياسي لـ(راشد الغنوشي) سيندهش مِن ترشيح النهضة لـ(عبدالفتاح مورو)، لأن تونس في وضع اقتصادي متراجع ومحيط إقليمي صعب تغلب عليه موجات الثورات المضادة، مع عدم ترحيب كثير مِن الدول المهمة لـ تونس (فرنسا، الجزائر، مصر، السعودية، الإمارات) برئيس إسلامي، فكيف فعل "الغنوشي" ذلك؟

باختصار، يشهد حزب النهضة انقساماً داخلياً كبيراً، وجدلاً طويلاً وخلافاً حول تقييم المشهد السياسي، وهناك دوائر عديدة وكبيرة داخل الحزب مع ترشيح "مورو" للرئاسة - بعد رفض كل المرشحين الكبار عقد تفاهمات مع النهضة -، الأمر الذي قرر معه "الغنوشي" الموافقة على ترشيح "مورو" لأسباب داخلية تخص انحيازه لتماسك الحزب ووحدته أكثر من أي شيء آخر، في حين يلمح البعض إلى كون "الغنوشي" يتمنى عدم فوز "مورو" حتى لا تقع "النهضة" بمأزق أكبر في تصدرها للمشهد السياسي، خاصة مع التراجع الملحوظ في شعبيتها، وفي ظل توقعات بألا تحصل النهضة في الانتخابات البرلمانية القادمة -  يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر - على أكثر مِن 40 مقعداً، بينما هي تملك في البرلمان الحالي 69 مقعداً.

كلمات مفتاحية