icon
التغطية الحية

15 عاماً على رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات

2019.11.11 | 12:51 دمشق

tk0u7.jpg
الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (إنترنت)
تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

15عاما مرت على رحيل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات، الذي توفي في 11 من تشرين الثاني من العام 2004. عن عمر ناهز 75 عاما، في مستشفى "كلامار" العسكري بالعاصمة الفرنسية باريس.

وجاءت وفاة ياسر عرفات إثر تدهور سريع في حالته الصحية، في ظل حصاره، لعدة أشهر، من جانب الجيش الإسرائيلي في مقر الرئاسة (المقاطعة) بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بتسميم عرفات، ويقولون إنه لم يمت بسبب تقدم العمر أو المرض، ولم تكن وفاته طبيعية.

وأعلن رئيس لجنة التحقيق بوفاة عرفات توفيق الطيراوي، في أكثر من مناسبة، أن "بينات وقرائن تشير إلى أن إسرائيل تقف خلف اغتيال عرفات".

وعبر فعاليات ثقافية مختلفة ومسيرات ووضع أكاليل الزهور على ضريح "عرفات" في مدينة رام الله، يتذكر الفلسطينيون زعيمهم الراحل، الذي يعد الأب الروحي للقضية الفلسطينية، ويطلق عليه الفلسطينيون، وأنصار حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي تزعمها لسنوات طويلة بـ "القائد المؤسس".

وفي 25 من تشرين الثاني 2012، أخذ خبراء روس وفرنسيون وسويسريون عينات من جثمان عرفات، بعد فتح ضريحه في رام الله، لفحص سبب الوفاة.

واستبعد الخبراء فرضية الاغتيال، وقالوا إن وجود غاز "الرادون" المشع في البيئة الخارجية قد يفسر ارتفاع المواد المشعّة في العينات.

لكن معهد "لوزان السويسري" للتحاليل الإشعاعية كشف في تحقيق بثته قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية في العام 2012، عن وجود "بولونيوم مشع" في رفات عرفات، وسط تقديرات بأنه مات مسموما بهذه المادة.

ويقول الخبير السياسي الفلسطيني، عبد المجيد سويلم، لمراسل الأناضول: إن عرفات "نقل القضية الفلسطينية من قضية لاجئين إلى قضية تحرر وطنية، وإلى أعدل قضية تحرر في العصر الحديث".

ولفت إلى أن عرفات كان ديمقراطياً ليبرالياً، يختلف معه بعضهم، لكنهم لا يختلفون عليه، لما يمتلك من حنكة وعبقرية سياسية.

 ولد "عرفات" في القدس في 4 آب عام 1929، واسمه بالكامل "محمد ياسر عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني".

وبدأت مسيرة عرفات السياسية بانتخابه، عام 1952، رئيسا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في العاصمة المصرية القاهرة.

وأسس مع رفاق له حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، في تشرين الأول 1959، وأعلن رسميا عن انطلاق الحركة، مطلع تشرين الثاني 1965، غداة تنفيذ أول عمليات الحركة المسلحة، حين فجّر عناصر منها نفق "عَيْلَبون" داخل إسرائيل، ما أصاب جنديين إسرائيليين.

واجه عرفات صعوبة في العمل المسلح داخل الضفة الغربية عقب هزيمة الجيوش العربية، عام 1967، واحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة.

وبموافقة الأردن، بدأ تأسيس قواعد لحركة "فتح" على خطوط التماس المواجهة للضفة، وأقام معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة بمنطقة غور الأردن.

وفي 1968، هاجم الجيش الإسرائيلي قوات "فتح" في "الكرامة"، وتصدى عرفات وقواته، المدعومة من مدفعية القوات الأردنية، للهجوم، ما أجبر القوات الإسرائيلية على الانسحاب.

وشكلت "معركة الكرامة" تحولا في حياة عرفات، حيث أعلن انتصار المقاومة ومحو عار هزيمة 1967.

وبرز نجم عرفات، عقب انتخابه في 3 من شباط 1969، رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأصبح القائد الأعلى لمنظمة التحرير، التي كانت تضم تنظيمات فلسطينية عديدة، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته.

وبعد توليه المنصب، نهج عرفات سياسة المقاومة المسلحة لتحرير فلسطين، وشن سلسلة عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية.

وهدفت هذه العمليات إلى إنهاء دولة إسرائيل، وإقامة دولة فلسطينية، يعيش فيها جميع أهل فلسطين بمختلف دياناتهم وطوائفهم متساوين في الحقوق والواجبات.

لم يدم وجود عرفات في الأردن طويلا، حيث غادرها عام 1971، متوجها إلى لبنان بسبب تصاعد المواجهات بين التنظيمات الفلسطينية والسلطات الأردنية، وهو ما يُعرف فلسطينيا باسم أحداث "أيلول الأسود".

أسس في لبنان مقر قيادة في بيروت الغربية، و"قواعد مقاومة" في الجنوب اللبناني، المحاذي لشمال فلسطين المحتلة. وبدأت المقاومة الفلسطينية شن عمليات مسلحة ضد إسرائيل، انطلاقا من لبنان.

ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وجدت منظمة التحرير نفسها متورطة فيها كطرف من حين إلى آخر. وفي لبنان دمج عرفات "العمل المقاوم" مع النشاط السياسي.

ونقل عرفات القضية الفلسطينية إلى الساحة الدولية عام 1974 بخطابه الشهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال آنذاك عبارته الشهيرة "إنني جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.. الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين".