icon
التغطية الحية

يسبب الوفاة بنسبة 90%.. ما هو مرض "فرفرية" الذي يصيب النساء أكثر من الرجال؟

2024.02.15 | 10:48 دمشق

تعرف إلى المرض وأسبابه، وكيف يؤثر على الجسم وما الذي يمكن أن يؤدي إلى تطوره
تعرف إلى المرض وأسبابه، وكيف يؤثر على الجسم وما الذي يمكن أن يؤدي إلى تطوره
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

في عالم الأمراض النادرة والمعقدة، يبرز مرض "فرفرية نقص الصفيحات الخثارية" (TTP) كحالة طبية طارئة تتطلب تشخيصًا سريعًا وعلاجًا فوريًا.

يُعرف هذا المرض بأنه اضطراب دموي خطير يؤدي إلى تشكل جلطات دموية صغيرة في أنحاء مختلفة من الجسم، مما يمكن أن يسبب مجموعة واسعة من المشكلات الصحية ويهدد الحياة إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب. مع معدل وفيات يصل إلى 90% في حال عدم العلاج، يُشدد الخبراء على أهمية الوعي بالمرض والتعرف على أعراضه المبكرة، خاصة بين النساء اللاتي يظهر أنهن أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة مقارنة بالرجال. 

في هذا المقال، سنستكشف جوانب متعددة لـ TTP، بدءًا من أسبابه وأعراضه وصولًا إلى خيارات العلاج والوقاية لتقديم نظرة شاملة حول هذا المرض الخطير.

في القسم التالي، سنتعمق في تعريف المرض وأسبابه، موضحين كيف يؤثر على الجسم وما الذي يمكن أن يؤدي إلى تطوره.

تعريف المرض وأسبابه

"فرفرية نقص الصفيحات الخثارية" (TTP) هو مرض نادر يتميز بتكون جلطات دموية صغيرة (خثارات) في مختلف أنحاء الجسم. هذه الجلطات تنشأ بشكل غير طبيعي وتعيق تدفق الدم الطبيعي إلى الأعضاء الحيوية مثل الدماغ، القلب، والكلى. الخثارات تتكون نتيجة لتفاعلات معقدة تؤدي إلى استهلاك مفرط للصفائح الدموية (الخلايا المسؤولة عن تجلط الدم) وبالتالي إلى نقص حاد فيها في الدم، مما يسبب نزيفاً سهلاً وقد يكون خطيراً.

الأسباب الدقيقة لـ TTP متعددة ويمكن أن تشمل عوامل وراثية ومكتسبة. في بعض الأشخاص، يحدث المرض بسبب نقص أو خلل في إنزيم معين في الدم يُسمى ADAMTS13. هذا الإنزيم مسؤول عن تقطيع بروتين يُسمى فون ويليبراند، الذي يلعب دوراً رئيسياً في عملية التجلط. عندما يكون هناك نقص أو خلل في هذا الإنزيم، يتراكم بروتين فون ويليبراند، مما يؤدي إلى تشكيل الجلطات الصغيرة بشكل غير طبيعي.

إضافة إلى ذلك، قد تسهم عوامل أخرى مثل الأمراض الأخرى (مثل السرطان أو العدوى)، بعض الأدوية، أو حتى الحمل في تطور TTP. ومع ذلك، في الكثير من الحالات، لا يمكن تحديد سبب محدد، مما يجعل التشخيص والعلاج تحدياً كبيراً.

الأعراض والتشخيص

أعراض TTP متنوعة ويمكن أن تشمل:

  •     ضعفاً عاماً وتعباً.
  •     حمى.
  •     طفحاً جلدياً يشبه النقط الصغيرة النزيفية تحت الجلد.
  •     صداعاً وتغيرات في الحالة العقلية.
  •     أعراض تشبه السكتة الدماغية، مثل الضعف في جانب واحد من الجسم أو صعوبة في الكلام.
  •     اصفرار الجلد والعيون (يرقان).

التشخيص يعتمد على مزيج من الأعراض السريرية والاختبارات المخبرية، بما في ذلك اختبارات الدم التي تظهر نقصاً في عدد الصفائح الدموية وربما انخفاضاً في نشاط إنزيم ADAMTS13. في بعض الأحيان، قد يتطلب التشخيص أيضاً استخدام تقنيات تصويرية مثل الرنين المغناطيسي (MRI) للتحقق من وجود تلف في الأعضاء.

العلاج والإدارة

العلاج يهدف إلى إيقاف تكون الجلطات، استعادة عدد الصفائح الدموية لمستوياتها الطبيعية، ومعالجة أي مضاعفات ناتجة عن المرض. يشمل العلاج غالباً:

  •     تبادل البلازما (استبدال بلازما دم المريض ببلازما متبرع بها) لإزالة الأجسام المضادة والبروتينات غير الطبيعية من          الدم.

  •     العلاج بالستيرويدات لتقليل الالتهاب.
  •     الأدوية التي تعزز نشاط إنزيم ADAMTS13.
  •     في حالات نادرة، قد يكون الجراحة أو العلاج الكيميائي ضرورياً لعلاج الأسباب الكامنة وراء TTP.

الوقاية والتوصيات

بما أن الأسباب الدقيقة لـ TTP ليست مفهومة تماماً في جميع الحالات، قد يكون من الصعب الوقاية منه بشكل كامل. ومع ذلك، فإن التعرف المبكر على الأعراض والتشخيص السريع يمكن أن يحسن بشكل كبير نتائج العلاج ويقلل من خطر الوفاة. يُنصح المرضى وأسرهم بالبقاء على اطلاع بالأعراض والحالات التي تتطلب اهتماماً طبياً فورياً.

مرض "فرفرية نقص الصفيحات الخثارية" (TTP) يمكن أن يكون مميتاً إذا لم يُعالج، لكن بفضل التقدم في الطب، أصبح بالإمكان إدارته بفعالية. الوعي بالمرض والتشخيص السريع هما المفتاح لإنقاذ الحياة، خاصة بين النساء اللاتي يعتبرن أكثر عرضة لهذه الحالة. من خلال التعليم والدعم، يمكننا تحسين النتائج للمصابين بـ TTP وتقديم الأمل في مواجهة هذا التحدي الصحي الكبير.