البث المباشر
توفي، يوم السبت، المعارض الإيراني مهران كريمي ناصري الذي قضى 18 عاما داخل مطار شارل ديغول الفرنسي عن عمر 77 سنة.
ونقلت وكالة "أسوشيتيد برس"، عن مسؤول في المطار قوله إن كريمي أصيب بأزمة قلبية وإن "الفريق الطبي بالمطار حاول علاجه لكنهم لم يتمكنوا من إنقاذه".
قضى 18 عاماً داخل المطار
عاش مهران كريمي ناصر في المبنى رقم 1 بالمطار منذ عام 1988 حتى عام 2006، على خلفية فقدانه أوراقه الثبوتية التي تمكن إدارة المطار من السماح له بمغادرة المطار باتجاه بريطانيا، حيث كانت وجهته الرئيسية قبل 34 عاما.
ووفقاً لوكالة الأناضول كان كريمي ينام على مقعد بلاستيكي، ويقيم صداقات مع عمال المطار، ويستحم في مرافق الموظفين، ويكتب في مذكراته، ويقرأ المجلات، ويستطلع المسافرين العابرين، حيث أطلق عليه الموظفون لقب اللورد ألفريد، وأصبح من المشاهير بين الركاب.
حياة مهران كريمي ناصري
ولد مهران كريمي في مدينة سليمان الإيرانية والتي كانت خاضعة سابقاً للولاية البريطانية عام 1945 لأب إيراني وأم بريطانية، وفي عام 1974 غادر إيران للدراسة في بريطانيا، وقال إنه عندما عاد، سُجن بسبب احتجاجه على الشاه وطُرد من دون جواز سفر.
تقدم كريمي بطلب لجوء سياسي في عدة دول أوروبية، ومنحته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بلجيكا أوراق اعتماد كلاجئ، لكنه قال إن حقيبته التي تحتوي على شهادة اللاجئ سُرقت في محطة قطار في باريس.
اعتقلته الشرطة الفرنسية في وقت لاحق، لكنها لم تستطع ترحيله إلى أي مكان لأنه ليس لديه أي وثائق رسمية، فانتهى به الأمر في مطار شارل ديغول منذ آب 1988.
قصته تحولت إلى فيلم
استوحى المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ قصة فيلم "ذا ترمنال" من كريمي، وأدى شخصيته الممثل الشهير توم هانكس، حيث ظهر كريمي في عدد من الصور وهو بجانبه الملصق الدعائي للفيلم الهوليوودي الذي صدر عام 2004.
يشار إلى أن كريمي عاد إلى الحياة في مطار شارل ديغول قبل أسابيع من وفاته، إذ نقل عام 2006 لتلقي العلاج داخل أحد المستشفيات ثم نقل بعدها إلى أحد الملاجئ في العاصمة الفرنسية باريس.
