icon
التغطية الحية

وصف بأنه أثقل من "رضي موسوي".. إسرائيل تواصل تصفية قادة إيران "الوازنين" في دمشق

2024.01.20 | 17:32 دمشق

آخر تحديث: 21.01.2024 | 10:05 دمشق

وصف بأنه أثقل من "رضي موسوي".. إسرائيل تواصل تصفية قادة إيران "الوازنين" في دمشق
القيادي في الحرس الثوري الإيراني "الحاج صادق"
+A
حجم الخط
-A

بعد أقل من شهر على استهداف إسرائيل القائد "الرفيع" في "فيلق القدس" الإيراني "رضي موسوي" بمنطقة السيدة زينب على أطراف دمشق، أفادت مصادر خاصة لرويترز أن ضربة صاروخية إسرائيلية على العاصمة السورية اليوم السبت، أسفرت عن مقتل أربعة أعضاء من "الحرس الثوري الإيراني"، بينهم رئيس وحدة المعلومات التابعة لـ فيلق القدس في سوريا.

وعلى الرغم من عدم وجود أنباء محلية عن تفعيل الدفاعات الجوية السورية، عدا البيان الأخير الذي صدر عن وزارة دفاع جيش النظام بعد ساعات من تنفيذ الضربات الإسرائيلية قلب دمشق، أعلنت العلاقات العامة في الحرس الثوري في بيان أول لها أن الهجوم الجوي لمقاتلات إسرائيلية على دمشق أسفر عن مقتل 4 مستشارين للحرس الثوري الإيراني في سوريا وعدد من القوات السورية، موضحاً البيان أن مزيد المعلومات الإضافية سيعلن عنها في وقت لاحق.

من هو "الحاج صادق"؟

قبل صدور البيان الثاني لـ "الحرس الثوري" كانت وكالة أنباء مهر الإيرانية، إلى جانب عدد آخر من وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية أعلنت عن مقتل "الحاج صادق أميد زاده" مسؤول استخبارات فيلق القدس، ومساعده الحاج غلام، "الملقب بالجهادي حاج محرم"، نائب استخبارات فيلق القدس،في الهجوم الإسرائيلي على العاصمة السورية دمشق.

بعض وسائل الإعلام الإيرانية أشارت إلى أن رتبة الأول مقدم ونائبه برتبة ملازم أول.

بالتزامن مع ذلك، شهدت وسائل التواصل التواصل الاجتماعي نشر مجموعة متنوعة في الصور مع ادعاءات بأنها صور للقيادي البارز المقتول صادق زاده، لكن التدقيق في الصور أكدت أنها صورة لقيادات إيرانية أخرى كالعميد محمد كاظمي مسؤول منظمة مخابرات الحرس الثوري والعميد جعفر أسدي، الذي شغل لسنوات منصب القائد العسكري الثاني للقوات الإيرانية في سوريا.

الجدير بالذكر أن اسم صادق اميد زاده لم يكن معروفاً إلى هذا الحد، ولا تظهر له تصريحات أو مقابلات على وسائل الإعلام الإيرانية، خاصة فيما يتعلق بسوريا. في حين يظهر اسمه مرتين فقط عامي 2012 و2023 في روابط الأخبار.

وبحسب ما نقلته وكالة نور نيوز المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، ووسائل إعلام إيرانية أخرى فإن صادق زاده هو "مصمم ومنفذ عملية طرد الأمريكيين من سوريا.

ويذكر أن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ذكرت في تقرير حصري لها قبل سبعة أشهر أن صادق أوميد زاده هو العقل المدبر وراء تصميم العمليات ضد القوات الأمريكية.

إلى جانب ذلك، كانت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة قد ذكرت في أحد كشوفاتها السابقة قبل 11 عاماً اسم "الحاج صادق أميد زاده"، واصفة إياه بأنه أحد القادة البارزين في فيلق القدس، والمسؤولين عن إدارة عمليات النقل اللوجستي والشؤون الأمنية في سوريا.

تأكيد مقتل أربعة قيادات في الحرس الثوري

إلى ذلك، يظهر البيان الثاني للحرس الثوري الإيراني ليؤكد عدد وهوية القيادات الإيرانية المقتولة في الاستهداف الإسرائيلي، ويشير البيان إلى مقتل كل من حجة الله اميدوار، علي آغازاده، حسين محمدي، وسعيد كريمي، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وعلى ما يبدو فإن حجت الله اميدوار هو الاسم الحقيقي لصادق زاده.

يذكر أن جملة كبيرة من الأسماء والصفات الحركية للقيادات الإيرانية المقتولة على يد إسرائيل اليوم بدأت تتزاحم على وسائل الإعلام الإيرانية (اميدوار، ابو حسن، صادق زاده، غلام، يمان. وهو ما يشير بطبيعة الحال لحجم الحدث الذي وقع صباح اليوم في قلب العاصمة دمشق.

رغم ذلك، أكد نشطاء إيرانيين آخرون أن عدد القيادات الإيرانية المقتولة بغارات إسرائيلية اليوم بين 4-7.

محاولة التقليل من أهمية الحدث

في أعقاب عملية الاغتيال المستهدفة وسط دمشق، والتي كان لها صدى إقليمي كبير  خاصة داخل إيران، ذكر المحلل والخبير الإيراني في صراعات الشرق الأوسط، مصطفى نجفي، على حسابه على منصة X أن الحاج صادق أوميدزاده كان ضابط مخابرات فيلق القدس في سوريا وليس قائد استخبارات فيلق القدس، مضيفاً أن مسؤوليته الاستخباراتية موجهة إلى سوريا في الواقع.

منافذ إعلامية محسوبة على إيران ووكلاءها أكدت أن إسرائيل استهدفت القيادي الإيراني البارز كرد على الهجمات الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري مؤخراً على أهداف في أربيل وإدلب.

اتهامات للروس

وفي ردود الأفعال الحديثة على مقتل "الحاج صادق"، أثار الصحفي الإيراني سيد صادق حسيني على حسابه على موقع X ايضاً نقطة مثيرة للاهتمام والجدل، حيث اتهم روسيا بشكل واضح بتسريب المعلومات لإسرائيل، مبيناً أنه "منذ أن زاد الوجود الروسي في سوريا، شهدنا زيادة في الاغتيالات والغارات الجوية التي تشنها إسرائيل ضد القوات الإيرانية، وموضحاً أن عمليتا الاغتيال الناجحتان الأخيرتان (رضي موسوي والحاج صادق أوميد زاده)، أدت إلى زيادة الحاجة إلى إعادة النظر في العلاقات بين إيران وروسيا في دمشق.

نظرة تاريخية

بدون اعتراف رسمي منها، اغتالت إسرائيل مجموعة تصل لأكثر من 19 شخصية من القيادات والكوادر الحساسة من الجنسيات الإيرانية في سوريا خلال العقد الماضي. ورغم أن مثل هذه الأحداث كانت توصف بالنادرة، إلا أن وقوعها بمثل هذه الوتيرة والكثافة (5 قيادات إيرانية في أقل من شهر) يسلط الضوء على لحظة حساسة في تاريخ الصراع، قد يمل البعض لوصفه بتغيير في قواعد الاشتباك في المنطقة بعد الهجوم المسبوق في 7اكتوبر.

وفي هذا الصدد، يشير محللون إلى أن التحرك الإسرائيلي في قلب المنطقة الأمنية والمحمية وسط العاصمة دمشق تمتلك ثقلاً وأهمية أكبر من عملية تصفية العميد رضي موسي الأخيرة، وتمتلك أبعاد أكثر أهمية، وتحمل في طياتها رسائل إسرائيلي مباشرة لإيران أبعد بكثير من الأسد ونظامه.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه الرد "الانتقامي الإيراني الصعب"، يرى محللون أن مثل هذه الضربات الإسرائيلية الدقيقة أكبر من قدرة إيران وروسيا على الدفاع ضدها، وأن احتمال توسع العمليات الإسرائيلية المستهدفة في الإقليم وداخل إيران أيضاً على الصعيد الأمني على الأقل.