icon
التغطية الحية

وثائقي "حرب المعابر" يكشف تورط منظمات في دعم الأسد وميليشياته

2021.07.11 | 16:11 دمشق

hrb_alabr_1_copy.jpg
إسطنبول - ولاء عوّاد
+A
حجم الخط
-A

حذرت منظمات أممية من وقوع ما سمتّه "كارثة إنسانية" شمال غربي سوريا حال استطاعة النظام بدعم روسي من منع تجديد تفويض دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى على الحدود التركية، لكن مجلس الأمن حسم أمر المساعدات الأممية حتى العاشر من كانون الثاني لعام 2022 حيث تم تمديد القرارات الواردة في الفقرتين 2ـ 3 من قرار مجلس الأمن 2165 اللتين تنصان على منح الإذن للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة باستخدام المعابر الحدودية ومن ضمنها باب الهوى وباب السلامة من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية واللوازم الطبية إلى الأشخاص المحتاجين في سائر أنحاء سوريا إضافة إلى استمرار آلية الرصد بموافقة البلدان المعنية المجاورة للبلاد لمراقبة جميع الشحنات التي ترسلها الوكالات الأممية شرط إخطار الأمم المتحدة للنظام للتأكيد على طابع الإنسانية للمساعدات.

 لماذا حرب المعابر!  

انطلاقاً من السؤال أعلاه عمل تلفزيون سوريا على البحث والتدقيق ابتداءً من القرارات الأممية ووثائق الأمم المتحدة إضافة إلى التجاذبات السياسية التي رافقت ملف المساعدات الإنسانية بين كل من أميركا وتركيا من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، ومن خلال فيلم توثيقي مدته 55 دقيقة عرض فيها فريق العمل  مستندات تثبت تورط النظام والمؤسسات "الإنسانية" التابعة له والعاملة في مناطقه بفساد مالي استطاع من خلاله كسب ولاءات كثير من مؤيديه والميليشيات المقاتلة على الأرض بمنحهم ميزات استطاعوا من خلالها فرض سيطرتهم العسكرية على عمل هذه المنظمات، إضافة لاستغلاله منظمة الهلال الأحمر التي حصلت حسب تقدير منظمات حقوقية سورية على أكثر من 60% من مجمل واردات المساعدات الأممية للبلاد، وحسب تصريح خاص للعميد فاتح حسون الذي أكّد على نية النظام إعادة سيناريو الحصار على مدينة إدلب وشمال غربي سوريا بشكل عام من خلال حصرها وتشكيل نطاق خانق عليها، ليتسنى للأخير فتح ثغرات دبلوماسية من خلال التواصل مع الدول المانحة والمنظمات الأممية الكبيرة ضمن خطة روسية لكسر القيود التي فرضها قانون قيصر على النظام وإعادة تلميع صورة الأخير دولياً  

ونوّه حسون لخطورة سعي النظام للاستعاضة عن المنظمات الإنسانية العاملة شمال غربي سوريا بمنظمات بنيت على أيدي أجهزة الأمن التابعة للنظام ما يعتبر اختراقاً وتجسساً على المنطقة.

الهلال الأحمر حوت فساد يبتلع المساعدات بدعم أمني! 

رصد وثائقي "حرب المعابر" شهادات عاملين سابقين في الهلال أكدّوا تعرضهم لاعتداءات من "الشبيحة" على قوافل المساعدات داخل مناطق النظام وسرقتها وبيعها ضمن أسواق باتت معروفة للسوريين، كما لم تسلم مستودعات التخزين من الهجوم المسلح والسرقة إضافة لتعرض مراكز الهلال الأحمر ذاتها لهجوم متكرر من ميليشيات تقاتل لصالح النظام، رغم إدانة الأمم المتحدة تدخل العناصر الأمنية في عمل المنظمات التي تحمل صفة "غير حكومية" ناهيك عن احتياج متطوعي الهلال الأحمر السوري لموافقات أمنية وتنسيق مع مكتب الأمن القومي إذا أراد الأخير إيصال مساعدات لمناطق خارجة عن سيطرة الأسد، كما كشف "حرب المعابر" عن وثائق خاصة تؤكد تزوير الهلال الأحمر السوري لتقارير قدمها للمنظمات الأممية من خلال التلاعب بالبيانات وعدم وجود نظام مساءلة أو متابعة وإيقاف الخطأ تحت ذريعة الوضع الأمني والوضع السياسي. 

ملايين الدولارات حصة الأسد بين عامي 2011 و2018 

استطاع النظام خلال سبعة أعوام استقطاب مساعدات أممية وصلت إلى قرابة 100 مليون دولار توزعت على دعم الزراعة والوقود والمنظمات "الإنسانية" التابعة لكل من أسماء الأسد (الأمانة السورية للتنمية)  ورامي مخلوف (جمعية البستان) سابقاً، لكنه لم يكتف ومازال يسعى على عدة جبهات للسيطرة على ملف المساعدات الإنسانية استمراراً لسياسية "الجوع أو الركوع" لآخر منطقة تعتبر اليوم الملاذ الأخير شبه الآمن للسوريين الذي رفضوا مصافحة قاتلهم ومهجرهم واضطروا للنزوح عدة مرات على أن يعودوا عن مطالبهم الأولى بحرية السوريين وكرامتهم. 

بعد ستة أشهر من الآن جولة جديدة سيخوضها النظام مدعوماً من روسيا وإيران ليبقى الأمن الغذائي لأكثر من 4 ملايين سوري معلقاً إلى حينها.