icon
التغطية الحية

والد بيلا حديد: النزوح بغزة ذكرني بمعاناة والدتي حين نزحنا إلى سوريا

2023.11.29 | 21:29 دمشق

آخر تحديث: 29.11.2023 | 21:29 دمشق

والد بيلا حديد: النزوح بغزة ذكرني بمعاناة والدتي أيام النكبة حين نزحنا إلى سوريا
والد بيلا حديد: النزوح بغزة ذكرني بمعاناة والدتي أيام النكبة حين نزحنا إلى سوريا
تلفزيون سوريا - إسطبنول
+A
حجم الخط
-A

قال رجل الأعمال الأميركي صاحب الأصول الفلسطينية محمد حديد، إن مشهد النازحين إلى جنوبي قطاع غزة من جراء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي أعاد لذهنه ما عاشته عائلته لا سيما والدته أيام النكبة الفلسطينية قبل 75 عاماً.

ويطلق الشعب الفلسطيني مصطلح "النكبة" على التهجير القسري الذي عاشوه عام 1948 عندما أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات آلاف الفلسطينيين على ترك منازلهم وقراهم تحت القصف والمجازر والتوجه إلى قطاع غزة والضفة الغربية ودول الجوار.

ولفت محمد حديد والد عارضتي الأزياء الأميركيتين بيلا وجيجي حديد، خلال حديثه مع وكالة "الأناضول" التركية، إلى أن الشعب الفلسطيني فتح أبوابه للمهاجرين اليهود من أصل بولندي ومجري الذين جاؤوا على متن سفينة إلى ميناء حيفا هرباً من الظلم في أوروبا عام 1946.

محمد حديد: استقبلانهم في منزلنا ثم طرودنا منه

وبين رجل الأعمال الأميركي أن والده استقبل عائلتين يهوديتين في منزله بمدينة صفد، في حين ذهبت أمه إلى منزل والدها بمدينة الناصرة بعد عامين من أجل أن تلده.

وذكر أنه بعد ما ولد بأيام قليلة في الناصرة بمنطقة الجليل شمالي فلسطين عام 1948، بدأت حرب العصابات الصهيونية على الفلسطينيين وارتكبت مذابح بحقهم، مما أجبرهم على النزوح واللجوء إلى الدول العربية المجاورة.

ولفت إلى أن الجماعات اليهودية بدأت في تلك الفترات بمصادرة أراضي الفلسطينيين، مشيراً إلى أن عائلته كانت بعيدة عن منزلهم في الناصرة آنذاك، حيث سكن المنزل العائلتان اليهوديتان اللتان استضافوها.

وقال: "عندما كان عمري تسعة أيام فقط عادت والدتي مصطحبة معها أختي البالغة عامين إلى منزلنا في صفد التي كان اليهود هناك قد سيطروا عليها تقريباً، لم يكن والدي في المنزل حينئذ، وعندما وصلنا مع أمي لم يسمحوا لنا بالدخول".

وأضاف: "والدتي خيرية فهمت آنذاك بأننا أصبحنا لاجئين، لذلك حاولت أخذ بطانية من المنزل لكن الأسرة اليهودية التي احتلت المنزل رفضت دخولها".

محمد حديد: مشاهد النزوح بغزة ذكرتني بمعاناة والدتي 

وبين حديد أن مشهد المدنيين الفارين من الهجمات في شمالي قطاع غزة اليوم، أعاد إلى ذهنه ما روته له والدته في أثناء التوجه إلى سوريا مع أطفالها في طريق استغرق عدة أيام عبر مناطق جبلية أحياناً على ظهور الحيوانات وأخرى سيراً على الأقدام حتى وصلوا إلى مخيم للاجئين.

ونبه والد عارضتي الأزياء بيلا وجيجي حديد، إلى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة رفع مستوى الانتقادات ضد أسرته إلى حد خطير، مؤكداً أنهم يتلقون العديد من التهديدات، ما اضطرهم إلى تغيير أرقام هواتفهم.

وفيما يتعلق بمعاداة السامية، أكد حديد أن مصدرها أوروبا، مردفاً: "معاداة السامية حدثت في أوروبا الشرقية والغرب، لكن أنا لا يمكن أن أصبح معاديا للسامية لأني من العرق السامي أيضاً، وأتيت من الأرض التي ولد فيها النبي عيسى، فكيف أكون ضد نفسي".

وشدد محمد حديد على أن أكبر ألم في العالم هو عدم تمكن الناس من العودة إلى الأرض التي ولدوا فيها لا في حياتهم ولا حتى بعد مماتهم، لافتا إلى إنه اضطر إلى دفن والده ووالدته في الولايات المتحدة الأميركية، على عكس رغبتهم، مؤكداً أنه يرغب كذلك في أن يدفن بأرضه.

الحرب الإسرائيلية على غزة

ومنذ 7 تشرين أول الماضي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.

كما أسفرت الحرب عن نزوح أكثر من 1.7 مليون داخل قطاع غزة، بحسب أرقام الأمم المتحدة.