icon
التغطية الحية

واشنطن: روسيا تستخدم أساليبها الوحشية في أوكرانيا كما استخدمتها في سوريا

2022.03.25 | 13:01 دمشق

download.jpg
دعا ميلز جميع الأطراف السورية على المشاركة بشكل هادف وبناء وحسن نية في اجتماعات اللجنة الدستورية - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أكد نائب سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، على أن "العالم يشاهد بفزع روسيا تستخدم تكتيكاتها الوحشية في أوكرانيا كما استخدمتها في سوريا"، مشدداً على أنه "بعد 11 عاماً على الانتفاضة السورية تعتبر روسيا أن مجلس الأمن يقضي وقتاً طويلاً في مناقشة الأزمة في سوريا، وهذا الاعتبار خطأ فادح".

وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، خلال جلسته الدورية حول آخر المستجدات السياسية والإنسانية في سوريا، قال ميلز إن سوريا "لا تزال واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية وأكثرها تعقيداً في العالم، حيث ما زلنا حتى الآن نشاهد صراعاً نشطاً وتهجيراً قسرياً، بينما تريد بعض الدول التظاهر بأن الصراع قد انتهى، لكن الشعب السوري للأسف يعرف أفضل من أي شخص آخر أن هذا غير ممكن".

وجدد الدبلوماسي الأميركي التأكيد على أن بلاده "لن تطبع مع نظام الأسد، وتحث الدول التي تفكر في الانخراط، أو انخرطت بالفعل معه، على تقييم الفظائع المروعة التي قام بها الأسد ضد السوريين على مدى العقد الماضي بعناية، وكذلك جهود النظام المستمرة لحرمان جزء كبير من البلاد من الوصول إلى المساعدات الإنسانية والأمن".

ثلاث جوانب تركز عليها واشنطن

وأشار ميلز إلى أنه يريد" التركيز على ثلاثة جوانب للصراع في سوريا خلال هذه الجلسة، الحاجة إلى مشاركة سياسية منسقة من قبل جميع الأطراف، وأهمية وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، والحاجة إلى إعادة تفويض وتوسيع الآلية الإنسانية عبر الحدود للتصدي للأزمة الإنسانية".

وعن المشاركة السياسية، قال نائب السفيرة الأميركية إن بلاده "تحث جميع الأطراف على المشاركة بشكل هادف وبنّاء وحسن نية في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية"، مشيراً إلى أنه يتوقع من جميع الأطراف تقديم مشاريع نصوص منقحة في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة، بدلاً من استفزاز الجانب الآخر".

وأكد على أنه "لقد حان الوقت لكي تعلّق جميع الأطراف على النصوص المقترحة من قبل بعضها بعضا"، موضحاً أن واشنطن "تدعم بشكل كامل عمل المبعوث الخاص بيدرسن، لدفع التقدم نحو حل سياسي في سوريا بما يتماشى مع القرار 2254".

وأضاف ميلز أنه "ندرك ونثني على دور منظمات المجتمع المدني السوري في إيجاد حل سياسي، بما في ذلك أعضاء المجتمع المدني في اللجنة الدستورية، واللجنة الحالية المعنية بوضع المرأة"، مرحباً بـ "عمل المجموعات التي تقودها النساء لإنهاء العنف، ونقدر اهتمامهن بالتأثير غير المتناسب للنزاع على النساء والأطفال".

تجنيد روسيا للمقاتلين ازدراء للشعب السوري

وفيما يتعلق بقضية وقف إطلاق النار، أعرب الدبلوماسي الأميركي عن "القلق إزاء العنف المستمر في سوريا، ونكرر الدعوة لوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني"، مؤكداً على أن "روسيا أججت الصراع في سوريا، ونفذته بهجمات متهورة أثرت على المدنيين والبنية التحتية".

وأوضح أن العالم "يشاهد بفزع روسيا تستخدم بعض التكتيكات الهمجية نفسها في أوكرانيا، والمعلومات الكاذبة الروسية التي لا هوادة فيها، بما في ذلك الحط من قدر عمل هذا المجلس، والادعاء الكاذب بأن قوى أخرى مسؤولة عن الهجمات في سوريا أو أوكرانيا، مخزٍ ويتحدى كل المصداقية".

وأشار إلى أنهم "منزعجون بشدة من التقارير التي تفيد بأن روسيا جنّدت سوريين للقتال نيابة عنها في أوكرانيا، وهذا من شأنه أن يبرهن على ازدراء روسيا الحقيقي للشعب السوري"، مشيراً إلى أن "روسيا تمتلك مئات الآلاف من القوات، لكنها سترسل بدلاً من ذلك سوريين ليموتوا في الحرب التي اختارها الرئيس بوتين".

فساد نظام الأسد يؤثر في الاستجابة الإنسانية

أما عن الوضع الإنساني، فأكد نائب السفيرة الأميركية على أن "الأزمة الإنسانية في سوريا هي نتيجة الصراع الذي بدأه نظام الأسد، وازداد سوءاً بشكل مأساوي بسبب نظامه"، لافتاً إلى أن النظام "يتدخل في الاستجابة الإنسانية الدولية باستمرار، بما يشمل الفساد المستشري لمسؤولي النظام، وسرقة المساعدات، وتفضيل المجتمعات المؤيدة له، وشركات المشتريات المرتبطة به، وتلاعبه بأسعار الصرف".

ووفق الدبلوماسي الأميركي فإنه "نظراً للاحتياجات الهائلة، يجب أن تركز جهودنا الجماعية على توسيع نطاق وصول المساعدات حتى تصل إلى جميع السوريين، ويشمل ذلك شمال شرقي سوريا، حيث انخفض توافر السلع الأساسية بما في ذلك الإمدادات الطبية بشكل ملحوظ منذ إغلاق معبر اليعربية".

وأكد على أن الأمم المتحدة "تعمل على تسهيل إيصال قوي وشفاف للمساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا من خلال آليتها عبر الحدود، والتي تتبع أكثر أطر إدارة المخاطر شمولاً على مستوى العالم"، داعياً "المشككين في هذه الآلية لزيارة معبر باب الهوى ليشهدوا بأنفسهم الحجم الهائل للعمل المنقذ للحياة الذي أصبح ممكناً من خلال المساعدة عبر الحدود".

وختم نائب السفيرة الأميركية كلمته بالرد على تعليقات السفير الروسي حول الخسائر المدنية التي تسببت بها الولايات المتحدة في سوريا، معتبراً أن هذه المزاعم "هي مزاعم نفاق ووقاحة، بالنظر إلى تاريخ روسيا الموثق جداً في مهاجمة المدنيين السوريين عمداً مع تجاهل تام لحياة الإنسان".

ولفت إلى أن روسيا "دعمت هجمات النظام على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محطة مياه العرشاني في مدينة إدلب في كانون الثاني الماضي"، مشدداً على أن"انتقادات روسيا هي مجرد وسيلة لصرف الانتباه عن جرائمها في سوريا وأماكن أخرى".