icon
التغطية الحية

هيومن رايتس ووتش تدعو الأردن للمساءلة عقب مجزرة عرمان في السويداء

2024.03.17 | 09:08 دمشق

Destruction to the Taleb family house located in the eastern part of Orman town.
الغارة الأردنية على عرمان بالسويداء أدت إلى مقتل 14 مدنيا ـ (هيومن رايتس ووتش)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

قالت "هيومن رايتس ووتش"، الأحد، إن على الأردن ضمان المساءلة عن الغارات الجوية في السويداء جنوبي سوريا، والتي أسفرت عن مقتل 10 أشخاص في 18 من يناير/كانون الثاني، وتعويض الضحايا وعائلاتهم.

وأضافت المنظمة الحقوقية في تقرير لها، أن الغارات أسفرت عن مقتل نساء وأطفال، واصفة أنها ترقى إلى "حد الإعدام خارج نطاق القضاء".

وتسببت الغارات الأردنية على الأحياء السكنية في ريف السويداء، بمقتل 14 مدنياً، بينهم طفلتان، و6 نساء بينهن 3 مسنات، فضلاً عن تدمير ما لا يقل عن 10 منازل.

وكانت الغارات الجوية جزءا من حملة مكثفة شنها الجيش الأردني ضد مهربي المخدرات والأسلحة في أعقاب الاشتباكات الأخيرة على حدودها مع جماعات مسلحة تحمل مخدرات وأسلحة ومتفجرات، ويشتبه في أنها مرتبطة بميليشيات موالية لإيران.

وفي 23 من يناير/كانون الثاني، قال النظام السوري إنه لا يوجد أي مبرر لهجمات الأردن. وردت وزارة الخارجية الأردنية، دون أن تنفي أو تؤكد الهجمات، لكنها شددت على التهديد الذي يشكله تهريب المخدرات والأسلحة، وتأثيرها على الأمن القومي الأردني.

وقالت هيومن رايتس ووتش إنها كتبت إلى وزير الخارجية الأردني في 31 من يناير/كانون الثاني تفصل فيه النتائج التي توصلت إليها، لكنها لم تتلق أي رد حتى وقت النشر.

مجزرة عرمان في السويداء

وقال آدم كوغل، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "الضربات الجوية عبر الحدود التي تقتل مدنيين تتطلب التدقيق بغض النظر عن التهديد الذي يشكله تهريب المخدرات من جنوبي سوريا".

وتابع"على الأردن وقف الضربات العسكرية ضد أهداف غير عسكرية وتعويض ضحايا الهجمات السابقة وعائلاتهم".

في 18 من يناير/كانون الثاني، قرابة الساعة 1 صباحا، أصابت غارات جوية على بلدة عرمان في محافظة السويداء الجنوبية منزلاً في الجزء الشرقي من البلدة، مما أدى إلى تدمير المنزل ومقتل صاحبه، عمر طالب؛ ووالدته أمل زين الدين وخالته اتحاد طالب.

وعلى بعد 500 متر غربًا، أصابت وحدتان من الذخائر اثنين من المنازل الأربعة المتصلة في وسط البلدة، مما تسبب في أضرار جسيمة ومقتل صاحب أحد المنازل، المدعو تركي الحلبي؛ وزوجته فاتن أبو شاهين؛ وابنتيهما الصغيرتين فرح البالغة من العمر 3 سنوات وديما البالغة من العمر 5 سنوات. كما قتلت الغارة أقاربهم نزيه الحلبي، الذي كان يملك منزلاً آخر، وزوجته إقبال، وقريبتهم روزا الحلبي. ثلاثة من المنازل الأربعة المتصلة تعود لعائلة الحلبي.

قنبلة موجهة عبر الأقمار الصناعية

قابلت هيومن رايتس ووتش اثنين من أقارب عائلة الحلبي الذين يعيشون في مكان قريب، وناشط وباحث في موقع السويداء 24 الإخباري المحلي. وراجع الباحثون وتأكدوا من الصور ومقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية التي تظهر أضرارا جسيمة في كلا الموقعين، بالإضافة إلى صور البقايا التي تم جمعها من موقع المنازل الأربعة المتصلة التي كانت تؤوي أفراد عائلة الحلبي.

Destruction to a cluster of four houses in Orman town. A large crater is visible on the south part of the cluster where a house stood and was completely destroyed. © Private.

سمحت هذه الصور، إلى جانب أدلة على وجود حفرة كبيرة، بالتعرف بشكل إيجابي على أحد الأسلحة المستخدمة: قنبلة موجهة عبر الأقمار الصناعية من فئة JDAM تزن 500 رطل. حصل الأردن على 198 مجموعة JDAM من الولايات المتحدة في فبراير 2017.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن "على الأردن ضمان إجراء تحقيقات شاملة ونزيهة في غارة 18 يناير/كانون الثاني الجوية والضربات السابقة، بما في ذلك تحديد كيفية إنشاء أي سياسة ومع من، وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات".

وشددت على ضرورة تعويض عائلات الضحايا عن عمليات "القتل غير المشروع".

وقال كوغل: "لقد ولّد العقد الأخير في سوريا قائمة طويلة من الفظائع والإفلات من العقاب". وأضاف: "لا ينبغي للأردن أن يزيد من ذلك بقتل المارة في أثناء استهداف عمليات المخدرات في سوريا".