icon
التغطية الحية

هيئة تحرير الشام تعتقل مدير معهد القبالة بإدلب بسبب نشاط ثقافي

2020.08.19 | 20:01 دمشق

photo5902005649003361541.jpg
وقفة تضامنية نظمها معهد القبالة في إدلب احتجاجا على ممارسات هيئة تحرير الشام (سامز)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

أعلن "تحالف المنظمات السورية غير الحكومية" اليوم الأربعاء، عن اعتقال مدير معهد القبالة في إدلب الصيدلاني مصطفى الجازي من قبل هيئة تحرير الشام، وذلك على خلفية فعالية فنية للمعهد.

وقال مسؤول المناصرة والتواصل في الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) الدكتور فادي حكيم لموقع تلفزيون سوريا اليوم الأربعاء، تعليقاً على اعتقال الطبيب مصطفى الجازي مدير معهد القبالة، إن الجازي"تم استدعاؤه من قبل هيئة تسمى مركز الفلاح".

photo5902005649003361543.jpg

وأضاف حكيم أن " الاستدعاء جاء على خلفية معرض رسوم أقامه معهد القبالة في إدلب بتاريخ الـ 11 من آب، لإحدى طالبات المعهد المتفوقات، الطالبة غيثاء زنكيح، تم فيه عرض رسومات متنوعة تهدف لإيصال رسائل إلى العالم عن الوضع الإنساني في إدلب.

وأوضح أن "مركز الفلاح أرسل ممثلاً عنه إلى المعهد بعد انتهاء المعرض بتاريخ 16 آب، وطلبوا بعض الإيضاحات عن بعض الرسومات وفحواها والشرح المتعلق فيها، وقام مدير المعهد بإعطائهم الشرح الكافي لكافة المعاني المتضمنة في الصور".

 



وتابع "لكن يبدو أن هذا الإجراء لم يكفيهم فاستدعوه للمزيد من التحقيقات يوم أمس في الساعة الثانية ظهرا، كما استدعوا الطالبة أيضاً لزيارتهم في الساعة العاشرة صباحا ".

وأضاف أنه "بعد انتهاء التحقيق مع الدكتور مصطفى، علمنا بإحالته إلى النيابة ومن ثم إلى سجن إيداع يدعى بسجن الكهرباء حتى يوم السبت، ونحن لانعلم ماذا سيحصل بعد ذلك"، لافتا الانتباه إلى أن " مركز الفلاح لم يقم بحجز الطالبة بعد اجتماع اليوم وانتهت الجلسة بعد مجموعة من الملاحظات وطلب حيازة بعض الرسومات".

وأكد حكيم أن "المعرض تحدث عن معاناة السكان في ظل الهجمات المتكررة للنظام على محافظة إدلب، وأهمية دور المرأة في المجتمع وعن معتقلي قيصر ومهنة القبالة وعن العمل الإنساني وأهميته".

وشدد على أنه " لا يوجد أي مبرر للتدخل بعمل مدني بهذا الشكل في ظل الأجواء التي نعيشها الآن، من تضييق على طبيب صيدلاني وجلبه بهذه الطريقة واضطراره للبقاء في المركز طيلة ليلة البارحة ومن ثم إحالته إلى السجن لسبب متعلق بمنشور فيسبوك بعد ما طلب منه تقديم استيضاحات حول اللوحة محل التساؤل ".

 

photo5902005649003361542.jpg

 

 

كما قال حكيم إنه " تم تعليق التدريس في المعهد بشكل كامل، وننسق مع شركائنا في المنظمات الإنسانية لأخذ إجراءات لاحقة في حال استمرت مثل هذه التدخلات في العمل الإنساني والمدني".

وأشار "تحالف المنظمات السورية غير الحكومية" إلى أن هذه الاعتداءات تأتي "تزامناً مع اليوم العالمي للعمل الإنساني، وفي الوقت الذي يحيي فيه العالم أجمع الجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون الإنسانيون لأداء واجبهم تجاه أهاليهم ومجتمعاتهم المتضررة، وفي الوقت الذي تتضافر فيه جهود الجميع للتصدي لانتشار وباء كوفيد-19 في الشمال السوري، خصيصاً من قبل العاملين الطبيين"، واعتبر أن مركز الفلاح "يمتلك الوقت الكافي للتضييق على حرية التعبير وملاحقة النشاطات الثقافية والفنية التي يقوم بها الطلاب".

وعبّرت المؤسسات الإنسانية والمدنية الموقعة على البيان عن رفضها "لاستمرار سياسات التدخل في الفضاء العام والتعدي على حرية التعبير للأفراد وممارسة الوصاية على الفعاليات المدنية السلمية من قبل هيئة تحرير الشام وذراع الحسبة الخاص بها، إضافةً إلى اعتقال العاملين الإنسانيين في وقت غدت فيها مجتمعاتهم بأمس الحاجة إليهم".

وطالبت المؤسسات الإنسانية والمدنية الموقّعة بالإفراج الفوري عن الدكتور الصيدلاني مصطفى الجازي، وإيقاف الاستدعاء للطالبة غيثاء زنكيح، مع إصدار اعتذار للدكتور مصطفى يعيد له مكانته الاعتبارية.

كما علق الدوام في معهد القبالة لحين تحقيق هذه المطالب، مؤكدين أن المنظمات الإنسانية والمدنية مجتمعة بصدد اتخاذ إجراءات أشد في حال الإصرار على هذا الموقف غير المسؤول.

ونظم المعهد وقفة تضامنية اليوم احتجاجا على إحالة مديره إلى التحقيق واختفائه، وللمطالبة بمعرفة مصيره.