أفادت وسائل إعلامية روسيّة، اليوم الإثنين، أن قوات نظام الأسد استعادت بدعمٍ مِن القوات الروسيّة، أمس الأحد، السيطرة على ثاني أكبر محطة لـ توليد الطاقة في سوريا، كانت خاضعة لـ سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وحسب قناة "روسيا اليوم"، فإنَّ الشرطة العسكرية الروسيّة ستبدأ، اليوم الإثنين، دوريات في محيط المحطة الكهرومائية الاستراتيجية (سد تشرين)، الواقع على نهر الفرات بين منطقة منبج غرب النهر، ومنطقة عين العرب (كوباني) المجاورة شرق النهر.
يأتي ذلك، عقب مؤتمر صحفي عقده قيادي في الشرطة الروسية، أمس الأحد، مع "مجلس عين العرب (كوباني) العسكري" التابع لـ"قسد" في سد تشرين، تحدثوا فيه عن أهمية السد.
وقال القيادي الروسي حسب ما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسيّة، إن "سد تشرين الذي ساهمت روسيا في بنائه، عام 1999، عاد إلى عمله بعد تحريره مِن قبضة تنظيم الدولة، لـ يزوّد محافظتي الرقة وحلب بالكهرباء".
وأضاف القيادي، أن "أولوية القيادة العسكرية الروسيّة في المنطقة تتلخص في ضمان أمن أهاليها وأهالي شرق الفرات وسائر أراضي سوريا، لافتاً إلى أن "الضباط الروس يبحثون مع مسؤولي إدارة الحكم الذاتي (قسد) في المنطقة الخطوات المتعلقة بتقديم مساعدات إنسانية إلى السكّان".
من جانبه قال الرئيس المشترك لـ"مجلس كوباني العسكري" (عصمت شيخ حسن)، إنَّ اجتماعهم مع الروس كان بهدف "حماية المنطقة" مِن هجوم الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني، اللذين أطلقا عملية مشتركة تحت اسم "نبع السلام" ضد "قسد" شرق الفرات.
وحسب ما نقلت وكالة "هاوار"، فإن "مجلس كوباني العسكري" نفى الأنباء المتداولة عن سيطرة النظام وحليفته روسيا على سد تشرين، مضيفاً أن العمل ما يزال سارياً كالمعتاد في السد دون أي تغيير.
ويبدو - وفق التصريحات - أن إعلان وسائل الإعلام الروسيّة عن استعادة قوات نظام الأسد السيطرة على سد تشرين، بمثابة ترجمة فقط للمؤتمر الصحفي الذي عقدته الشرطة العسكرية في السد، فضلاً عن تسيير دورياتها ودخولها مناطق عدّة تابعة لـ"قسد".
الجدير بالذكر أن زيارات مسؤولي نظام الأسد إلى سد تشرين لم تنقطع -أساساً-، منذ سيطرة "قسد" عليه بمعارك مع تنظيم "الدولة"، أواخر العام 2015، فضلاً عن تصريحات سابقة أفادت بنية "قسد" تسليم السد وإدارته بشكل كامل للنظام.
وسبق أن زار وزير الكهرباء في حكومة نظام الأسد (زهير خربوطلي) عام 2017، سد تشرين، تزامناً مع زيارة لعددٍ مِن المسؤولين الروس إلى مدينة منبج للتباحث مع "قسد" حول إمكانية تسليم السدّ إلى "النظام" حينها، بهدف إعادة تشغيل عنفاته لتوليد أكبر كمية ممكنة مِن الكهرباء التي ينتجها السد.
وحسب ناشطين، فإن معظم ورشات الإصلاح والصيانة في حال الأعطال الفنية والآلية التي كانت تصيب سد تشرين، خاصة المتعلقة بالعنفات (محركات توليد الكهرباء)، كان يُرسلها نظام الأسد مع خبراء روس بالسد، وذلك بناء على طلب "قسد".
أهمية سد تشرين
يعتبر سد تشرين ثاني أكبر محطة كهرومائية لـ توليد الطاقة في سوريا، بعد (سد الفرات) الواقع في مدينة الطبقة جنوب غربي الرقة.
وأنشئ سد تشرين على نهر الفرات بين منطقتي منبج وعين العرب (كوباني)، عام 1999، وعلى بعد 90 كيلومتراً عن مركز مدينة حلب و50 كيلومتراً عن الحدود التركية، بكلفة قدرت حينها بنحو (22 مليار ليرة سورية)، وعمل على بنائه مهندسون روس وسوريون، وتنتج محطته مِن الطاقة الكهربائية نحو 630 ميغاواط.
تنظيم "الدولة" سيطر على سد تشرين، عام 2014، بالتزامن مع سيطرته على سدّي الفرات والبعث والمناطق الواقعة على ضفتي الفرات الشرقية والغربية بين ريفي حلب والرقة، قبل أن تعلن "قسد" سيطرتها عليه بشكل كامل، مطلع كانون الثاني عام 2016.
وسبق أن دخلت قوات النظام عبر مدينة الطبقة إلى منطقة سد الفرات (أكبر محطة كهرومائية في سوريا)، وذلك بعد اتفاق مع "قسد" يقضي بدخول "النظام" إلى مناطق سيطرتها شرق نهر الفرات، علماً أن مهندسي وموظفي "النظام" يعملون في السد، منذ شهر تموز عام 2018.
يشار إلى أن العديد مِن محطات توليد الكهرباء في سوريا خرجت عن الخدمة، خلال السنوات الماضية، فضلاً عن نقص في مادتي "الفيول والغاز" المساعدتين في توليد الكهرباء، ووصلت قيمة الخسائر التي لحقت بقطاع الطاقة نحو (4 تريليون ليرة سورية)، حسب تصريحات "النظام".