icon
التغطية الحية

هرباً من أزمات بلادهم.. مئات الأفارقة يتطوعون للقتال في أوكرانيا

2022.03.17 | 17:21 دمشق

gettyimages-857791336-e1647171975742.jpg
شبان أفارقة في أوكرانيا (أ ف ب)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت شبكة "بي بي سي" البريطانية، إن المئات من شباب القارة السمراء يبدون حماسةً للتطوع في القتال الجاري بأوكرانيا بعد أسابيع من الغزو الروسي لها، وذلك هرباً من جحيم الوضع الاجتماعي الصعب في بلدانهم.

وأضافت الشبكة في تقرير، أن الشباب الأفارقة يتطوعون في القتال رغم أنه لا يوجد شيء يضمن استقرارهم هناك، وحصولهم على امتيازات بعد انتهاء الحرب، بحسب تقرير نشره موقع ”بي بي سي“ في نسخته الفرنسية حول ظاهرة تطوع الشبان الأفارقة للقتال، ومحاربة الروس.

فعندما بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا، الشهر الماضي، غضب أوتا أبراهام، النيجيري البالغ من العمر 27 عاماً، ثم التقط هاتفه وغرد عبر "تويتر": "أريد الانضمام إلى الفريق"، وقد كان على بعد نحو 8700 كيلومتر من خط المواجهة في شقة صغيرة في لاغوس، المدينة الرئيسة في نيجيريا.

وأشارت الشبكة إلى أن خريج الفلسفة هذا هو واحد من مئات الأفارقة، من دول مثل نيجيريا، وكينيا، والسنغال، وجنوب أفريقيا، والجزائر، الذين يقولون إنهم مستعدون لحمل السلاح في المعركة ضد روسيا، ومن بين الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك الهروب من الآفاق القاتمة التي يواجهونها في أوطانهم، بحسب التقرير.

ونقلت الشبكة عن أبراهام قوله: "نعلم أنها حرب وليست لعبة أطفال، لكن أن تكون جندياً في أوكرانيا أفضل من أن تكون هنا"، مضيفاً أنه "من المحتمل أن يُسمح لي بالبقاء إذا انتهت الحرب، بالإضافة إلى أنني سأكون بطلاً وأقاتل عدواً لا يمكن إنكاره".

20 ألف متطوع

ويقال إن نحو 20 ألف متطوع من كل أرجاء العالم سجّلوا أسماءهم بعد أن أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداءً دولياً للمقاتلين الأجانب "ليأتوا ويدعموا الأوكرانيين".

وخففت الحكومة الأوكرانية مؤقتاً من متطلبات منح التأشيرة، وعرضت المعدات والرواتب لمن يحملون جوازات سفر صالحة، وتدريباً عسكرياً، ولكن لم يكن هناك تأكيد رسمي على السماح للمقاتلين الأجانب بالبقاء في البلاد بعد الحرب، وفق ما أكدته الشبكة.

من جانبه، قال كيريتي أوسوروه، وهو نيجيري يعيش في العاصمة أبوجا، يبلغ من العمر 29 عاماً، إن دوافعه للتطوع لا علاقة لها بالمكاسب المالية أو احتمالية الحصول على الجنسية.

وأردف المحامي: "أعيش حياة مريحة بالفعل، وإذا كنت أرغب في الذهاب إلى أوروبا فسأفعل ذلك من أجل التعليم وليس من أجل الحرب".

وأشارت الشبكة إلى أنه "بعد أيام قليلة من دعوة الرئيس زيلنسكي ذهب العشرات من المتطوعين المتحمسين إلى السفارة الأوكرانية في أبوجا مع الطموح للمشاركة".

السفارات اضطرت للتراجع

لكن السفارة الأوكرانية في نيجيريا مثل غيرها من السفارات في أفريقيا، اضطرت للتراجع لأن العديد من الحكومات في القارة لا تريد لمواطنيها القتال في أوكرانيا.

وكتبت وزارة الخارجية النيجيرية في بيان لها أن "نيجيريا لا تشجع استخدام المرتزقة في أي مكان في العالم، ولن تتسامح مع تجنيدهم".

بدوره أكّد بوهدان سولتيس، المسؤول في السفارة الأوكرانية في نيجيريا، أن بلاده لم تدفع شيئاً للأفارقة للقتال، ويجب على المتطوعين دفع تكاليف رحلاتهم الجوية للوصول إلى أوروبا".

وأشار سولتيس إلى أن "هناك خيطاً رفيعاً بين المتطوعين الأجانب والمرتزقة"، موضحاً أنه تلقى أوامر "برفض المتطوعين الذين قدموا أنفسهم في السفارة".

وسبق أن قالت ليوبوف أبرافيتوفا سفيرة أوكرانيا في جنوب أفريقيا، وموزمبيق، وبوتسوانا، إن "مئات الأشخاص من جميع أرجاء جنوب أفريقيا تطوعوا للقتال أو العمل بصفة إنسانية، لكنها لم تستطع الامتثال لطلباتهم لأنها كانت تنتظر تعليمات من الحكومات، إذ إن لجنوب أفريقيا قانوناً صارماً ضد المرتزقة"، وفق الشبكة.