icon
التغطية الحية

نيوزويك: روسيا تسعى لكسب النفوذ من خلال بيع الأسلحة

2019.11.19 | 12:33 دمشق

part-dv-dv2188561-1-1-1.jpg
نيوزويك - ترجمة وتحرير تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

سعت روسيا لتوسيع علاقاتها الدفاعية في منطقة الشرق الأوسط، حيث دفعت أموالاً طائلة من أجل توسيع نفوذها الإقليمي عبر عقد اتفاقيات جديدة لبيع الأسلحة كما سعت للبحث عن مشاريع مشتركة جديدة.

كان من المقرر لأكثر من 1200 شركة من مختلف بقاع العالم أن تشارك في معرض دبي للطيران لاستعراض تقنيات الطيران أمام العديد من الدول التي تسعى لعقد اتفاقيات وصفقات مربحة. وكانت 30 شركة روسية تقريباً من بين الشركات المشاركة في هذا الحدث، واعتباراً من يوم الإثنين الماضي، نجحت موسكو في إحراز بعض المساعي الواعدة، خاصة مع الدولة المضيفة: الإمارات العربية المتحدة.

ومن بين الترتيبات التي تمت مناقشتها، برزت فكرة تزويد دولة الإمارات بطائرة تجسس من طراز أوريون-إي ميل، وحوامات ميغ مي-38 وسوخوي سو-35، والجيل الرابع ++ من الطائرات المقاتلة، وذلك بحسب ما أوردته وكالة تاس للأنباء الروسية الرسمية. تركيا أيضاً أعجبتها فكرة شراء طائرات سوخوي سو-35 وذلك عقب شرائها منظومة صواريخ أرض-جو إس-400، كما سعت وزارة الدفاع السعودية التي تسعى نحو أحدث التقنيات في هذا المجال لعقد محادثات بهدف الحصول على الأسلحة الروسية عقب الهجوم الصاروخي الأخير الذي نفذته إيران عبر طائرة من دون طيار.

واشنطن تلوح بالعقوبات

ومع الاهتمام المتزايد وغير المسبوق بالأسلحة الروسية، حاولت الولايات المتحدة أن تثني أي جهة ترغب في الشراء مستقبلاً وذلك عبر التلويح بالعقوبات. ولكن في معرض دبي للطيران، عبرت دولة أخرى أيضاً وهي مصر عن رغبتها في شراء سوخوي-35، في حركة حذَّرَ منها معاون وزير الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية ر. كلارك كوبر يوم الإثنين الماضي وهدد بوضع هذه الدولة التي تقع في شمال إفريقيا على قائمة العقوبات، مما قد يحرمها من امتلاكها مستقبلاً، وذلك بحسب ما أوردته وكالة أسوشييتد برس.

وفي الوقت الذي وقعت فيه الهند أيضاً على عقد لشراء صواريخ إس-400، فرضت على الصين وحدها عقوبات من قبل الولايات المتحدة لشرائها تلك المنظومة، بالإضافة إلى شراء نوعين من طائرات سوخوي سو-35. وقد تم فرض تلك العقوبات بناء على قانون مناهضة خصوم أميركا من خلال العقوبات لعام 2017 والذي تم بموجبه وضع روسيا وإيران وكوريا الشمالية على اللائحة السوداء.

وبعد مرور عامين على إقرار هذا القانون، ما تزال روسيا تواصل إقامة علاقات جديدة في مجال الدفاع، إلى جانب تعزيز العلاقات القائمة أصلاً. فبالإضافة إلى الاتفاقيات الأخيرة التي أبرمتها في مجال الطيران؛ ذكرت المؤسسة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري والتقني لوكالة تاس الروسية بأن الدولة فرغت من المرحلة الأولى لتسليم دبابات تي-90 للعراق، وهي دولة شرق أوسطية أخرى تتمتع بعلاقات أمنية قوية مع الولايات المتحدة.

عوائد بالمليارات

وفي خطابه في الحفل الذي أقيم في دبي؛ ذكر سيرغي شيميزوف المدير التنفيذي لشركة روستيك وهي شركة قابضة تمتلكها الدولة يوم الأحد الماضي بأن مجال الدفاع في بلاده توقَّع حصوله على ما يتراوح بين 13.5 إلى 13.7 مليار دولار كعوائد تصدير بنهاية هذا العام، مع التأكيد على وصول ما يقارب من 11 مليار دولار لدولة روسيا وذلك بحسب ما ورد في تقرير أصدرته مجلة آفييشن ويك. وذكر أيضاً أنه بالرغم من إقرار قانون مناهضة خصوم أميركا من خلال العقوبات، فإن روسيا حققت مكاسب قياسية خلال العام المنصرم وذلك عبر تصدير التكنولوجيا العسكرية، وأضاف أن "المكاسب ستكون أعلى في هذا العام، ولن تهبط عن ذلك الرقم على أقل تقدير".

بيد أن الولايات المتحدة ما تزال تتصدر تجارة الأسلحة على مستوى العالم، إذ في الوقت الذي قدَّر فيه معهد أبحاث السلام الدولي في ستوكهولم مبيعات روسيا من الأسلحة بقيمة 6.4 مليارات دولار خلال العام الماضي، قامت الولايات المتحدة ببيع ما تقارب قيمته 10.5 مليارات دولار من الأسلحة، معظمها تم تصديره إلى دول في الشرق الأوسط، تلك الساحة التي يتعاظم فيها الوجود الروسي بوصفه يمثل قوة دبلوماسية رائدة.

وبالرغم من أن الرئيس دونالد ترمب دعا إلى وضع نهاية "للحروب التي لا تنتهي" التي شنتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وخارجه، ما يزال البنتاغون يحتفظ بجنود أمريكان في قطر والكويت والعراق والإمارات والأردن. كما قام ترمب أيضاً بنشر مزيد من الجنود في السعودية للوقوف في وجه العدوان الإيراني، وبالرغم من قيام الرئيس بسحب عدد من الجنود الذين تم فرزهم ضمن قاعدة عسكرية في شمال سوريا وذلك بموجب الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة فإنه أرسل مزيداً من القوات للمحافظة على سيطرة الولايات المتحدة على حقول النفط شرق البلاد.

في حين طالبت موسكو التي تدعمها دمشق وطهران منذ مدة طويلة البنتاغون بسحب كامل الجنود من سوريا، واعتبرت الوجود الأمريكي غير قانوني. وطيلة الحملة التي شنتها روسيا في البلاد، حافظت على تواصل مع كل جهة فاعلة تقريباً، ومنحتها امتيازات دبلوماسية تفوق ما منحتها إياه الولايات المتحدة التي رفضت الخوض في محادثات مع حكومة الأسد أو حليفتها الأخرى إيران.

وقد أتى الانسحاب الأميركي في الوقت الذي حشدت فيه تركيا التي تعتبر حليفاً لحلف شمال الأطلسي الثوار السوريين المتحالفين معها بهدف الهجوم على قوات سوريا الديمقراطية التي تتزعمها قيادات كردية تتلقى الدعم من البنتاغون، والتي عقدت اتفاقية مع حكومة النظام وداعمها العسكري الرئيسي: موسكو. ومنذ ذلك الحين تولت القوات الروسية قيادة العديد من المواقع العسكرية التي تركتها الولايات المتحدة، وسعت للعب دور الحكم بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية وتركيا، بالرغم من تواصل العنف.

تركيا وروسيا على طرفي نقيض

وبالرغم من تعمق العلاقات بين موسكو وأنقرة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، فإن هاتين الدولتين قد تصبحان على طرفَي نقيض بالنسبة للعنف في المنطقة. ففي ليبيا -تلك الدولة التي مزقها العنف منذ قيام انتفاضة فيها مدعومة من قبل الغرب خلال عام 2011- عززت تركيا من دعمها لحكومة الوفاق الوطني التي حصلت على اعتراف من قبل هيئة الأمم المتحدة، في حين تشير تقارير صدرت مؤخراً إلى ارتفاع عدد المتعاقدين العسكريين الروس التابعين للقطاع الخاص بهدف دعم خليفة حفتر وذلك في حصاره للعاصمة طرابلس.

هذا وقد حصل حفتر على دعم من قبل دولة الإمارات التي زارها يوم الخميس الماضي، وكذلك من قبل مصر التي أعلن الكرملين عن زيارة الرئيس بوتين لها خلال العام المقبل. كما التقى مسؤولون من وزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس الماضي بممثلين عن حكومة الوفاق الوطني في واشنطن، وطالبوا حفتر بإنهاء حملته العسكرية، وقدموا "دعمهم لسيادة ليبيا ووحدة أراضيها في وجه أي محاولة روسية لاستغلال النزاع ضد إرادة الشعب الليبي".

 وقبل أيام من حدوث كل ذلك، عبَّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن رفضه للفكرة القائلة بأن موسكو كانت تسعى لإنهاء حلم واشنطن بالتحول إلى شرطي الشرق الأوسط، ووصفها بأنها تعبر عن "عقلية نقيب في الشرطة" وبأنها فكرة "من اختراع الغرب" ساعدت على زعزعة الاستقرار في المنطقة. ولدى سؤاله فيما إذا كان يعتبر الغرب هو المسؤول عن كل ما حصل، لا سيما تلك الأزمات التي حدثت في العراق وليبيا وسوريا، ردَّ لافروف على الصحفيين بالقول: "كلا، ليس مسؤولاً عن كل شيء، بل مسؤول عما ارتكبه من أخطاء فقط".

 

المصدر: نيوزويك

 
 
كلمات مفتاحية