icon
التغطية الحية

نفوق مئات خلايا النحل في مدينة الباب.. ما علاقة المجلس المحلي؟

2023.08.14 | 17:01 دمشق

خلايا نحل الباب
نفوق خلايا نحل في مدينة الباب شرقي حلب (تلفزيون سوريا)
الباب - خاص
+A
حجم الخط
-A

شهدت مدينة الباب وريفها شرقي حلب، خلال الأيام القليلة الماضية، نفوق مئات خلايا النحل تسمّماً بمبيدات حشرية وزّعها المجلس المحلي للمدينة على المزارعين.

وأفادت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ فاجعة كبيرة أصابت مربّي النحل في منطقة الباب، بعد نفوق أكثر من 800 خلية نحل، نتيجة استخدام المزارعين مبيدات حشرية تحتوي مواد سامّة في رش أراضيهم، حيث يضع مربّو النحل مناحلهم.

وأضافت المصادر أنّ المجلس المحلي في مدينة الباب وعبر مديرية الزراعة التابعة له ساهم بشكل كبير في نفوق النحل، بعد توزيعه -مجاناً- مبيدات حشرية على المزارعين، دون تحذيرهم بأنّ نوعيتها غير صالحة لكل المزروعات، كما أنّها تضرّ بالنحل.

والمبيدات التي وزّعها "محلي الباب" تحتوي مواد مثل "ديموثوات وأبامكتين ولانتين زرنيخ"، تسبّب التسمّم في حال استخدامها بشكل عشوائي وغير مسؤول، مشيرةً المصادر إلى أنّ المزارعين الذين استخدموها "ليس لديهم الخبرة الكافية بمبيدات الزراعة".

باسل الصوفي - مربّي نحل في الباب - وخلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أعرب "عن حزنه وصدمته من جراء واقعة التسمّم التي ألمّت بمناحله"، قائلاً: "تعرضت مناحلي إلى تسمّم ومات كلّ النحل، الخسارة كبيرة للغاية، خلال لحظات، انتهى كل شيء عندي".

وعن أسباب النفوق المفاجئ للنحل، قال "الصوفي" إنّ الفلاحين استخدموا - بشكل عشوائي - أنواع مختلفة من المبيدات الحشرية التي تحوي مواد سامّة، مشيراً إلى "خطأ شائع" وهو رش المبيدات خلال النهار بدلاً من الليل، ما أثّر على المناحل في الأراضي الزراعية وتسبّب في نفوقها.

وبحسب "الصوفي" فإنّ هذا التسمّم ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن تعرّض النحل لتسمّم أقل فتكاً، خلال العام الفائت، وذلك بسبب استخدام مبيدات حشرية متعددة أيضاً، دون اتخاذ إجراءات احترازية.

ودعا "الصوفي" المنظمات والجمعيات المعنية إلى تقديم المساعدة والدعم للحد من استخدام المبيدات الحشرية "عشوائياً" ومن دون دراية، وذلك من أجل حماية النحل والحفاظ على البيئة والمحاصيل الزراعية.

جمعية النّحالين في مدينة الباب

غياث النجار - رئيس جمعية النحالين في مدينة الباب - أفاد لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّه في تاريخ 20 تموز الفائت، قدّم العشرات من أعضاء الجمعية شكاوى بخصوص نفوق النحل لديهم، وتزايد الشكاوى دفع مكتب الإحصاء والمتابعة في الجمعية إلى الخروج في جولات ميدانية لمعاينة الوضع وتوثيق تلك الحوادث.

وتوصّلت الجمعية إلى نتائج مقلقة، حيث تبيّن أنّ موت خلايا النحل جاء نتيجة استخدام مبيدات حشرية بشكل عشوائي وغير مدروس، وأنّ هذا الاستخدام الجائر أدّى إلى نفوق 500 خلية نحل في مدينة الباب، ونحو 300 خلية في مناطق ريفية مجاورة.

وأضاف "النجار" أنّ تأثير النفوق الجماعي للنحل يتجاوز الوضع الاقتصادي إلى القلق البيئي، على اعتبار أنّ النحل يعدّ جزءاً حيوياً من النظام البيئي، ويساهم في عملية التلقيح ونقل اللقاحات بين النباتات، ما يحافظ على التوازن البيئي وتنوّع الحياة النباتية.

وبناءً على ذلك، يدعو "النجار" إلى ضرورة تحديد واستخدام مبيدات حشرية آمنة ومدروسة، بحيث لا تشكل تهديداً على النحل والمحاصيل الزراعية والبيئة بشكل عام.

خطوات لـ حماية النحل والبيئة

أشار "النجار" إلى أنّ هناك حلولاً فعّالة للتحديات التي تواجه النحّالين والبيئة الزراعية، منها:

  • مراقبة الصيدليات الزراعية من خلال منع بيع المبيدات الزراعية الفتّاكة وغير المرخصة.
  • دعوة الصيدليات لتوفير مبيدات صديقة للبيئة وإضافة مواد منبهة للنحل إلى المبيدات للحد من تأثيرها، ويجب ضمان تأمين هذه المواد ومتابعة جودتها من قبل الجهات المختصة.
  • وضع تشريع ينظّم العلاقة بين النحالين والمزارعين فيما يتعلق بعمليات الرش الزراعي التي قد تضر بالنحل.

تسعى هذه الحلول إلى الحفاظ على النحل والبيئة الزراعية، وتؤكّد على أهمية التعاون بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك النّحالين والمزارعين والصيدليات الزراعية والجهات الحكومية، لتحقيق هذه الأهداف، وفق "النجار".

يشار إلى أنّه في مطلع العام الجاري، أُنشئت جمعية للنّحالين تضم 100 عضو فعّال، مهمتها متابعة شؤون النّحالين وعملهم، حيث يوجد في منطقة الباب أكثر من 2000 خلية نحل.