icon
التغطية الحية

ندرة بمحال السمك في دمشق وانتشار بسطات لأنواع مهربة

2023.05.22 | 09:40 دمشق

آخر تحديث: 22.05.2023 | 17:08 دمشق

ندرة بمحال السمك في دمشق وانتشار بسطات لأنواع مهربة
محال بيع السمك في دمشق أصبحت نادرة بسبب قلة الطلب
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

أصبحت وجبة السمك بالنسبة للأسر في دمشق شبه سنوية، أو غائبة تماماً عن الموائد منذ سنوات. يقول أبو عمران لموقع تلفزيون سوريا وهو رب عائلة من 4 أشخاص، إنه لم يدخل السمك إلى منزله منذ 5 سنوات على الأقل، مشيراً إلى أن أسعاره غير المنطقية جعلت منه خياراً مستبعداً.

ندرة في باعة السمك بدمشق

بالنسبة لأبي عمران وغيره، حتى علب التونة والسردين لا تحل محل السمك، فسعر العبوة التي لا تشبع طفلاً على حد تعبيرهم وصل إلى 10 آلاف ليرة، والسردين إلى 7 آلاف. في أثناء التجوال في سوق اللحمة القديم بالزبلطاني في دمشق، والسؤال عن محال السمك، استغرب باعة اللحوم الحمراء الباقون في السوق (أغلب المحال مغلقة)، من السؤال، مؤكدين أن الطلب على السمك قليل جداً ولا يوجد في السوق سوى محل واحد يفتح بضع ساعات في النهار ثم يغلق. قال أحدهم (في حدا بياكل سمك بهالوقت؟).

البحث عن محال تبيع السمك الطازج بدمشق لم تكن سهلة، فقد بات عددها محدودا نتيجة ندرة الطلب، وبالكاد تجد عدة بائعين فقط، أحدهم في شارع الثورة قرب ساحة المرجة وهو محل قديم جداً، إضافةً إلى 4 محال تقريباً في شارع خالد بن الوليد ضمن سوق الشربيشات، ومحل أو محلين في سوق الشيخ محيي الدين.

أسعار السمك اختلفت بين الأسواق المذكورة، حيث تصل الفروقات بين سعر محل شارع الثورة مثلاً وسوق الشيخ محيي الدين إلى 5 آلاف ليرة. وتراوح سعر كيلو السمك الأجاج البحري بين 60 – 70 ألف ليرة تبعاً للحجم، أما المشط النهري الطبراني فتراوح سعره بين 27 – 35 ألف ليرة تبعاً للحجم أيضاً.

وبدأت أسعار السلطان إبراهيم من 70 ألف ليرة، ووصل سعر اللقز الكبير إلى أكثر من 100 ألف ليرة، ولم توجد أنواع كثيرة ومتنوعة من السمك المعروف، بينما انتشرت أنواع صغيرة الحجم نهرية بأسعار تبدأ من 15 ألف ليرة سورية لكنها صغيرة جداً وتحوي بالكاد لحماً. أما في المولات فتزيد أسعار الأسماك عن السوق بأكثر من 50%.

 أكلة السمك مكلفة

كيلو السمك ليس مثل كيلو لحم الغنم، يقول أبو إياد، إن عائلة مثل عائلته المؤلفة من 4 أشخاص بينهم طفلان، "بالكاد سيكفيها 3 كيلو سمك لوجبة يوم واحد، بينما يمكن أن يشتري نصف كيلوغرام من لحم الغنم أو العجل من السورية للتجارة بسعر يتراوح بين 60 – 70 ألف ليرة أو كيلو لحم دجاج ويطهو بها طبخة ليومين مع أرز".

ويتابع "بالتالي وبحسبة بسيطة لو تم شراء 3 كيلو سمك طبراني ستصل الكلفة إلى ما بين 80 ألف ليرة و100 ألف ليرة ولطبخة يوم واحد، عدا عن باقي المستلزمات من زيت نباتي وسلطات، لذلك أفضّل أن أشرتي كيلو صدر دجاج بـ30 ألف ليرة وطهيه مع الأرز ليومين".

يقف شخص يرتدي بزة عسكرية وينظر إلى الأسماك الصغيرة بسعر 15 ألف ليرة ويسأل عن مذاقها وهل تحوي لحماً أم لا، ليجيبه البائع (بكفي اسمه سمك)، ليشتري العسكري 2 كيلو، وقال للموقع بالعامية "هي شهوة يا بيطلع طيب يا ما عد نعيدها، صرعوني الولاد والزور دبرت حقن".

انتشار السمك المهرب

في الأسواق انتشرت بسطات الأسماك المهربة المجمدة والمتعارف عليها باسم السمك مقطوع الرأس ومصدره الأرجنتين أو فيتنام، وسابقاً، انتشرت شائعات في سوريا وبعض الدول العربية عن أن هذه الأسماك تربى في مياه ملوثة بالصرف الصحي وأنها سامة ومسرطنة.

وتراوح سعر الكيلو من السمك المهرب المجمد بين 30 – 35 ألف ليرة، ويتميز بأنه شبه خال من الحسك، وكثير اللحم عكس الأسماك السورية، وأيضاً لا يدخل رأس السمكة في وزنها كونه غير موجود، وبالتالي يكون الكيلو منه يزن لحماً صافياً تقريباً، ما يدفع الناس لشرائه.

ويعتبر هذا النوع من الأسماك ممنوعاً في سوريا، وقال مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية عام 2015 علي الخطيب لـ"كيوميديا" إن هذا النوع ممنوع لأنه مهرب، ويعتبر مجهول المصدر وغير آمن، لكن لم تصل أي شكاوى على أنه سام، مشيراً إلى أن هذا النوع من السمك يهرب إلى سوريا منذ 20 عاماً.

ومؤخراً، أشار موقع "أثر برس" إلى انخفاض أسعار معظم أنواع الأسماك 50%، نظراً لارتفاع درجات الحرارة وبدء موسم الصيد حيث بلغ سعر كيلو سمك البلميدا نحو 15 ألف ليرة، والعريضة بين 20-22 ألف، بعد أن وصل سعرها إلى ما بين 40-42 ألف ليرة، وسعر كيلو سمك الغبص بين 20-25 ألف ليرة بعد وصوله إلى 45 ألف.

لكن الأسعار التي رصدها الموقع هي في بانياس، وترتفع أكثر من النصف في أسواق العاصمة دمشق، الذين لم يلاحظوا انخفاضاً في الأسعار كما يتم الترويج، بل شبه ثبات على أسعار العام الماضي.

وكشف وزير الزراعة محمد حسان قطنا العام الماضي، أن حصة المواطن في سوريا من السمك سنوياً، قليلة جداً مقارنةً بحصة الفرد عالمياً، حيث لا تتجاوز كيلوغراماً واحداً سنوياً مقابل 20 كليو عالمياً.