"نحن في حرب دينية".. مسؤولون أميركيون يثيرون الجدل بتصريحاتهم عن غزة

أثار مسؤولون أميركيون جدلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حول تعليقاتهم على الأحداث الجارية في غزة بعد عملية "طوفان الأقصى"، وإعلان وقوفهم إلى جانب إسرائيل بشكل مباشر، واعتبارها حرباً "دينية".

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عند وصوله إلى إسرائيل اليوم الخميس، "وصلت إلى إسرائيل ليس كوزير خارجية أميركي فقط، بل "كيهودي فر أجداده من القتل".

وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن بلاده لن "تقبل قتل الأطفال والمدنيين في إسرائيل من قبل حماس". 

ومن جانبه قال السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، مساء الثلاثاء عبر قناة فوكس نيوز، "نحن في حرب دينية، وأنا أقف مع إسرائيل بلا خجل"، ملقياً اللوم بشأن عملية "طوفان الأقصى" على إيران، وقال إن "الوقت قد حان لجعل النظام الإيراني" يدفع ثمن أفعاله.

كما قال ليندسي غراهام: "كان هذا هجوماً برياً وبحرياً وجوياً منسقاً، استغرق إعداده أشهراً"، لا يمكن أن يحدث هذا في العالم من دون علم إيران، مضيفاً "إذا كنت تعرف العلاقة بين إيران وحماس، فمن المستحيل تصديق ذلك".

وفي تأكيد على كلامه الذي ذكر في المقابلة، شارك غراهام مقطع الفيديو عبر صفحته الرسمية في موقع إكس، معلقاً "نحن في حرب دينية وأنا أقف مع إسرائيل".

وعلق مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي على التصريحات، ولا سيما الأميركيون منهم على منشوره، معربين عن غضبهم من تصريحاته، وانتقد العديد منهم قوله بـ "نحن".

وعلقت صفحة الرادع التركي على التصريحات "لم يزعمون أن الحروب الدينية انتهت في القرن الحادي والعشرين؛ وزير الخارجية الأميركي بلينكن يصرح اليوم أنه زار الأراضي المحتلة في فلسطين كشخص يهودي، وليس كوزير خارجية للولايات المتحدة، ومن قبله قال السيناتور الأميركي ليندسي غراهام أن هذه الحرب هي حرب دينية".

وأضافت صفحة باسم "Baked Turbo Flash" تعليقاً على غراهام "أنت لا يمكنك أن تتحدث نيابة عني، هذه ليست حرب أميركا".

وفي تعليق آخر لمنشور غراهام لأندرو، من هو "نحن" أيها السيناتور؟، وما هو الدين الذي "نحن" نقاتل من أجله.

بينما قال غلوبال ميديا، "أنت تقف مع الحرب من دون خجل، ليس لديك قلب يا سيدي".

وكتب تركي الشلهوب عبر حسابه في منصة إكس "السيناتور الأميركي ليندسي غراهام: نحن نخوض حربا دينية، وأنا متضامن مع إسرائيل، عليكم بتسوية المنطقة بالأرض، مبارك للصهـ ـاينة العرب مشاركتهم في الحرب الدينية على الإسلام والمسلمين".

في حين علق الدكتور هشام بن عبد العزيز الغنام، قائلاً "هذا الذي صدع رؤوسنا بالقيم الأميركية يبدو أن العقاب الجماعي أهم هذه القيم، السيناتور ليندسي غراهام يحرض ومؤيد لعقاب وإبادة جماعية للمدنيين المحاصرين في غزة، شكله مستعجل على عودة المسيح إلى القدس حتى يتخلص من البقية وأولهم اليهود".

ومن جانبه كتب حسن الدّرر، حول التصريحات الأميركية الأخيرة، عبر منشور في منصة إكس "بلينكن جئت إلى إسرائيل كيهودي! أين حماة الإسلام والمسلمين ممّا يجري في غزة هذا دمٌ أم ليس دمًا؟! أهل غزّة عرب مسلمون سُنّة، ليسوا من الفُرس ولا من الشّيعة، فأين ملوك وقادة العرب من نصرتهم؟!".

وتأتي هذه التصريحات، في ظل ارتفاع حصيلة القصف الانتقامي الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي في غاراتها على قطاع غزة إلى 1354 شخصاً إلى جانب إصابة 6049 آخرين بينهم أطفال ونساء، في حين تجاوز عدد النازحين من منازلهم في غزة حاجز 338 ألف فلسطيني، من جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.

وفي المقابل وصلت حصيلة الهجمات التي نفذتها فصائل المقاومة فلسطينية ضمن إطار عملية "طوفان الأقصى" التي انطلقت، فجر السبت الفائت، إلى أكثر من 1200 قتيل وأكثر من 2500 جريح، حالات بعضهم خطيرة، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.