icon
التغطية الحية

"ناسا" تُطلق مهمة في الفضاء لحماية البشرية.. ما القصة؟

2021.11.25 | 11:00 دمشق

دارت- ناسا
المركبة الفضائية "دارت" -2021 (فرانس برس)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

أطلقت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مهمّة غير مسبوقة وتاريخية عبر إطلاق مركبة فضائية، بهدف ما قالت إنّه "محاولةً لحماية البشرية".

وبحسب وكالة "فرانس برس" فإنّ "ناسا" أطلقت من ولاية كاليفورنيا على السواحل الغربية للولايات المتحدة، مركبةً فضائية بسرعة 24 ألف كيلومتر في الساعة، لتصطدم بأحد الكويكبات في عملية تهدف إلى حَرف مساره.

وأقلعت المركبة محمولة على صاروخ "فالكون 9" من شركة "سبايس إكس" عند الساعة 22,21 بالتوقيت المحلي، يوم الثلاثاء الفائت، (06,21 بتوقيت غرينتش، أمس الأربعاء).

وأطلقت الوكالة على المركبة الفضائية تسمية "دارت" وهي كلمة تعني بالإنكليزية "السهم الصغير"، مكوّنة من الأحرف الأولى لعبارة "دابل أستيرويد ريدايركشن تست" (تجربة مزدوجة لإعادة توجيه كويكب)، وتتيح مثل هذه العمليات تفادي اصطدام أي أجسام فضائية بكوكب الأرض مستقبلاً.

وكتبت "ناسا" في تغريدة بعد إطلاق المركبة: "كويكب ديمورفوس، نحن قادمون إليك"، مضيفةً: "تلقينا أولى إشاراتنا من مهمة دارت ميشن التي ستستمر في فتح مصفوفاتها الشمسية في الساعات المقبلة والاستعداد لرحلتها ذات الاتجاه الواحد التي تستغرق 10 أشهر إلى الكويكب".

الاصطدام سيكون في خريف 2022

ويدور كويكب "ديمورفوس" وهو "قمر صغير" يبلغ عرضه نحو 160 متراً، حول كويكب أكبر بكثير يُسمى "ديديموس" (قطره 762 متراً)، وهما يدوران معا حول الشمس، ويُفترض أن يحدث الاصطدام في خريف 2022، عندما يكون هذا الثنائي على مسافة 11 مليون كيلومتر من كوكب الأرض، وهي أقرب نقطة يمكنهما الوصول إليها.

ومركبة "دارت" الفضائية، وهي عبارة عن صندوق بحجم ثلاجة كبيرة مزودة بألواح شمسية بحجم سيارة ليموزين على جانبيها، ستصطدم بالكويكب بسرعة تزيد قليلاً على 24,140 كيلومتراً في الساعة، وتضم المركبة أدوات متطورة للملاحة والتصوير، من بينها "لايت إيتالين كيوبسات" التابع لوكالة الفضاء الإيطالية لتصوير الكويكبات بهدف مشاهدة عملية الاصطدام وآثارها اللاحقة.

27ipj-9.jpg

آندي ريفكن المسؤول في مهمة "دارت" قال: "في كل مرة نقترب من كويكب، نكتشف أشياء لا نتوقعها"، فيما أضاف توم ستاتلر - عالم في "ناسا" ومشارك بالمهمة - إنّ هذا الاختبار "سيكون تاريخياً"، مشيراً إلى أن "البشرية ستغيّر للمرة الأولى حركة جرم فضائي طبيعي في الفضاء".

لا تهديد في الوقت الحالي

قال توماس تسوبوركن كبير العلماء في "ناسا" عن هذا المشروع الذي تبلغ كلفته 330 مليون دولار وهو الأول من نوعه: "ما نحاول تعلمه هو طريقة تفادي أي تهديد محتمل".

وأضاف: "في الواقع، لا يشكل الكويكبان المعنيان أي خطر على كوكبنا.. لكنهما ينتميان إلى فئة من الأجسام تعرف باسم نير-إيرث أوبجكتس (الأجسام القريبة من الأرض) التي تكون على بعد نحو 30 مليون ميل".

وذكرت "فرانس برس" أنّ مكتب تنسيق دفاع الكواكب التابع لـ"ناسا" مهتم خصوصاً بالكويكبات التي يزيد حجمها على 140 متراً ولديها القدرة على تسوية مدن أو مناطق كاملة بالأرض، إذ تزيد طاقة ارتطامها عدة أضعاف عن الطاقة الناجمة عن قنبلة نووية.

وهناك 10 آلاف من الكويكبات المصنفة "نير-إيرث أوبجكتس" يبلغ حجمها 140 متراً وأكثر، لكن ليس هناك احتمال لأن يصطدم أحدها بالأرض خلال الأعوام المئة المقبلة، إلّا أنّ الخبراء يُحذّرون من أنه ما زال هناك 15 ألف جسم إضافية مماثلة في انتظار اكتشافها.

يقدّر العلماء أنّ كويكبات يبلغ حجمها 140 متراً تضرب الأرض مرة كل 20 ألف عام، أما الكويكبات التي يبلغ عرضها 10 كيلومترات تقريباً، مثل تلك التي اصطدمت بالأرض قبل 66 مليون سنة وأدت إلى انقراض معظم الحياة على الأرض بما في ذلك الديناصورات، فتصطدم بالأرض كل 100 إلى 200 مليون عام تقريباً.