icon
التغطية الحية

ميليشيات النظام الإيرانية تقود معركة ضواحي حلب

2020.01.31 | 14:12 دمشق

ergtrjmyujk7kk9ij4342frw.jpg
تلفزيون سوريا - خالد الخطيب
+A
حجم الخط
-A

تنفرد ميليشيات النظام الإيرانية بشكل شبه كامل في إدارة وتوجيه العمليات العسكرية في معركة ضواحي حلب ضد الفصائل المعارضة، ويشارك في الهجمات البرية أكثر من 30 ألف عنصر يتبعون لميليشيات متنوعة يدعمها "الحرس الثوري" الإيراني في حلب ودير الزور والبادية، بينهم عدد لا بأس به من عناصر "فصائل المصالحات".

وتشارك في المعارك المستمرة منذ 10 أيام على الأقل في جبهات الضواحي الغربية والشمالية والريف الجنوبي، مجموعات من ميليشيا "حزب الله" اللبناني، ومجموعات أخرى من الميليشيات العراقية والأفغانية والإيرانية، المشاركة الأجنبية تتكون في غالبيتها من مجموعات "قوات خاصة" و "دعم وإسناد" بالإضافة لمجموعات الرصد والاستطلاع الجوي، وإدارة غرف العمليات في نقاط المراقبة الإيرانية المنتشرة في محيط منطقة العمليات العسكرية.

تشترك ميليشيات النظام الروسية في العمليات العسكرية بحلب في بعض محاور القتال، وهي في غالبها من "جيش التحرير الفلسطيني" و "لواء القدس الفلسطيني" و "الحرس الجمهوري"، تعمل تحت مظلة العمليات الإيرانية، ويتركز انتشارها في جبهات الضواحي الشمالية والشمالية الغربية التي تحيط بالقاعدة الروسية في جمعية الزهراء.

اعتمدت الميليشيات الإيرانية في عملياتها العسكرية في حلب تكتيكات مشابهة للتكتيكات التي تتبعها الميليشيات الروسية في جبهات إدلب وريفها الجنوبي والشرقي، أي الاعتماد على التمهيد الناري الهائل، وتدمير دفاعات المعارضة بالنار الكثيفة متفادية بذلك المواجهة المباشرة للتقليل من خسائرها البشرية، تمهيد الميليشيات الإيرانية يختلف عن الروسية من ناحية الاعتماد الأكبر على النيران البرية بدلاً من الجوية، وذلك لأسباب عدة، أبرزها، تخصيص القسم الأكبر من النيران الجوية لمعارك إدلب، وخط التماس الطويل والمسافات القريبة بين الطرفين، بالإضافة لتحصينات المعارضة التي تبدو أفضل في جبهات حلب.

نجحت الميليشيات الإيرانية في تحقيق تقدم بري في خاصرة حلب الجنوبية الغربية، خان طومان وعدد من التلال حولها، بعد أن تمكنت من كسر الخط الدفاعي الأول، والذي استهدفته بأكثر من 5آلاف قذيفة صاروخية ومدفعية، وما يزيد على 40 غارة جوية في وقت قياسي، في حين فشلت بشكل شبه كامل في مهمة كسر الدفاعات الأولى للمعارضة في محاور الضواحي الغربية والشمالية، ما عدا محوري الصحفيين والراشدين والتي تشهد معارك كر وفر حتى الآن، وتحاول الفصائل استعادة خسائرها عموماً، وما إن تهدأ النيران المعادية حتى تشن هجمات برية معاكسة، والتي كانت في معظمها ناجحة من حيث إيقاع الخسائر في صفوف الميليشيات والتي خسرت أكثر من 200 عنصراً منذ بدء العمليات، غالبيتهم من "الفرقة الرابعة" و "سرايا العرين" و "لواء الباقر"، و"فيلق المدافعين عن حلب"، وعدد أقل من ميليشيا "القاطرجي".

لواء الإمام الباقر

في 30 كانون الثاني/يناير، تجول قائد ميليشيا "لواء الإمام الباقر"، خالد علي الحسن، الملقب بـ"الحاج باقر"، في جبهات ريف حلب الجنوبي، واجتمع في أكثر من موقع مع قادة قطاعات العمليات البرية، وقدم التعازي في قتلى اللواء الذين سقطوا خلال معارك 72 ساعة الماضية مع الفصائل، وتجاوزت أعداد قتلى "لواء الباقر" منذ بداية معارك حلب ال30 عنصراً، بينهم قائد قوات النخبة، تركي عامر الأحمد.

تنتشر ميليشيا "لواء الباقر" في خط تماس يبدأ من السابقية وحتى خان طومان مروراً بزيارة العجمي والحويز وخندق العبد، ويشارك اللواء في محاور الهجوم في الضواحي الغربية في محوري الصحفيين والراشدين، وشمالاً في محور ضهرة عبد ربه، ويزيد عدد عناصر اللواء الذين تم الزج بهم في المعركة على 6 آلاف مقاتل، 20 بالمئة منهم من دير الزور والبادية السورية تم استقدامهم لدعم العمليات العسكرية في حلب منتصف شهر كانون الثاني/يناير الحالي.

لقائد ميليشيا "لواء الباقر"، الحاج باقر، ثأر قديم مع فصائل المعارضة يعود إلى منتصف العام 2012 أثناء دخولها الأحياء الشرقية، كان قائد مجموعة تعمل لحساب الفروع الأمنية في حلب لقمع المظاهرات، وغالبية عناصرها من عشيرة البكارة، شاركت مجموعته مع مجموعات عشائرية أخرى في ذلك الوقت في معارك مبنى قيادة الشرطة في حي الصالحين وعدد من المواقع التي استعصت على الفصائل، وتمكن "لواء التوحيد" من اعتقال، الحاج باقر، وعدد من أفراد عائلته وعناصر من مجموعته بعد محاصرة موقعاً لهم في حي البلورة، والذي قتل فيه والده وعدد من أقاربه، وبعد فترة قصيرة من الاعتقال تمكن، الحاج باقر وعناصر آخرين، من الفرار. وهنا كانت بداية تشكيل اللواء الذي سيشرف فيما بعد "الحرس الثوري" الإيراني على تدريبه وتمويله وزيادة أعداد عناصره العشائرية.

ظهرت ميليشيا "لواء الباقر" بشكل علني منتصف العام 2013 بدعم مباشر من إيران، وانضم إلى صفوف اللواء المئات من أبناء عشيرة البكارة. وشارك اللواء في المعارك ضد المعارضة في حلب ما بين 2015و2016، وفي العام 2017 توسعت الميليشيا شرقاً بعد عودة نواف البشير، إلى "حضن النظام"، وانضمام المئات من أنصاره إلى صفوف اللواء من أبناء البكارة في المنطقة الشرقية، وزاد نفوذ اللواء في حلب بعد سيطرة الميليشيات على الأحياء الشرقية نهاية العام 2016، وبسبب انخراطها الكبير في معارك حلب في العام 2016، كافأ قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، ميليشيا "لواء الباقر" من خلال زيادة الدعم المالي المخصص لها والذي أتاح لها ضم أعداد إضافية فيما بعد، خلال العامين 2017 و2018 وتوسعها في مناطق شرق سوريا وصولاً إلى الحدود السورية-العراقية وانخراط أعداد كبيرة من أبناء عشيرة البكارة في صفوفها.

تمارس ميليشيا "لواء الباقر" طقوسها الشيعية بشكل علني في حلب، وترفع رايات طائفية في مواقعها ومقارها في حلب والريف الجنوبي، ولديها حسينيات في عدد من الأحياء الشرقية، وتدعم الجمعيات الثقافية والدينية الإيرانية أنشطة ثقافية عديدة ينظمها اللواء في مناطق نفوذه وانتشاره. للميليشيات ممثل في مجلس الشعب التابع للنظام، وهو العضو، عمر الحسن، المقرب من قائد اللواء، الحاج باقر.

فيلق المدافعين عن حلب

تُعد ميليشيا "فيلق المدافعين عن حلب" وريثة ميليشيات "الدفاع المحلي" في حلب والتي كان يتزعمها، العقيد المقرب من إيران، هيثم نايف، والذي قتل مع مرافقه، الملازم علاء حسن، في أيار/مايو 2018، في حادث سير على طريق خناصر في بادية حلب.

العميد نايف، ينحدر من قرية الفوعة الشيعية في ريف إدلب، وكان مسؤولاً عن تجنيد آلاف العناصر خلال العامين 2012-2013 إلى صفوف ميليشيا "الدفاع المحلي" في حلب، وبدعم مباشر من "الحرس الثوري" الإيراني. وقيل أن نايف، قتل بأوامر من قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، بسبب اتصالاته مع روسيا التي حاولت استقطاب الميليشيا التي يقودها في حلب.

نايف كان يتولى قيادة "لواء المهدي" قبل تأسيس المسمى الشامل "قوات الدفاع المحلي" في العام 2013، وميليشيا "المدافعين عن حلب" واحدة من تشكيلاتها، ولكن بعد مقتل نايف، ظهر اسم الحاج محسن، كقائد وحيد للميليشيات التي تم جمعها كاملة تحت مظلة "فيلق المدافعين عن حلب" والتي يزيد تعداد عناصرها على 14 ألف عنصر موزعين على مربعات نفوذ في أحياء مدينة حلب وأريافها الجنوبية والشرقية وصولاً إلى السفيرة والحاضر.

ما يميز "فيلق المدافعين عن حلب" عن باقي الميليشيات التي تدعمها إيران في حلب، أنها تضم في صفوفها أطيافاً مختلفة، وتتمتع بهيكلة تنظيمية تشبه إلى حد كبير هيكلة التشكيلات العسكرية النظامية، ولدى الميليشيات مربعات نفوذ في المدينة لكل مربع قيادة منفردة، المربع الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، ومربعات الريف، مربع السفيرة ودير حافر والحاضر وغيرها، وهناك أفواج تتبع لقيادة الفيلق مباشرة، مثل "فوج السفيرة" و "فوج المهدي" و "القوة 313" وغيرها.

دعمت إيران "فيلق المدافعين عن حلب" بشكل كبير خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وبات لديه مؤسسات خدمية، في القطاعات الصحية والتعليمية والدينية والثقافية، وتنظّم إدارة المربعات أنشطة ثقافية ودينية مختلفة بالإضافة إلى تنظيم احتفالات دينية، ويمتلك الفيلق آليات ومركبات تعمل في القطاع الخدمي في حلب.

ينتشر عناصر الفيلق في أكثر من 10 محاور في جبهات الضواحي الغربية والشمالية، وبشكل أكبر في جبهات ريف حلب الجنوبي، وفي بلدة الحاضر بشكل خاص، وخسر خلال المعارك الأخيرة أكثر من 20 عنصراً من صفوفه.

سرايا العرين 313

تقاتل مليشيا "سرايا العرين 313" إلى جانب "الفرقة الرابعة" التي يقودها، غياث دلا، وهي ذات طابع طائفي، عناصرها من العلويين، ومن منطقة القرداحة على وجه التحديد، أشرفت إيران على تأسيسها، وكانت مهامها قبل العام 2018 تتلخص في الانتشار في محيط القرداحة وداخلها لحماية معقل عائلة الأسد، وضريح، حافظ الأسد، لكنها أعلنت في العام 2018، انتهاء عمليات الحماية وتوجهها للاشتراك في المعارك، بسبب كثرة انتهاكاتها في منطقة الساحل وريف اللاذقية،  وكانت الوجهة الأولى لها جبهات الساحل في ريف اللاذقية الشمالي، ومن ثم دير الزور، والآن في حلب، وينتشر عناصرها في محاور الصحفيين والراشدين الخامسة ومعمل الاسمنت والأكاديمية العسكرية.

ميليشيات نبل والزهراء

تطلق على نفسها اسم "حزب الله السوري" وتدعمها إيران منذ بداية العام 2013، ويضاف إلى الدعم الإيراني، دعم كبير من "حزب الله اللبناني"، والذي يتضمن الأموال والمساعدات بالإضافة للتدريب والتأهيل وإدارة العمليات، وغالبية عناصر ميليشيا البلدتين الواقعتين في ريف حلب الشمالي من أبناء نبل والزهراء، وزادت أعداد عناصر الميليشيات بعد انضمام المئات من العناصر القادمة من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، والذين استقر غالبيتهم في أحياء حلب الشرقية، مع عائلاتهم التي جرى توطينها في منازل المهجرين الحلبيين في العام 2018.

نقلت ميليشيا "حزب الله السوري"، كامل أعدادها وعتادها الحربي منذ بداية شهر كانون الثاني/يناير الحالي من مواقع انتشارها التقليدية في المنطقة الصناعية ومطار حلب معسكر التدريب الجامعي في مدرسة المشاة إلى خطوط التماس الأولى غربي حلب، وتتمركز في منطقة الكليات العسكرية غربي المدينة، كليات التسليح والمدفعية والفنية الجوية، وفي معمل الإسمنت، ولديها اشتراك فعلي في العمليات العسكرية الحالية.